Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

جبلة … مدينة الحضارات والجمال السوري الآخاذ

اللاذقية " المسلة " … المعروف عن جبلة المدينة الساحلية الصغيرة أنها مدينة الجمال والحب حيث تشتهر بجمال صباياها وبكورنيشها الذهبي الجميل إلا أن القلائل من أبناء هذه المدينة العريقة يجهل معنى اسمها الحقيقي مكتفيا بمعناها الرومانسي.

وعن سبب تسمية جبلة بهذا الأسم يقول الأستاذ ابراهيم خيربيك رئيس دائرة آثار جبلة اسم المدينة يعود إلى القائد جبلة بن الأيهم الذي حرر المدينة وسميت باسمه إلا أنها تتمتع بعدة تسميات فيقال انها سريانية جباليا أو جبعلا التي تعني العلو أو بئر الماء العميق نظرا لما هو معروف عنها من انخفاض سوية الوسادة المائية تحتها وعمق آبارها من ثم تغير اسمها إلى غابالا على أيام الرومان إلى أن قام الفرنجة بتغيير اسمها الكامل ومعناه ليصبح زبيل حتى حررت ابان الفتح الإسلامي وعادت إلى تسميتها الأصلية كما أن هناك اسما آخر لجبلة والذي تنسبه المصادر إلى رسائل العمارنة المصرية كورنا لكن لم يتم التأكد من صحة هذا الاسم.

وقد عرف عن تاريخ جبلة أنها تبعت مملكة أوغاريت أواخر القرن الخامس عشر قبل الميلاد ثم إنها تعرضت إلى غزو شعوب البحر في نهاية القرن الثاني عشر قبل الميلاد كما يقول السيد خيربك ويضيف.. ان جبلة كانت هدفا للاجتياح الآشوري الذي طال الساحل والداخل السوريين على حد سواء اعتبارا من القرن الحادي عشر قبل الميلاد وما تلاه . ثم خضعت للبابليين في بداية القرن السابع إلى أن احتلها الفرس في القرن السادس قبل الميلاد وكانت جبلة آنذاك تابعة لمملكة أرواد التي ضمت جميع مدن الإقليم الساحلي الممتد من شمال موقع مدينة اللاذقية اليوم إلى نهر المخلص إليفيروس أو النهر الكبير الجنوبي وكانت جبلة آنذاك مرفأ هاما من جملة مدن بالانيا بانياس اليوم و ماراثوس عمريت حاليا و أنتارادوس التي تسمى طرطوس اليوم.

ومن الظاهر أن جبلة قبلت البشارة المسيحية باكرا في أواسط القرن الأول الميلادي على غرار ما حصل في أرواد التي زارها بولس الرسول. ثم إنها أصبحت أسقفية تابعة لإقليم سورية الأولى الذي كانت عاصمتها إنطاكية. وقد عرف أسماء عشرة أساقفة ممن تعاقبوا على هذا الكرسي الأسقفي ما بين 325 و 553 الميلاديين وأشهرهم سيفيريانوس ومنذ القرن السادس انفصلت أسقفية جبلة عن مطرانية اللاذقية التي كانت تعرف ب ثيوذورياذا وألحقت استثنائيا وبشكل مباشر بالكرسي البطريركي الإنطاكي.

وفي عام 476 الميلادي ضرب زلزال قوي جبلة ودمر مبانيها وكادت تمحى من الوجود غير أن الملك يوستينيانوس جوستنيان أعاد إنشاءها في أواسط القرن السادس.

وكثيرا ما يتم تداول الفكاهات حول هذه المدينة كأن يقال جبلة تعني جبلة بيتون مع رمل أو أنها تجبل العاشق بسحر فاتناتها بحيث لايعرف أساسه من رأسه كما يقول فوزي القوزي ويضيف.. دائما نطلق التكهنات حول اسم مدينتنا كأن نقول انها تعني العجان والجبال والخزاف أي أفضل المهن الأساسية التي كانت منتشرة وبالنسبة لي أرى أن هذا المعنى أقرب إلى قلبي من غيره من الأسماء التاريخية التي تم تداولها.

وبعيدا عن جبلة السريانية والأوغاريتية والفرنجية وغيرها من العصور التي عايشتها المدينة فهي تشتهر بكورنيش محاذ لشاطئ البحر الذي تنتشر على جنباته أجمل الكهوف والمغاور الصخرية على حد تعبير عياش مرعي ويضيف.. تعج مدينتي وخصوصا في أيام المناسبات بالناس من مختلف المحافظات السورية ومعظمهم يفضلون التنزه على الكورنيش وتناول الذرة الصفراء التي لها مذاق شهي على كورنيش جبلة ودائما يأخذ الزائر أو السائح نظرة طيبة عن سكان هذه المدينة الذي يبادرون إلى الابتسامة في وجوه بعضهم البعض والفرح والسمر سوية إلى ساعات الفجر الأولى خصوصا خلال فصل الصيف حيث تشتد درجات الحرارة ولا يبقى من ملاذ سوى الكورنيش الصخري.

ونظرا لجمال جبلة التي تعتبر مدينة وقرية بنفس الوقت يتهافت أغلب السياح الأجانب لزيارتها رغم أنهم لم يقرؤوا عنها بالكتب بل سمعوا عنها من أصدقائهم ممن زار هذه المدينة الفاتنة و يقول باسل السيخ القادم من لبنان أقصد جبلة أثناء قدومي لسورية لتناول النرجيلة على الكورنيش البسيط الذي لم تغزوه المطاعم والفنادق الفخمة بل أن خيم القصب تحل مكان ناطحات السحاب مشكلة مع البحر والشاطئ والقمر الذي يضيء سماء جبلة منظرا رومانسيا لا يمكن التخلي عنه بسهولة.

وأكثر ما يثير إعجاب باسل حفاظ جبلة على كورنيشها في الوقت الذي تشوهت هكذا متنزهات في أرجاء مختلفة من العالم وحلت الاستثمارات الضخمة التي طمست معالم الكورنيش الأصلي وعلى الرغم من الحركة العمرانية المميزة في المدينة إلا أن ذلك لم يرثر فى المناطق السياحية كالكورنيش الذي بقي محافظا على بساطته ورونقه.

المصدر : سانا

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله