دمشق "المسلة" …. قالت وزيرة السياحة لمياء عاصي في تصريح لـ«الوطن» إن سورية تعاني من تناقص كبير جداً في أعداد السياح، وهذا يعود لإستراتيجية سابقة كانت تتخذها وزارة السياحة، من خلال التركيز على أسواق معينة ولاسيما الأوروبية، وبالذات أوروبا الغربية، وهذه الأسواق لها صفة الحساسية المطلقة تجاه الأجندة والأحداث السياسية.
وكان عدد السياح القادمين إلى سورية تجاوز 8 ملايين عام 2010 ووصل متوسط إنفاق السائح حسب إحصاءات وزارة السياحة إلى 46 ألف ليرة سورية.
.jpg)
وأضافت عاصي إن هذا ما اختبرته سورية في 2005، وفي 2006، وحصل انخفاض شديد جداً للسياح، مازلنا نعاني منه، لكننا أعدنا التركيز على بعض المعارض في أوروبا الغربية، من خلال علاقات وجهود ترويجية، في تلك المنطقة.
وبدأت وزارة السياحة منذ مطلع العام الجاري بالتركيز على السياحة الدينية، في إطار توجه جديد لها، وحول أسباب هذا التوجه، قالت عاصي: إن السياحة الدينية محاولة للتركيز واستثمار الميزة التنافسية الأقوى لسورية، بمجال السياحة بشكل عام، إذ لدينا من المواقع الأثرية والتاريخية والمقامات المقدسة والمواقع ذات الأهمية الدينية لكلنا الديانتين الإسلامية والمسيحية، وهو غير موجود في أي دولة أخرى، لذلك أتى موضوع التركيز على السياحة الدينية من هذا المنطلق.
وأوضحت وزيرة السياحة أن السياحة الدينية في هذه الأزمة لم تنخفض، رغم أنها ليست مرنة كثيراً بالنسبة للظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلد، ونحن اليوم لدينا ورقة ناجحة ونقطة قوة كبيرة، والشيء الطبيعي أن تعطيها وزارة السياحة كل الاهتمام اللازم، إذ بدأنا أولاً بإنشاء مديرية خاصة بالسياحة الدينية، وسيكون هناك تنسيق منذ مطلع هذا الأسبوع مع محافظة ريف دمشق للتعريف بالمواقع الدينية، إضافة إلى الاهتمام بمحيط هذه المواقع، وبنوع ومستوى الخدمات السياحية المقدمة للزوار، فهناك السيدة زينب كموقع للزيارة والسياحة الدينية الإسلامية وأيضاً لدينا مسارات في السياحة الدينية المسيحية، وخصوصاً ما يتعلق بخطا القديس بولس، والكنائس القديمة المعروفة في سورية، ومنها الكنائس الأولى.
وأكدت عاصي أن سياسة وزارة السياحة تقوم حالياً على تنويع الأسواق السياحية، ولدينا توجه نحو إيران حيث سنشارك بالمعرض الدولي الخامس للفندقة والسياحة والسفر في الأيام القادمة، كما سنشارك بمعرض آخر في روسيا الشهر القادم، وفي الهند خلال شهر نيسان 2012. معتبرة أن الوزارة ترمي إلى تنويع الأسواق التي تستهدفها وعدم الاقتصار على سوق واحدة، وفي كل هذه الأسواق المستهدفة عنصر السياحة الدينية مهم وموجود.
تراجع أعداد السياح حرم البلاد مليارات الدولارات التي كان السياح ينفقونها، إلا أن الوزارة ورغم اعترافها بتراجع عدد السياح، لكن المسألة ظلت غامضة، وتناقلت وسائل الإعلام أن نسبة قدوم السياح صفر بالمئة. الوزيرة عاصي قالت: أنا لم أتحدث عن صفر بالمئة، وما نقلته بعض وسائل الإعلام كان بهدف الإساءة للسياحة السورية، مؤكدة أن السياحة لم تنخفض إلى صفر بالمئة، ونسبة الانخفاض في السياحة الدينية والزوار الذين يقصدون المواقع الدينية كانت بين 18 إلى 20 بالمئة، وهذا يفسر أنه لا يوجد صفر بالمئة.
وتشير المعلومات إلى أنه يوجد في سورية نحو 4000 موقع أثري موزع على مختلف المحافظات، إضافة إلى وجود العديد من المواقع والمزارات الدينية.
