الرياض "المسلة"… تحت رعاية قائد النهضة الحضارية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – يفتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2012م، وذلك مساء اليوم بمركز المعارض الدولية بالرياض.
يأتي معرض الرياض الدولي في دورته الحالية متخذا من مسيرة نجاحه المتواصل من دورة إلى أخرى مقومات كبرى للنجاح والتي جعلته من أبرز معارض الكتاب العربي على مستوى كافة المعارض الدولية العربية، إذ أصبح يمثل أقوى معرض من حيث القوة الشرائية، التني تعكس العديد من المؤشرات الإيجابية لتميزه عن نظرائه من المعارض الأخرى.. الأمر الذي يجعل من المعرض محط أنظار القارئ، والناشر، والمؤلف، ودور النشر المحلية والخارجية على حد سواء.. مما جعل من معرض الرياض الدولي للكتاب في ظل الرعاية الكريمة من لدن الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمعرض تاج فخر يرتديه المعرض امتدادا لرعاية ودعم قيادتنا الرشيدة للحركة الثقافية والحضارية في بلادنا، والتي تنطلق من الاهتمام بالكتاب والاحتفاء بالكاتب وتكريم العلم والعلماء في مختلف مجالات المعرفة العصرية.. الأمر الذي يجعل من نجاح هذا المحفل الوطني شاهدا عربيا دوليا على الصورة الثقافية المشرقة وللمشهد الحضاري الذي أصبحت بلادنا تعيشه على خارطة المشهد الثقافي عربيا ودوليا.
التكريم.. ضمن ديناميكية التطوير
تحرص وزارة الثقافة والإعلام – كما هي عادتها – بأن تخرج هذه التظاهرة الوطنية في حلة ثقافية جديدة ومتجددة، وذلك من خلال ما تجسده اهتمامات الوزارة في كل دورة من دورات المعرض على التطوير المتواصل لهذه المناسبة الثقافية الوطنية على عدة مستويات.. وفي هذه الدورة التي حظيت مراحلها الإعدادية باهتمام ومتابعة وزير الثقافة والإعلام، ومعالي نائبه الدكتور عبدالله الجاسر، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض الدكتور ناصر الحجيلان، الأمر الذي تجسد فيما أعلنت عنه وكالة الوزارة من إضافات نوعية تواكب هذا المحفل الدولي، والتي جاء منها في هذه الدورة إطلاق الدورة الأولى من جائزة وزارة الثقافة والإعلام للمؤلف السعودي، والتي تكرم من خلالها المؤلف والناشر والكتاب على حد سواء ماديا ومعنويا خلال حفل الافتتاح مساء اليوم.. وإلى جانب ذلك جاء تكريم سبعة من الباحثين في الآثار مشهدا آخر من مشاهد التطوير والاحتفاء بالحركة الثقافية في بلادنا سعيا حثيثا من الوزارة على تجسيد التوجيهات الكريمة السامية التي صنعت للثقافة السعودية مكانة مرموقة بين مصاف الدول الحضارية عالميا، الأمر الذي تتكامل فيه مشاهد الاحتفاء والتكريم بين الكلمة والمشاركين في إنتاجها مؤلفا وناشرا.
وإلى جانب هذا فقد حرصت الوزارة ممثلة في وكالتها للشؤون الثقافية أن تسعى هذا العام إلى الشروع في تنفيذ مسابقة أفضل (4) أغلفة كتب لدور نشر مشاركة في المعرض والتي من المتوقع أن يبدأ تنفيذها خلال هذه الدورة، ويعلن عن جوائزها خلال حفل ختامي في اليوم العاشر من فعاليات المعرض.. إضافة إلى ذلك فقد سعت الوزارة من خلال تطوير مسارات التكريم في هذه التظاهرة الوطنية بالاحتفاء والدعم للمؤلفين الذين طبعوا مؤلفاتهم خارج دور النشر، وذلك من خلال آلية تسجيل سريعة ومبسطة، من خلال الجناح المجاني الذي أعدته لهذه الشريحة من المؤلفين في المعرض، وذلك ليقوموا بعرض إصداراتهم من خلال الجناح المعد لهم بالمجان طيلة أيام المعرض.. لتصل الوزارة من خلال هذا المسار إلى خطوة نوعية إضافية استطاعت من خلالها أن تقدم هؤلاء من خلال هذا المحفل الوطني الثقافي الهام محليا وعربيا ودوليا.
المعيارية.. يصحبها سهولة الإجراء
دأبت الوزارة في كل دورة على أن تقدم في كل دورة معيارية تسعى إلى ان تقدم الكتاب المنافس الذي يبحث عنه القراء، وذلك من خلال رفع سقف المعيارية بما يواكب الحراك الثقافي محليا وعربيا وعالميا، الأمر الذي يجعل من المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب وجهة للمنافسة (الحقيقية) في عرض كل مفيد وجديد من الكتب التي تتسم بروح الإبداع وجودة المضامين وقدرتها على ما تضيفه إلى المشهد الثقافي والفكري.. الأمر الذي زاد من إذكاء روح المنافسة بين دور النشر المحلية والعربية في تقديم الكتاب الذي يجد فيه القارئ ما يضيف إلى ثقافته المعرفية والثقافية.. إذ تأتي هذه المعيارية على مستويين أولاهما يتعلق بالفسح لما نسبته 40% من الدور النشر المحلية التي استطاعت أن تحقق شروط المعيارية في هذه المناسبة الثقافية بوصفها تظاهرة ثقافية دولية، الأمر الذي يجسد حرص وزارة الثقافة والإعلام على تقديم المؤلف والناشر والكتاب المحلي إلى أقصى ما تستطيعه من خلال هذه النسبة التي قاربت النصف في معرض دولي.. أما المستوى الثاني فيتمثل في معيارية المشاركة للدور غير المحلية، والتي وضعتها هذه الشروط الهادفة أمام تنافس عربي ليصل إلى معرض الرياض الدولي للكتاب أفضل الدور عربيا، لتكتمل منظومة الكتاب النوعي محليا وعربيا في هذا المعرض.. الذي حرصت وزارة الثقافة والإعلام خلال هذه الدورة أن تكون إجراءات التسجيل أكثر سهولة وسرعة وانسيابية خدمة للكتاب المحلي والعربي بوجه عام.
