فى يوم التراث العالمى
القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. يحتفل العالم بيوم التراث العالمى 18 أبريل وهو يوم حدده المجلس الدولى للمبانى والمواقع الأثرية الإيكوموس للاحتفال به كل عام برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمى من أجل اليوم العالمى لحماية التراث الإنسانى حسب الاتفاقية التى أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة فى باريس عام 1972
وفى ضوء ذلك يطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بمعالجة مشاكل التراث بحلول غير تقليدية من منطلق التفكير خارج الصندوق بعد فشل كل الجهود الدولية لحماية التراث الذى ينهب كل يوم وتباع مقتنيات الشعوب التراثية فى كبرى المزادات العلنية تحت أعين كل المنظمات الدولية وتخالف كل القوانين الدولية واتفاقيات اليونسكو الخاصة بحماية التراث أثناء النزاع المسلح مع عدم وجود آلية دولية لتطبيق هذه القوانين وتقف الحدود السياسية مانعاً من حماية التراث .
ويؤكد د. ريحان أن تعزيز الهويات الثقافية التى تتميز بها كل دولة من عمارة وفنون تراثية وحرف تقليدية وفنون شعبية وتحقيق التواصل الشعبى مع شعوب العالم المختلفة هو أكبر سلاح لمواجهة التطرف والجهل والذى يؤدى بدوره لتدمير الآثار أو سرقتها لتباع فى المزادات العلنية ويضرب مثلاً بمصر التى تتميز بهويات ثقافية متعددة تتمثل فى الفنون السينائية وفنون مطروح والوادى الجديد التى تمثل ثقافة البادية فى منتجات متميزة مرتبطة بالبيئة قائمة على النسيج اليدوى والبيت البدوى "بيت الشعر" والخيمة البدوية وصناعة الكليم ومنتجات غذائية مرتبطة بالبيئة والعادات والتقاليد الخاصة بنظام الزواج والقضاء العرفى والموسيقى والشعر وسباق الجمال والفنون النوبية مثمثلة فى البيت النوبى والمنتجات المتميزة من الحلى والإكسسورات المختلفة ورسم الحنة والمنتجات المصنّعة من الخوص والموسيقى والغناء والرقص النوبى الشهير دولياً وكذلك الفنون الساحلية بمدن القناة والآلات الموسيقية المرتبطة بها كالسمسمية علاوة على فنون صعيد مصر ودلتاه المتميزة بصناعات الفخار والخزف والصناعات المختلفة القائمة على جريد وسعف النخيل وفنونه الشعبية ورقصات التحطيب.
ويضيف د. ريحان أن مصر تتميز بفنون ارتبطت بالموالد الإسلامية والمسيحية وارتباطها بثقافات معينة من منتجات وعادات متأصلة فى الوجدان المصرى مرتبطة بأولياء الله الصالحين ورحلة العائلة المقدسة والقديسين ومولد السيدة العذراء وأن تعزيز هذه الثقافات هو نشر لثقافة السلام وذلك بعقد مهرجانات لها وتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً وفتح المجال للتواصل الثقافى من خلال هذا التراث المتفرد مع بقية شعوب العالم وعقد مهرجانات وزيارات متبادلة وتعزيز دور المجتمع المدنى لتحقيق هذا التواصل للتعرّف على الفنون التراثية وأشكالها متقاربة بين الشعوب فى آسيا وأفريقيا وأوروبا .
ويشير د. ريحان إلى أن التواصل الثقافى يتحقق أيضاً بتبادل الخبرات فى هذا المجال المتمثل فى أعمال التنقيب الأثرى والترميم والصيانة والتوثيق والتسجيل للتراث الإنسانى والتدريس للفنون الشعبية والموسيقى وعقد ورش عمل للأطفال لتعلم الحرف والفنون التراثية بل وتدريس هذه الفنون الشعبية وعودة مادة الموسيقى بالمدارس وتدريس مادة تراث إنسانى فى المراحل المختلفة لتعزيز قيمة الهوية والانتماء من خلال إحياء هذه الفنون والصناعات ومعظمها فى طريقها للاندثار وسيخلق هذا التواصل دبلوماسية شعبية تتخطى الحدود السياسية وتتجاوز العلاقات الرسمية بين الدول التى تحكمها المصالح الاقتصادية بالدرجة الأولى ولكن الدبلوماسية الشعبية تحكمها الروابط الإنسانية والتى لن تنقطع أبداً بين الشعوب وهى التى ستساهم فى نشر ثقافة السلام ونبذ الإرهاب وإشراك الشعوب نفسها فى حماية الآثار والتراث كما أن الدبلوماسية الشعبية هى أكبر تسويق سياحى فى العالم لكسر حواجز وضع العراقيل السياحية بين الشعوب وقد تقدم مئات المواطنيين البرطانيين منذ أسابيع ووقعوا على عريضة على موقع البرلمان البريطاني تطالب الحكومة برفع الحظر المفروض على الرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ واستعدادهم للسفر والحجز إلى شرم الشيخ فوراً.