الدوحة "المسلة"…. افتتح الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث مساء أمس معرض الدوحة الدولي للكتاب الثاني والعشرين المقام في الفترة ما بين 12- 22 من ديسمبر الجاري بمركز الدوحة للمعارض، بحضور حشد كبير من السفراء والمثقفين وقيادات وزارة الثقافة، وبمشاركة 24 دولة عربية وأجنبية يمثلون 456 دور نشر.
وبدأ الكوارى جولته بأرجاء المعرض بزيارة جناح وزارة الثقافة والفنون والتراث الذي يضم العديد من الكتب والعناوين الهامة التي أصدرتها الوزارة لاحقا، ورافقه في جولته وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد حسيني و مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية.
كما تفقد العديد من الأجنحة ودور النشر المشاركة في المعرض كدار بلومبزبري- مؤسسة قطر للنشر، وجناح وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للأسرة والجناح الأمريكي والياباني، وأيضا دور النشر المصرية والسورية واللبنانية وغيرها من الدور المشاركة. كما قام بزيارة الجناح الإيراني الذي يضم العديد من الكتب الايرانية المترجمة باللغة العربية ويضم معارض فنية للأشغال اليدوية الايرانية، حيث يستضيف معرض الدوحة الدولي هذا العام الجمهورية الإسلامية الإيرانية كضيف شرف. وفي ختام جولته بأروقة المعرض أكد سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث في تصريح للصحافيين أن معرض الكتاب هذا العام يتميز عن المعارض السابقة،
مشيرا إلى أنه يعد مناسبة ثقافية مميزة تحرص عليها الوزارة وتسعى لتطويرها من عام لآخر. وقال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري إن انطلاق معرض الكتاب هذا العام بالتزامن مع دورة الألعاب العربية وملتقى تحالف الحضارات فضلا استعدادات دولة قطر للاحتفال بعيدها الوطني جعل منه مناسبة خاصة جديرة بالاهتمام، مشددا أن هذا التزامن من شأنه تعزيز الارتقاء نحو الأفضل في مجالات الثقافة والأدب والرياضة وكذلك تعزيز عملية القراءة والمطالعة لدى الجميع.
ولفت إلى أن هناك إقبالا كبيرا سواء من حيث عدد دور النشر ومن حيث رغبة الدول بالمشاركة، مؤكدا استجابة الوزارة لجميع طلبات الناشرين من كل دول العالم الذين رغبوا في المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب الثاني والعشرين.
وقال الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث ل" قنا " إن كل دولة شاركت كضيف شرف في السنوات الماضية شاركت هذا العام، مشيرا أهمية مشاركة دول من المغرب العربي والعراق وليبيا في معرض الدوحة الدولي للكتاب الثاني والعشرين، وذلك لحرص دولة قطر ووزارة الثقافة القطرية الاطلاع على إنتاجات وإبداعات المغرب العربي. وأضاف سعادته أن اختيار إيران هذا العام كضيف شرف يأتي في سياق الرغبة في التعريف بالثقافة الإيرانية وما تحمله من إرث إسلامي وثقافي غزير، مؤكدا أن وزارة الثقافة تعمل في كل معرض على استضافة دولة مشهود بثقافتها وإرثها الحضاري، كاستضافتها العام الماضي تركيا وقبلها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وجميعها دول صاحبة بصمات ثقافية وتاريخية عميقة.
