لندن "المسلة" ….. أعلنت إدارة أول مطعم للعراة سيتم افتتاحه في وسط لندن قريباً أنه تلقى 10 آلاف حجز من الزبائن الراغبين في تناول الوجبات فيه على نحو أدهش أصحاب المطعم وإدارته الذين لم يتوقعوا أن يلقى المشروع مثل هذا النجاح، فلندن السباقة عادة في افتتاح مشاريع مثيرة للجدل فنية وثقافية وغيرها في مجالات الترفيه وفنون الطبخ تخلفت عن المدن الأميركية التي شهدت افتتاح مطاعم العراة فيها قبل نحو ثلاث سنوات.
قبل الإعلان عن المشروع كانت إدارة المطعم الذي أطلق عليه اسم «بونيادي» متشككة في مدى نجاحه نظراً لطبيعة الحياة في بريطانيا التي يغلب عليها طابع المحافظة، فأعلنت أنها ستتيح المجال للزبائن خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد افتتاح المطعم بأن يتناولوا الوجبات وهم مرتدون ملابسهم إذا رغبوا وخصصوا قسمين في المطعم واحد للعراة وآخر لغير العراة. لكنهم فوجئوا بالإقبال الشديد على المشروع على نحو قد يدفعهم ربما لتغيير حساباتهم. مع العلم أن حجم المطعم صغير نسبياً ويتسع فقط لحوالي خمسين زبوناً. وتعتقد إدارة المطعم أنها خلال الأشهر الثلاثة الأولى لن تقدر على استضافة أكثر من ثلاثة آلاف زبون، من الـ10 آلاف الذين أجروا حجوزات لغاية الآن بحسب الراى.
فتناول الوجبات في هذا المطعم لا يتم إلا عن طريق الحجز، ولدى وصول الزبائن إلى المطعم عليهم التوجه إلى قسم خاص لخلع الملابس مزود بخزانات لوضع الملابس وإقفالها، ويُمنع الزبائن من حمل هواتفهم الجوالة معهم داخل المطعم وعليهم تركها هي وآلات التصوير أو أجهزة الكمبيوتر وغيرها من وسائل الاتصال الإلكترونية مع ملابسهم في الخزانة، وسيتم تزويدهم بعباءات خاصة من أجل الانتقال من هذا القسم إلى المكان الذي سيجلسون فيه، حيث سيكون عليهم أن يخلعوا العباءات وطيّها ووضعها في أدراج خاصة قبل أن يجلسوا وهم عراة حول الطاولات المحجوزة لهم.
وتحتوي قائمة الوجبات في مطعم العراة على صحون تناسب مختلف الأذواق، منها أطباق باللحوم بأنواعها والأسماك وغيرها من الأغذية البحرية وأطباق نباتية، ووفقاً لإدارة المطعم ولمزيد من تهيئة الأجواء الطبيعية للزبائن سيجري إعداد الوجبات على نار الحطب وليس بأفران تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء، بعيداً عن مظاهر الحياة في المجتمعات الصناعية.
وكان صاحب فكرة المطعم سيب لايال أثار ضجة واسعة في لندن العام الماضي لدى افتتاحه مقهى أطلق عليه اسم «مقهى البوم»، حيث يجلس الزبائن داخل المقهى المليء بالبوم وأنواع أخرى من الطيور، الأمر الذي دفع لجان حماية الحياة الطبيعية إلى تقديم احتجاجات لبلدية لندن التي منحت ترخيصاً لهذا المقهى فيما دافعت إدارة المقهى عن نفسها واستشهدت بالزبائن الذين شاهدوا بأعينهم البيئة الهادئة التي تعيش فيها الطيور داخل المقهى.