بكين "المسلة" خاص … في أجواء احتفالية عبرت عن الإرث الثقافي لأكبر حضارتين عرفهما التاريخ على مر العصور، (المصرية والصينية)، لتدشين أول مكتب ثقافي مصري بالعاصمة بكين، امتزجت خلالها الفنون والتقاليد والتراث الفني الصيني بالمصري في تناغم أستحوذ على أعجاب كافة الحاضرين على الجانب الصيني أو البعثات الدبلوماسية العاملة في الصين، أقيم حفل استقبال أقيمت خلاله فقرات فنية تغنت خلال إحداها أحدي الطالبات الصينيين باللغة العربية أغنيتان للراحل سيد درويش "الحلوة دي"، ورائعة فيروز "أعطني الناي وغني".
وتمكنت الفتاة الصينية، البالغة من العمر "19 عاما" إيصال الإحساس الصادق بكلمات الأغنيتان ليتفاعل معها جمهور الحاضرين ويستعيدوا بها الأجواء المصرية وسحر الشرق بوجه عام، لكن لم يكن ذلك كل السحر، فتباري معها الطالب المصري عبد العزيز "20 عاما" الذي يدرس بجامعة اللغات الأجنبية فى الصين، ويفاجأ الحضور بغناء أغنية بطريقة الراب باللغة الصينية، في أسلوب جديد على الصينيون الذين انبهروا بأداء الطالبين وتمكنهما من الأداء بلغة هي ليست لغتهم الأم، إضافة لأداء طريقة الراب باللغة الصينية وهو الأول على الأذن الصينية .
لم يكن ذلك كله فقد عزفت فتاتان صينيتان مقطوعات موسيقية مصرية، بآلة الكمان والبيانو تضمنت "مصر تتحدث عن نفسها" وعدد آخر من المقطوعات الموسيقية الوطنية، بالإضافة لفترة للطالبة المصرية ماهيتاب الطالبة باداب القاهرة والتى تدرس بجامعة بكين ، عندما غنت أغنية باللغة الصينية، أعقبها فقرة لرقصة "التحطيب"، للطالبين "أسامة، ومحمد" والذان يدرسان أيضا اللغة الصينية بالجامعة فى بكين.
جاء ذلك كجزء فني من حفل الاستقبال الذي إقامته السفارة المصرية ببكين بالتعاون مع المكاتب الإعلامي والسياحي والثقافي، في حضور وكيل أول وزارة التعليم العالي المصرية جلال الدين حمزة الجمعي، والسفير المصري لدى الصين أحمد رزق، والمستشار الثقافي المصري لدى الصين محمد جابر أبو علي وأعضاء السفارة المصرية والمكاتب الفنية، وعدد من السفراء العرب والأجانب في الصين وممثلو الوزارات والهيئات المعنية الصينية وممثلي وسائل الإعلام بالصين.
وقال وكيل أول وزارة التعليم العالي المصرية جلال الجمعي إن المكتب الثقافي المصري هو أول مكتب يتم افتتاحه على مستوى العالم بعد ثورة 25 يناير 2011، وسيسهم في المزيد من التبادل بين مصر والصين على مستوى الأساتذة المتخصصة في المجالات المختلفة والطلبة في المراحل التعليمية المختلفة وأيضا مشروعات بحثية مشتركة في مجالات ذات اهتمام مشترك علاوة على تنفيذ أنشطة ثقافية مميزة.
من جانبه أكد السفير المصري لدى الصين احمد رزق في كلمته خلال الحفل، على أن التفاعل الحضاري بين الصين ومصر ضارب في أعماق التاريخ، ووصف افتتاح المكتب الثقافي المصري في الصين بأنه خطوة هامة في تعزيز العلاقات بين البلدين، معربا عن تقديره لهذه الخطوة، حيث قال "اليوم نضيف لبنة جديدة بافتتاح المكتب الثقافي الذي سيكون له بلا شك دوره الكبير في مزيد من تعزيز التعاون في مختلف المجالات الثقافية والتعليمية بين البلدين".
كما أشار السفير المصري في الحفل أن هذا المكتب يكون جسرا جديدا للمزيد من التواصل الثقافي والحضاري بين الشعبين والتعاون العلمي والأكاديمي بين الأساتذة والنخب العلمية وبين الجامعات ومراكز الأبحاث .
وقال المستشار الثقافي المصري إن هذا المكتب بكل تأكيد سوف يدعم العلاقات الثقافية والتعليمية والعلمية بين البلدين ويسعى إلي مد جسر التعاون بين الصين ومصر في جميع المناحي من التبادل على مستوى الأساتذة والمتخصصين والطلبة إضافة إلى إقامة ندوات ثقافية وعلمية وفصول تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها .
وعلى الجانب الصيني قال مساعد رئيس قسم العلاقات الثقافية مع الخارج بوزارة الثقافة الصينية شياو شيا يونغ إن التبادلات الثقافية بين الصين ومصر شهدت ازدهارا متزايدا، وسوف يلعب المكتب الثقافي المصري ببكين دوره في دفع العلاقات الثقافية بين البلدين في كافة المجالات وزيادة الحيوية الجديدة للعلاقات الودية بين البلدين .
من جانبه، قال نائب رئيس قسم شؤون التعاون والتبادلات الدولية لوزارة التعليم الصينية ليو باو لي إن إقامة المكتب المصري بالصين هي حدث كبير في تاريخ العلاقات الودية الصينية -المصرية، وسيساهم المكتب في تعزيز العلاقات الودية بين البلدين في ظل الجهود المشتركة .
أما المستشار العلمي لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية ليو جيون فقال إن إقامة هذا المكتب الثقافي المصري بالصين هو بشرى للطرفين لتعزيز التعاون في ميادين العلوم والتكنولوجيا بين الصين ومصر، معربا عن رغبه بلاده في الحفاظ على الاتصال الوثيق بالمكتب الثقافي والتعاون الصادق مع مصر".
وعلى جانب آخر شهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات الصينية البارزة منها ،الأستاذ السابق بكلية اللغة العربية وآدابها بجامعة بكين والفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة وجائزة كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" لجائزة الشيخ زايد للكتاب، صاعد تشونغ جي كون، وأيضا شريف شي سي تونغ الباحث الأكاديمي والأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، لإنجازاتهما في ترجمة أعمال الأدب العربي ونقل التراث .
وفى تصريح خاص قال المستشار الإعلامي المصري ببكين أحمد سلام إن إنشاء المكتب الثقافي، ليضاف إلى باقي المكاتب الفنية المصرية بالصين يعد تتويجا للعلاقات المتميزة بين مصر والصين فى كافة المجالات والتي تعود لعام 1956 حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية، تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها، كما سيؤدى افتتاح المكتب الثقافى لتعزيز التفاهم والصداقة والتعاون فى المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية بين البلدين ودفع مسيرة العلاقات المستقبلية .
وقد تم فى نهاية الحفل توزيع الهدايا والمطبوعات التى اعدها المكاتب الاعلامى والسياحى والثقافى والتى اشتملت على مطبوعات الهيئة العامة للاستعلامات والهدايا الرمزية التى اعدها المكتب الثقافى خصيصا لهذا الحدث ، كما استثمر المكتب السياحى هذا الحدث الهام فقام المستشار السياحى الدكتور ناصر عبد العال ببعض الفعاليات والمسابقات على هامش الاحتفال.