وأشار إلى أن أهم ما يميز معرض الدوحة الدولي للكتاب هو حرص دور النشر من مختلف أنحاء العالم على المشاركة، منوها بأن استضافة الجمهورية الإسلامية الايرانية هي مشاركة ذات دلالة رمزية لمكانة ايران الثقافية والاقتصادية والسياسية المهمة،إضافة للعلاقات المتينة التاريخية والثقافية التي تربطها مع دولة قطر. وأكد وزير الثقافة والفنون والتراث أنه لا توجد أي شكوى من قبل الناشرين سواء أكان لمنع كتب أو أمور أخرى، معتبرا أن معرض الدوحة للكتاب فرصة لجميع المكتبات والمهتمين بالقراءة إلى اقتناء أنواع الكتب التي يريدونها، داعيا الشباب وطلاب الجماعات والمدارس لزيارة معرض الكتاب والاطلاع على ما يفيدهم. وقال سعادته أن المعرض هذا العام حرص على مواكبة الأحداث الجارية في المنطقة، مشيرا إلى مشاركة العديد من دول الربيع العربي كتونس ومصر وكذلك سوريا بالكثير من الكتب المتنوعة، حيث قامت سوريا بزيادة 20 دور نشر عن السنة الماضية.
بدوره تقدم وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد حسيني بالشكر لوزارة الثقافة القطرية على استضافة إيران في معرض الدوحة الدولي الثاني والعشرين كضيف شرف لهذا العام، مؤكدا على تميز المشاركة الإيرانية حيث يقدم البرنامج الإيراني مجموعة كبيرة من الكتب شملت مجالات دينية وعلمية وتاريخية وكذلك ثقافية وفنية بالاضافة إلى معرض الأشغال اليدوية الايرانية. وأشار سعادته إلى عمق العلاقات المتينة طويلة المدى التي تربط دولة قطر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدا بالدور الذي تلعبه دولة قطر في احتضان الثقافة العربية والإسلامية في الوطن العربي ومد جسور التواصل الثقافي بين شعوب المنطقة.
ورأى وزير الثقافة الإيراني أن دعوة بلده لأن تكون ضيف شرف معرض الدوحة الدولي الثاني والعشرين تعتبر تكريسا للعلاقات المتميزة بين الدوحة وطهران ودعوة ضمنية لتنميتها وتطويرها نحو الأفضل، متوجها بالشكر الجزيل للحكومة القطرية ووزارة الثقافة والفنون والتراث. وقال إن ايران تشارك في هذا المعرض بالعديد من الفنانيين والخطاطين والكتاب الايرانيين، الذين أتوا إلى الدوحة ايمانا منهم بأهمية المعرض الذي يضم مشاركات عربية وأجنبية لدور نشر بارزة ومهمة.
واعتبر وزير الثقافة الايراني أن العلاقات الثقافية بين الدوحة وطهران متميزة، مشيرا إلى أن مشاركة ايران في الأسبوع الثقافي في دولة قطر العام الماضي وكذلك زيارة وزير الثقافة القطري سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري إلى طهران ودعوته لمشاركة ايران في معرض الكتاب لهذا العام… كلها دلالات على التواصل الثقافي بين الطرفين وحرص القيادة القطرية على مد جسور التعاون الثقافي بين الدولتين. يشار إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب الثاني والعشرين لهذا العام يتميز بمشاركة قطرية متنوعة، حيث يشارك المركز الثقافي للطفولة بجناح خاص للأطفال، تقدم من خلاله فعاليات متنوعة مثل ورش العمل التي تقام للأطفال في مجالات القصة والرسم وغيرها.
كما تشارك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في معرض الدوحة للكتاب الدولي بجناح يتميز بالبصمة الاسلامية والتراثية، حيث تعرض إدارة الشؤون الإسلامية 120 عنوانا بينها 13 إصدارا جديدا، بالاضافة إلى اصدارات إدارة الدعوة والإرشاد الديني بأقسامها المختلفة مثل "إسلام ويب". وكذلك يشارك مركز قطر الثقافي الإسلامي "فنار" بإصدارات كثيرة بلغات متعددة، فضلا عن مشاركة الإدارة العامة للأوقاف التي تركز اصداراتها على إحياء سنة الوقف وعرض مشاريع متعددة في مجال الوقف. ويستمر معرض الدوحة الدولي للكتاب الثاني والعشرين الذي انطلق اليوم حتى 22 ديسمبر من الشهر الجاري، وتفتح أبواب المعرض يوميا من التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا على أن يعاد فتح أبوابه في الفترة المسائية من الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء.