الشارقة "المسلة" خاص … وصل القارب الشراعي التراثي “روح الاتحاد” صباح الأمس إمارة الشارقة، لتكون محطته رصيف متحف الشارقة البحري، وقد كان في استقبال القارب الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب حاكم الشارقة يرافقه الشيخ خالد بن عبد الله بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك وبحضور منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة وعدد من كبار المسؤولين وأمناء المتاحف.
وقد نظمت إدارة متاحف الشارقة حفل استقبال للقارب بقيادة الربان العميد م . محمد راشد الرميثي القائد السابق لمجموعة حرس السواحل والفريق المصاحب المكون من أحد عشر شخصاً من الصيادين. كما حرصت الإدارة على تنظيم عدد من الفعاليات التراثية والوطنية على هامش حفل الاستقبال، والذي بدأ بالسلام الوطني وتلاوة الآيات القرآنية وخطاب الترحيب وإلقاء القصائد الشعرية، إضافة إلى ذلك فقد أحيت الفرقة الحربية الحفل بإلقاء الأغاني والأهازيج الوطنية والتراثية، وكان في استقبال المسيرة كذلك عدد من طلاب وطالبات المدارس في المنطقة التعليمية بالشارقة. كما قدمت إدارة متحف الشارقة البحري الهدية التذكارية لربان القارب تقديراً لمجهوداته.
وفي تصريح للشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم بالشارقة في هذه المناشبة قال: "إن اليوم الوطني الأربعين مناسبة تاريخية مشهودة غالية وعزيزة علينا جميعاً، وتعد هذه المناسبة بالنسبة لنا فرصة لنتذكر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وشيوخ الإمارات الكرام الذي وضعوا اللبنة الأولى للاتحاد الذي نجني ثماره جميعاً اليوم، مشيراً إلى أن فكرة انطلاق مسيرة بحرية بقارب شراعي تعد فكرة متميزة تحمل عبق الماضي والتراث وتذكرنا بأمجاد أجدادنا. وأثنى على جهود الربان التي امتدت على مدار عامين وعلى الرسالة التراثية الهامة التي سينشرها هذا القارب على امتداد الإمارات السبعة.
وفي تعليق لربان القارب العميد م . محمد راشد الرميثي بهذه المناسبة قال: "آمنت قبل نحو عامين من الآن على ضرورة الاحتفال بشكل خاص بالذكرى الأربعين لقيام دولة الاتحاد، هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، واهتديت انطلاقاً من تكويني وإرثي الأسري وتاريخي البحري، فإنا من عائلة تصنع القوارب والسفن، وامتهنت الصيد، فضلاً عن وظيفتي العملية في البحر، حيث تخرجت في الكلية البحرية بمصر، لكل ذلك قمنا بتصنيع القارب الشراعي الذي يعرف في الذاكرة الشعبية ب(المحمل)، حيث استغرقت فترة تصنيعه التي أنجزت استحقاقها بتعاون عدد من إخواني النواخذة العام ونصف العام، وأطلقنا عليه قارب “روح الاتحاد”، لكي نجوب به إمارات الدولة السبع على أمل أن نحظى بلقاء أولياء عهودنا."
وأكد الرميثي على أن المسيرة برغم مشقتها، حيث تقدر المسافة من الفجيرة وحتى أبوظبي بنحو 550 كيلومتراً، إلا أنها تنسجم تماماً مع تكويني وخبرتي العميقة بالبحر في الماضي والحاضر، وذلك تخليداً للذكرى وابتهاجاً بأعياد البلاد، كما أن شكل التعبير جاء من أجل تعريف الأجيال الجديدة بأهمية البحر ودور الشراع في استيراد البضائع لدولتنا في الماضي، وكيف أن الآباء والأجداد جابوا به العالم شرقاً وغرباً، لافتاً إلى أن الرحلة في تقديره سهلة خاصة في ظل وضوح المعالم .
وأعرب الربان الرميثي عن عظيم شكره وامتنانه للشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم بالشارقة على حفاوة استقباله، كما توجه بالشكر والامتنان لإدارة متاحف الشارقة ومتحف الشارقة البحري على حسن ضيافتهم واحتفاله بالقارب الشراعي. وقد اختتم الحفل بالتوقيع على وثيقة الحب والولاء من قبل أصحاب المعالي والسعادة وكافة الحضور.
ومن جانبها عبرت منال عطايا عن سعادتها بأن يكون رصيف متحف الشارقة البحري أحد محطات هذا القارب الشراعي التراثي كونه المتحف الوحيد في منطقة الخليج المختص بالتراث والتاريخ البحري وقالت: "يأتي العيد الوطني هذا العام بطابع خاص وذلك لمرور 40 عاماً على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة مما يستوجب علينا أن نستذكر ماضينا بشكل أكثر عمقاً ونتأمل الفوائد والإنجازات العديدة التي حققناها في مسيرة العمل الوطني خلال مراحله المختلفة. كما أشادت عطايا بجهود ربان القارب والفريق المصاحب وأعربت عن إعجابها الشديد بفكرة القارب الشراعي لما يحمله من قيم وعادات تقترن بتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبرت وصوله إلى متحف الشارقة البحري خطوة هامة أتاحت الفرصة لطلاب وطالبات المدارس للتعرف على أمجادنا وتراثنا البحري ونعزز معارفهم بأصالة إرثنا الحضاري."
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة قد دشّن يوم الأحد الموافق 27 من الشهر الجاري انطلاقة القارب الشراعي التراثي "روح الاتحاد" من مواقف اليخوت في النادي البحري بالفجيرة، حيث بدأ (المحمل) باللهجة المحلية، مسيرته البحرية التي يجوب فيها إمارات الدولة السبع احتفاء باليوم الوطني الـ40 لدولة الإمارات، انطلاقاً من الفجيرة مروراً برأس الخيمة وبقية إمارات الدولة، فيما ستكون مدينة أبوظبي نقطة نهاية مسيرته في الثاني من ديسمبر/كانون الأول المقبل.