السياحة المصرية فى تراجع والتونسية تتعافى
"المسلة " …. يشعر اوروبيون كثيرون بتعاطف وتضامن كبيرين مع أحداث الربيع العربي في العام الماضي، لكن المنطقة تفصلها مسافة طويلة عن نقطة عودة السياحة إلى طبيعتها في الوقت الذي يميل فيه السائحون إلى التوجه الواضح ويفضلون زيارة الأماكن والمناطق ذات الاجواء الهادئة والآمنة.
وسواء في منتجعات الغوص الرائعة بطول ساحل البحر الأحمر أو مقابر الفراعنة بطول نهر النيل، أو عجائب الدنيا السبع القديمة أو الشواطئ المشمسة في تونس، فإن هناك وفرة من المناطق السياحية الشاغرة.
وألغى كثير من السائحين رحلاتهم من جراء ورود تقارير عن الاضطرابات على الرغم من أن الوضع في مناطق قضاء الإجازات سلمي وليس هناك ثمة حاجة لخوف السائحين من الحد من حرية تنقلهم. وتجد شركات تعرض جولات دراسة أو جولات ذهاب وإياب في عدد من المقاصد السياحية شعوراً بالعصبية بين الزبائن المحتملين، حيث أشارت نتائج شركة ألمانية كبرى في عام 2011 إلى انخفاض السائحين القاصدين مصر إلى أكثر من النصف في عام 2011 مقارنة بالعام الذي سبقه.
وألغت عدة شركات خطوط طيران رحلاتها إلى القاهرة في الأسابيع التي تسبق الذكرى السنوية للثورة نتيجة لضعف الطلب. وخفضت المخاوف الأمنية الطلب بصورة كبيرة. كما أنه من المرجح أن تزيد أعمال العنف التي شهدتها مباراة كرة قدم في مدينة بورسعيد وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا من مخاوف السائحين. وانخفضت أعداد السائحين الذين يزورون مصر أكثر من الثلث في العام الماضي، وفقا لبيانات وزارة السياحة بالبلاد. بينما زار مصر 15 مليون سائح أجنبي في عام 2010 ، إلا أن العدد وصل العام الماضي لنحو تسعة ملايين سائح.
وتقول مجموعة "توي" السياحية الأوروبية الشهيرة إن السياحة التونسية تتعافى بشكل أكثر بطئاً. كما ذكرت الشركة في مقرها بهانوفر أنها تتوقع تباطوء الطلب هذا العام وأنها قامت بتوفيق حزماتها تبعاً لذلك. وقالت متحدثة باسم توي إنه، في الوقت الحالي، لم يتم الوصول للمستويات التي كانت قبل الثورة، لكن الشركات تتكيف بمرونة مع حجم الطلب.
وقدرت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة انخفاض السياحة في شمال أفريقيا في العام الماضي بنسبة 12% ، على الرغم من أن هذه النسبة لا تشمل كل البلدان في المنطقة. لكن الإحصائيات لا تشير إلى أن شمال أفريقيا والشرق الأوسط هما فقط اللذان يسجلان انخفاضا في السياحة. ففي العالم بأسره، ارتفعت أعداد السائحين بنسبة 4ر4% لتسجل رقما قياسيا بلغ 980 مليون سائح ، ويتوقع أن ترتفع النسبة إلى ما بين 3 و4% في العام الجاري.
المصدر: د ب أ