السياحة المتخصصة لتعويض الانحسار السياحي
بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
في ظل الأزمة الحالية التي تتعرض لها السياحة.. صناعة الأمل تزداد الحاجة إلي التوسع في تبني النوعيات السياحية المختلفة والتي تساهم في تحقيق الاستدامة في النشاط والدخل. ولحساسية هذه الصناعة وعلاقتها الوثيقة بالاستقرار فإنه من الصعب أن تكون هناك ضمانات لمنع الصدمات والأحداث التي تؤدي إلي تعطيل انطلاقها. علي ضوء هذه الحقيقة التي أكدتها التجارب أصبح ضروريا الاستعانة بكل الخبرات التي يمكنها تنشيط حركة السياحة المتخصصة دعما لهذا الاتجاه. يؤكد الخبراء أن أنشطة السياحة المتخصصة يمكن ان تغطي جانبا كبيرا مما تحققه أنواع السياحة الأخري.
> > >
وفي اجتماع هيئة التنشيط السياحي جرت مناقشة واسعة لهذه القضية سعيا إلي تعويض ما تشهده الساحة السياحية حاليا من انحسار ونقص في الإيراد. ان السياحة المتخصصة ورغم أن اعداد الذين يقبلون عليها ليس بحجم السياحة الترويحية والثقافية إلا أنها تتميز بالانفاق العالي الذي يمكن ان يعوض النقص في الدخل السياحي.
< سياحة الجولف
وكما هو معروف فإن في مصر الآن ٧١ ملعبا للجولف يحتاج استثمارها لعمليات ترويج واسعة واقامة المسابقات التي يتولي تمويلها الرعاة الذين تتولي جذبهم الشركات العالمية العاملة في هذا المجال. وهنا لابد أن نضع في الاعتبار ان مقومات النجاح متوافرة خاصة في الطقس المعتدل طوال العام والذي يعد أهم عنصر للجذب. وقبولا لما يتردد حول الاحتياجات الكبيرة من المياه لاعداد وتجهيز هذه الملاعب.. فان بعض الخبراء يتحدثون عن سياحة جولف الصحراء والتي يجري ممارستها فوق الرمال المتوافرة لدينا علي نطاق واسع في مصر.
> > >
< سياحة السفاري »الصحراء «
لقد حققت هذه السياحة نجاحا كبيرا في مصر خلال السنوات الماضية وان كانت قد واجهت بعض المشاكل التي أمكن ايجاد حلول لها. ويعد القرار الأخير بتخفيض الرسوم علي رحلات السفاري خطوة مشجعة وهو ما حدث بالفعل حيث بدأ تنظيم هذه الرحلات علي نطاق واسع في الفترة الأخيرة. ممارسة هذا النشاط تتركز في الصحاري المصرية ومناطق الواحات المنتشرة.
< سياحة المؤتمرات
لابد ان نعترف أننا مازلنا حتي الآن غير قادرين علي ان يكون لنا نصيب في هذا النشاط رغم ان الامكانات متوافرة سواء في الفنادق أو القاعات المجهزة أو عوامل الجذب الأخري التي تلقي اهتماما. أصبح ضروريا اللجوء إلي الوسائل والخبرات المناسبة القادرة علي الدعاية والترويج لسياحة المؤتمرات. انها تملك امكانات العمل علي ان توفر لمصر نصيبا من هذه الكعكة الغنية بما تحققه من دخل وفرص عمل. وحتي يتم اعداد مدينة المؤتمرات فإنه لابد ان ندرك ان الامكانات المتوافرة حاليا لا يتم استثمارها واستغلالها اقتصاديا . كم أرجو أن يكون هناك تحرك ايجابي من جانب أجهزة السياحة والفنادق وهيئة المعارض والمؤتمرات لبذل المزيد من الجهد في إجراء الاتصالات والتعاقدات التي يمكن ان تساهم في الترويج لهذه السياحة.
> > >
< سياحة الاستشفاء والنقاهة
لقد كانت مصر ولسنوات طويلة مركزا هاما لهذه النوعية السياحية حيث العديد من المناطق المناسبة والمؤهلة لمباشرتها.. تأتي في مقدمة هذه المناطق.. مدينة أسوان وسفاجا والوادي الجديد والقاهرة والاسكندرية. ولقد شاءت الظروف ان يتراجع هذا النشاط نتيجة الاهمال الذي شهده المجال الطبي وهو ما انعكس علي باقي العناصر الأخري المرتبطة بهذا النشاط. أدي هذا التراجع إلي تنشيط في بعض دول المنطقة إلي جانب ما تقوم به المؤسسات الأجنبية المتخصصة في الدعاية والترويج لمؤسساتها العاملة في هذا المجال. احياء صناعة سياحة الاستشفاء يحتاج إلي التعاون بين وزارة الصحة والأجهزة الطبية المختلفة التي تباشر هذا النشاط علي أن يسبق هذه الخطة العمل علي إزالة معوقات واسباب تراجعها .
> > >
< سياحة الغطس
كلنا نعلم أن مصر تحتل مرتبة متقدمة جدا في هذه السياحة الرياضية نتيجة توافر الامكانات لممارستها في مياه البحر الأحمر الذي يمتد في أراضينا لمئات الكيلو مترات. وتجاوبا مع النجاح الذي تحقق لسياحة الغطس زاد الاهتمام بعملية التسويق والترويج من خلال مشاركة غرفة الغطس المصرية في المؤتمرات والمعارض الدولية بما يتيح لها الاتصال بالجهات الدولية المتخصصة بالاضافة إلي دعوة رجال الاعلام العاملين في مجلات الغطس العالمية وبرامج التليفزيون المهتمة بهذا النشاط.
> > >
إلي جانب وسائل الدعاية والترويج التقليدية اللازمة ناقش مجلس ادارة هيئة التنشيط اعطاء مزيد من الاهتمام للشبكة العنكبوتية من خلال مواقع النت المتطورة والتي أصبحت تمثل عاملا فعالا للدول أو للشركات السياحية أوشركات الطيران أو الفنادق.
من المؤكد أن المرحلة القادمة تحتاج إلي تكثيف الجهود التي يجب ان تشمل مجالات متعددة.. وهذه بالطبع أهم مهام وزارة السياحة وأجهزتها .