ضيف الشرف.. وجسور الثقافة
في كل دورة من دورات المعرض تستضيف المملكة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام ضيف الشرف، الذي يقدم من خلال استضافته صورة حية للتواصل الثقافي بين الحضارات وذلك من خلال استضافة دول شقيقة وصديقة، للمشاركة من خلال نوافذ أخرى تقدمها من خلال مشاركتها في المعرض.. حيث يأتي الأصدقاء السويد ضيف الشرف في المعرض، حيث أوضح الملحق الثقافي السويدي بار كمبرج بأن الأصدقاء السويد سيقدومون العديد من الفعاليات الثقافية من خلال الجناح المخصص لهم، ومن خلال المشاركة في ندوات المعرض من خلال مشاركة شخصيات ثقافية وفكرية سويدية، والتي اشار إلى أن شخصيات شهيرة سويدية ستشارك في الفعاليات السويدية خلال المعرض والتي تأتي إيمانا بما تقدمه الثقافة من تواصل بين الشعوب والحضارات، وما تشكله من جسور وما تمده من أفق أمام مزيد من العلاقات والتعاون على مستويات ثقافية ومعرفية مختلفة.. حيث أكد بار بأن مشاركة بلاده ضيف الشرف في معرض الرياض الدولي للكتاب، تجسد عمق العلاقات الوطيدة بين المملكة والسويد، والتي تتميز بكونها علاقات وطيدة في ازدهار وتطور بين البلدين الصديقين على كافة مستويات التعاون.
البرنامج الثقافي.. التنوع والاهتمام
حرصا على التطوير على مختلف مستويات المناسبة، كان لا بد أن تقدم الوزارة من خلال ما عقدته من لجانها المختصة للخروج ببرنامج ثقافي مصاحب، أن يأتي كما أعلن، حافلا بالتنوع ومشوقا من خلال الموضوعات، التي حرصت وكالة الوزارة أن تراهن على الموضوع وذلك من خلال الموضوعات التي عقدت لها ورش مختصة والتي استطاعت أن تقدم برنامجا تميز بموضوعاته الجديدة، التي لم تغفل استقطاب أكبر شريحة من زوار المعرض، إيمانا منها بما يشكل قواسم ثقافية وفكرية ومعرفية لعامة الزوار الأمر الذي أخرج برنامجا ثقافيا حفل بالتنوع وجدة الموضوعات.. والتي يأتي من ضمنها التعليم والبحث والإبداع: مثلث التطوير الاستراتيجي، هل يمكن للكلمات أن تزيل الجدران؟ الابتعاث: آمال وتطلعات، فضائيات الأطفال، أفلام الشباب، المجتمع المدني والحكم الرشيد، شهادات في كتابة القصة، مستقبل النشر الورقي، ثقافة الحقوق، اللغات العالمية المهددة بالانقراض، مستقبل الخطاب العربي والإسلامي في ظل المتغيرات الدولية، فهم الإسلام، النص بين لغتين، الرواية والتغيير.
يقول د. ناصر الحجيلان في هذا السياق: حرصت وكالة الوزراة للشوؤن الثقافية أن يشارك في فعاليات البرنامج الثقافي ومناشطه هذا العام، مجموعة من الباحثين والباحثات من مناطق جغرافية مختلفة من هذه البلاد، إيمانا من وزارة الثقافة والإعلام بأن الثراء المعرفي والثقافي المطلوب باختيار نخبة متميزة من المحاضرين والمشاركين من خلال تفاعلهم ومداخلاتهم في البرنامج الثقافي.
برامج مصاحبة.. بدءًا بثقافة الطفل
إلى جانب البرنامج الثقافي للمعرض يأتي عدة برامج مصاحبة من خلال الأجنحة المعدة لها، والتي تنفذ في شكل ورش تدريبية منها ما يخص القراءة للكتاب في شكل مكتبة متنقلة، أو في شكل ورش تدريبية خاصة بالقراءة، وفي مقدمة هذه الورش تأتي ثقافة الطفل على قائمة هذه البرامج، والتي سيتم تنفيها من خلال جناح الطفل الذي خصص للأطفال من (3-15) سنة، والذي تنفذه وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بالتعاون مع وحدة دراسات وأنشطة الطفولة، من خلال مركز الدراسات الجامعية للبنات- جامعة الملك سعود، حيث تهدف البرامج المتنوعة التي سيقدمها الجناح إلى تنمية مهارت الطفل الحركية والإبداعية والعلمية والاجتماعية والفكرية، إلى جانب الحرص عى تقديم البرامج التي تهتم بتنمية خيال الطفل، والتعبير عن المشاعر، وإحساسه بالإنجاز، وتنمية ثقة الطفل بنفسه، وتقديره لقيمة العمل، وتعبيره عن رأيه، والتعرف على المعلومات الجديدة، وتعريف الطفل بطرق المحافظة على البيئة، باستخدام المواد المستهلكة، إضافة إلى تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه في إيجاد طرق للترفيه في محيطه، وتنمية إداركه بأهمية الكتاب والقراءة من خلال الجمع في هذه الورش بين المتعة والمعرفة.
المصدر: الرياض