بقلم … وليد عبد الرحمن
استخدم النظام السابق بجهل وغباء شديدين فزاعة الاخوان المسلمين لتخويف الشعب والمجتمع الدولى من معارضته فى أية سياسات يطرحها أو ينفذها حتى ولو كانت قمعية ، وكانت تلك الاتهامات لجماعة الاخوان المسلمين والروايات التى استخدمها النظام كلها أو أغلبها يغلب عليها الظلم والبهتان والتزييف ، ولكن الاخوان المسلمين نجحوا فى التعلم من كافة الدروس الخاصة بالنظام السابق واستفادوا من كافة الاجراءات القمعية للنظام ضد الجماعة وكذلك استفادت الجماعة الاسلامية والسلفيين من تلك الدروس وإن كانوا بنسب نجاح أقل من جماعة الاخوان المسلمين .
ووجب علينا بالطبع أن نوجه التحية إلى جماعة الاخوان المسلمين بعد أن نجحوا بجدارة فى السيطرة على المجلس العسكرى وعلى أغلب القرارات الصادرة من مجلس الوزراء وتغييرها وتطويعها مع مصالح الجماعة وبالطريقة التى يرغبون فيها من خلال استخدام ذات الفزاعة القديمة التى ابتدعها النظام السابق واقتبستها الجماعة والتهديد دائما بحشد أعضاء الجماعة فى تظاهرات والتنسيق مع باقى عناصر التيار الاسلامى من أجل تلك المصالح المشتركة .
ولم تترك الجماعة أية فرصة لمحاولة السيطرة على البرلمان القادم وكانت أهم القرارات التى أصروا على إستصدارها هو السماح للمصريين بالخارج بالتصويت فى انتخابات البرلمان وهو ما حدث بعد أن تأكدوا من سيطرتهم على المصريين فى منطقة الخليج بالاضافة إلى الحملة التى تم تنفيذها لجذب أعداد كبيرة فى الولايات المتحدة ليضمنوا حشدا خارجيا لاعضائهم .
ورغم الرفض المستمر للجماعة فى الماضى إنضمام المرشحين المستقلين بعد نجاحهم إلى الحزب الوطنى رحبوا وبكل قوة بل ووقفوا ضد تجريم هذا الامر ومنع إستصدار أية قرارات تفصل العضو الذى ينضم إلى حزب أخر بعد نجاحه كمستقل ، وبالطبع جاء هذا بعد أن قاموا بخدعة كبيرة شهيرة للحزب الوطنى الذى أصروا على طرح انفسهم كبديل له حيث قاموا بترشيح مجموعة منهم على المقاعد الفردية ليسوا تحت الشعار الشهير الخاص بهم بالاضافة إلى مرشحيهم فى قائمة حزب الحرية والعدالة وبذلك يكون لدى الجماعة القوائم الانتخابية ومرشحين فرديين للسيطرة على كافة الطرق المؤدية للسيطرة على البرلمان وطبعا المبرر هو الغاية تبرر الوسيلة!!.
ولم يفت الجماعة أن تضع على رؤوس قوائمها فى الانتخابات مرشحين من تيارات أخرى سواء الليبرالى أو اليسارى وغيرها تحت شعار التحالف الديمقراطى وهو التحالف الجديد للاخوان فى الانتخابات الحالية فى مسلسل التحالفات الذى يعقدوه فى كافة الانتخابات من أجل دفع الناخبين لاختيار قوائم الاخوان.
ويتضح للجميع بما لايدع مجالا للشك إن الاخوان يسيرون فى خطة واضحة للسيطرة على المجتمع بالكامل بل ويمكن فعلا الا يكون من بين أهدافهم رئاسة الدولة ولكن تظل السيطرة الكاملة على كافة المجالس التشريعية والتنفيذية فى ايديهم ليكون المرشد العام للجماعة هو "المرشد الاعلى للثورة المصرية" أسوة بما يحدث فى ايران ، وهو ما أعلنه مرشد الجماعة ضمنيا فى حديثه الاخير لوكالة الانباء الالمانية منتصف الشهر الماضى بشأن منصب رئيس الجمهورية فى حال سيطرتهم على البرلمان.
ويستبيح الاخوان فى سبيل تلك السيطرة على الانتخابات كافة الممنوعات والتى من أهمها ترديد الاكاذيب والتى لاتتفق مع الاسلام وهو ما يتضح جليا فى تصريحاتهم الممهدة للانتخابات وقبلها المقدمة لانشاء حزب الحرية والعدالة ، فتارة ترى تصريحات متضاربة حول النسبة المستهدفة فى تمثيلها بالبرلمان وجاءت تلك النسبة تصاعدية فمن 30 فى المائة إلى 50 فى المائة ثم أخيرا التصريح بانه لامانع من أن يكون التمثيل بنسبة 70 فى المائة ، وبالقطع لامانع أيضا لو نجح كل الاعضاء من الاخوان أن يكون المثيل بنسبة 100 فى المائة ونكون أمام حزب وطنى جديد!.
وتحدثت الجماعة كثيرا وبخاصة على لسان المرشد العام وقيادات مكتب الارشاد حول عدم وجود النية لديهم لتحويل مصر إلى دولة اسلامية وعدم وجود ما يمنع من استمرار السياحة فى مصر كما هى ، غير أنه بعد فترة تغيرت التصريحات إلى رفضهم لصناعة السياحة بالطريقة الحالية وغيرها من التصريحات الخاصة بالمسيحيين ثم وجدنا فى النهاية تصريح لاحد قيادات الجماعة يؤكد إن الهدف هو تحويل مصر إلى دولة اسلامية ومن لايرضى بهذا يرحل من البلد؟.
ولم يتغير منهج الاخوان فى عقد الصفقات مع الولايات المتحدة وتبادل رسائل التطمين التى أفرزت فى النهاية التصريح الامريكى بالترحيب فى حال سيطرت الاخوان على البرلمان وعلى الحكم فى مصر وتعاونها الكامل معها !!.
وبالقطع يجب على المصريين جميعا إن يتعلموا من درس الحزب الوطنى وصناعة الديكتاتوريات المختلفة حتى لو كانت ديكتاتورية اسلامية فهى ضد المجتمع ومن يبدأ بالكذب ينتهى به ايضا ولذا يجب أن يسعى الشعب بأكمله إلى التصويت فى الانتخابات القادمة لان الاخوان يعتمدون على أنهم قلة منظمة يمكنها الحشد فى مقابل تيارات سياسية وشعب لايمكنه الحشد بذات القدر .
يجب أن تفرز الانتخابات القادمة برلمان حقيقى يمكنه أن يمثل مصر بكافة طوائفها ويعبر حقا عن مستقبل جديد يرغب الشعب المصرى فيه بعد ثورة ضحى فيها ابناء الشعب المصرى بدمائهم ونجحوا فى القضاء على نظام فاسد ديكتاتور لايمكن أن يقبل بديكتاتور بديل له تحت أى عنوان أو مسمى .