القاهرة "المسلة" …. أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة أن سيناء تعد أقدم طريق حربي في تاريخ العالم القديم، وهو الطريق الذي سارت عليه جيوش مصر عند ذهابها إلى آسيا، والذي سارت عليه جميع الجيوش التي أتت عند غزوها لوادي النيل، كما أنها كانت طريق العائلة المقدسة إلى مصر.
واستعرض عبد اللطيف في تصريحعلى هامش مشاركته في فعاليات ندوة المجلس الأعلى للثقافة التي نظمها للاحتفال بعيد تحرير سيناء أهم 7 قلاع دفاعية في سيناء في العصر الإسلامي، وذلك منذ بدايات الفتح العام 20هـ640/م وحتى العام 1311هـ / 1893م في عصر الخديوي عباس حلمي أحد حكام مصر من أسرة محمد على باشا.
وأشار إلى أن أول تلك القلاع هي قلعة الفرما بشمال سيناء، وهى تبعد حاليا نحو 10 كيلو مترات من قرية بالوظة بشمال سيناء، والتي تعد أول موقع قاتل فيه عمرو بن العاص أثناء دخوله لفتح مصر واستمر يحاصره نحو شهر حتى فتحه عام 20هـ 640/م .
وأوضح أنه في العصر الأيوبى (567-648ه` 1171/-1250م ) كان لسيناء مكانة خاصة لأن الدولة الأيوبية هي التي عاصرت أشد مراحل الحروب الصليبية ضراوة وعنفا لذلك كان من الطبيعي أن يكون الاهتمام بالجيش في أيام تلك الدولة فائقا لأنه الأداة الكبرى للجهاد، ونتج عن ذلك الاهتمام بناء مواقع وقلاع عسكرية مهمة في سيناء بوابة مصر الشرقية من أبرزها قلعة صلاح الدين في خليج العقبة, وقلعة الجندي بوسط سيناء.
وقال إن قلعة صلاح الدين تقوم على جزيرة من الصخور النارية وسط مياه خليج العقبة وتبعد تلك القلعة عن الشاطىء المصري 250م وعن مدينة طابا 10 كم, وعن مدينة العقبة الأردنية 17كم وعن الحدود السعودية 13 ميلا بحريا، وأنشأها الناصر صلاح الدين الأيوبى العام 566 هـ/ 1170م وذلك لحماية طريق الحج البري، ومراقبة تحركات الصليبيين ومنع خطرهم مع الامتداد في البحر الأحمر.
وأضاف لـ أ ش ا إنه يطلق على هذه الجزيرة المقام عليها القلعة اسم جزيرة فرعون، وذلك لأنها تتميز بطبيعة جيولوجية من صخور نارية بركانية صعبة, موضحا أنه يوجد برج مهم كان مخصصا للحمام الزاجل وذلك لحمل الخطابات من وإلى القلعة، وهو بمثابة مكان الاتصال بين القلعة وخارجها وبما يشبه نقطة لجهاز المخابرات في ذلك العصر
قال الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة – على هامش مشاركته في فعاليات ندوة المجلس الأعلى للثقافة التي نظمها للاحتفال بعيد تحرير سيناء – إن قلعة الجندي تقع على بعد 65 كم شمال شرق مدينة سدر، وقام ببنائها صلاح الدين في العام 583 هـ/ 1187م، وهو عام حدوث معركة حطين الشهيرة، وذلك لحماية طريق الحج البري وكذلك كسوة الكعبة، والمحمل الذي كان يخرج من مصر سنويا للأراضي الحجازية.
وأوضح عبد اللطيف أن تلك القلعة تقع على قمة جبل يسمى رأس الجندي يصل ارتفاعه إلى 642 م عن سطح البحر ما يعطي تلك القلعة مناعة طبيعية كبيرة ويجعلها واضحة للرؤية من على بعد 30 كيلومترا، مشيرا إلى أن لهذه القلعة مدخلا رئيسيا بالجهة الشمالية عليه نص تأسيسي بالخط النسخ على جانبيه دائرتين بإحداهما رسم السيف والأخرى الدرع اللذين اتخذهما صلاح الدين شعارا لدولته.
وأكد أن هذه القلعة لعبت دورا كبيرا ومهما في حماية طريق الحج البري، وكذلك في تأمين الإمدادات العسكرية خلال حروب صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين، وكانت إحدى مفاتيح انتصار الجيش المصري في هذه الحروب.
وقال عبد اللطيف” إنه في عصر المماليك استمر الاهتمام بتحصين سيناء وتزويدها بالقلاع والحصون العسكرية، ومن أبرز تلك القلاع قلعة السلطان الغوري بسهل الطينة بشمال سيناء، وهي تقع شمال شرق مدينة القنطرة شرق بنحو 35 كم تقريباk, وإلى الجنوب من البحر المتوسط بنحو كيلومترين، ويرجع تاريخ إنشاء هذه القلعة إلى العام 914 هـ/ 1508م في عصر السلطان قنصوه الغوري.
وأضاف” إن القلعة كانت تستخدم للمراقبة حيث موقعها الساحلي كما كانت تستخدم كطابية عسكرية لصد الأعداء وتخطيطها عبارة عن جزءين مثمنين الشكل، وتتميز هذه القلعة بوجود خزان ضخم لحفظ المياه بها، كما يوجد بها مسجد لإقامة الشعائر ما زالت معالمه واضحة حتى الآن ويوجد به تجويف محراب القبلة”.
وأشار إلى أن هذه القلعة ظلت مستخدمة وعامرة بالجنود حتى العام 1728م بل إن بعض المراجع تقول إنها ظلت مستخدمة حتى تم طرد الفرنسيين من مصر العام 1801م.
وقال إن قلعة نخل بوسط سيناء وهي إحدى القلاع التي شيدت في عصر السلطان قانصوه الغوري في العام 915 هـ/ 1509م, ولهذه القلعة خمسة أبراج وهي في بلدة نخل وموقعها تحديدا في وسط سيناء تماما، وهي محصنة بالأسوار الضخمة من جميع الجهات.
وأضاف” إن القلعة كانت تتميز بوجود أكثر من خزان ضخم لحفظ المياه بها، وذلك نظرالأنها كانت في وسط طرق عبور الحجاج والمسافرين عن طريق سيناء فكانت تمدهم بالمياه، وكانت هذه القلعة مستخدمة حتى القرن العشرين”.
وأشار الدكتور محمد عبد اللطيف إلى أهم قلاع سيناء خلال فترة العصر العثماني، وهي قلعة العريش (968ه`1560/م, فيما تعد قلعة نويبع من أهم قلاع عصر الخديوى عباس حلمي الثاني (1311هـ / 1893م).