اهتمام أجنبي متزايد في متاحف الشارقة
الشارقة "المسلة" خاص… استقبلت إدارة متاحف الشارقة الأسبوع الماضي وفود فرنسية وبريطانية في عدد من متاحف الشارقة، وكان في استقبال الوفود ميساء السويدي مدير إدارة خدمات المتاحف بالنيابة عن منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة وعدد من الإداريين في الإدارة، وتم الترحيب بهم واصطحابهم في جولات في عدد من متاحف الشارقة.
هذا وبدأت فعاليات اليوم المخصص للوفود باستقبال وفد رفيع المستوى من المجلس البريطاني وغراهام شفيلد مدير إدارة الفنون في المجلس و ستيف ستيننغ مدير إدارة الفنون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس، وقد جاءت هذه الزيارة بطلب من المجلس البريطاني بهدف الاطلاع على دور إدارة متاحف الشارقة اتجاه الثقافة والفنون، ومشاركة كل من ستيف وغراهام بالرؤية التي تحملها الإدارة لإمارة الشارقة كعاصمة للثقافة والفنون على كافة المستويات الإماراتية والخليحية والعربية والعالمية. كما تأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الأنشطة المشتركة بين المجلس البريطاني وإدارة متاحف الشارقة.
وقد استقبلت الضيوف ميساء السويدي في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وتم اصطحابهم في جولة إرشادية متحفية في أرجاء متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، حيث تجول الوفد في أرجاء المتحف وبعض صالات العرض التي تضم 5000 عمل فني من مختلف بقاع العالم الإسلامي والتي تمثل أهم إنجازات الفكر والعلوم والفنون الإسلامية التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة منذ 1400 عام حتى الحقبة المعاصرة، ليتعرفوا بذلك على بعض البرامج المطروحة التعريفية والتعليمية.
كما انطلق الوفد إلى متحف للفنون، وصاحبتهم في جولة في أرجاء المتحف، واطلعتهم على مقتنيات المتحف، وعلى المعارض المؤقتة المقامة في المتحف كمعرض علامات فارقة للدكتورة نجاة مكي "إيقاعات ملونة" والمعرض الفنزويلي "أصداء الاستقلال بعد مائتي عام" ومعرض مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله "رحلة إلى بلاد فارس"، وقدمت لهم شرحاً تفصيلياً عن البرامج التعليمية والتعريفية والورشات العملية التي يعمل المتحف على تنظيمها على هامش كل معرض منهم، بهدف تعزيز الثقافات الفنية في مختلف شرائح المجتمع، وأوضحت أن الورش تستهدف كافة الأعمار من طلاب المدارس والجامعات، إضافة إلى المدرسين والمدرسات، فضلاً عن الأدباء والناشطين في المحافل الثقافية والفنية.
وكانت مؤسسة الشارقة للفنون آخر محطات الوفد في إمارة الشارقة، حيث استقبلهم الفريق الإداري الذي عرف الوفد عن كثب على الرؤية الثقافية التي تسعى إمارة الشارقة إلى تحقيقها من خلال مؤسسة الشارقة للفنون وحرص كافة الهيئات والداوائر الحكومية على تذليل أية عقبات تقف أمام القدرة على التجدد والتطور، وعلى تطوير العديد من البرامج والأنشطة النوعية بما يرتقي إلى العالمية.
وقد عبر الحضور عن أهمية هذه الزيارة التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز معارفهم عن الأنشطة الثقافية والفنية في أمارة الشارقة وعن السبل التي من شأنها الوصول إلى الأهداف المرجوة في تحقيق بيئة ثقافية قوية في إمارة الشارقة والإمارات الأخرى.
كما أشادت عطايا في هذا السياق بزيارة أحد أهم الخبراء العالميين في المحافل الثقافية العالمية وقالت: " نحن نعتبر زيارة كل من ستيف ستيننغ وغراهام شيفيلد من المجلس البريطاني لمتاحفنا، والاطلاع على أنشطتنا والرؤية التي نسعى إلى تحقيقها، زيارة هامة جداً، حيث أن تبادل الخبرات والتجارب مع خبراء عالمين على أعلى المستويات سيمكن إدارة المتاحف من تطوير أدائها والارتقاء بمستويات الأنشطة والفعاليات ونقلها إلى المستوى العالمي."
وفي نفس اليوم وبالتنسيق مع شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبو ظبي استضافت إدارة متاحف الشارقة وفداً من وكالة متاحف فرنسا مؤلف من ثمانية مدراء وخبراء من الوكالة، وتم اصطحابهم في جولة في كل من متحف الشارقة للآثار ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومتحف الشارقة للفنون ومتحف الشارقة للخط ، حيث اطلع الضيوف على نشاطات ومقتنيات كل متحف على حدا، وقدمت السويدي لهم شرحاً تفصيلياً عن الإجراءات الإدارية المتبعة في إدارة متاحف الشارقة، والأقسام التي تعمل في الإدارة، والتي بدورها تعمل على رسم الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد الهادفة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية المتاحف وتعزيز الثقافات بضرورة زيارة المتاحف لدى كافة فئات المجتمع. وقد أعجب أعضاء الوفد من الوكالة بمقتنيات المتاحف والأنشطة والفعاليات المقامة وعبروا عن اهتمامهم بتعزيز أطر التعاون مع الإدارة.
وفي جولاتهم الاستطلاعية في متحف الشارقة للآثار اطلعوا على تاريخ التنقيب في الشارقة وتم تعريفهم بأهم المواقع الأثرية المكتشفة فيها، ومن ثم انتقل الوفد إلى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومن خلال جولتهم في أرجاء المتحف تم تزويدهم بالمعلومات المطلوبة عن المقتنيات والأنشطة الخاصة بالمتحف. كما انتقل الوفد إلى متحف الشارقة للفنون حيث تعرفوا على المعاض التي يستضيفها المتحف سواء المؤقتة أو الدائمة. وكان متحف الشارقة للخط آخر محطات الجولة حيث تعرفوا على عن آليات العمل في المتحف والفعاليات السنوية المقامة فيه، إضافة إلى الجوائز والمبادرات التي تتبناها إدارة متاحف الشارقة والمتحف تجاه الخط العربي.
ومن جانبها علقت منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة على هذه الزيارة وقالت: " نحن نسعى في إدارتنا إلى الوصول بمتاحف الشارقة إلى العالمية، وإن اهتمام وكالة متاحف فرنسا التي تأسست لتبادل خبرات المتاحف الفرنسية، والتي تمارس نشاطاتها في الميادين العلمية والثقافية والتقنية، ليعتبر بالنسبة لنا أمراً في غاية الأهمية، إذ يدلل على القيمة الثقافية لمتاحف الشارقة وعلى أهمية ومكانة الخدمات التي تقدمها إدارتنا إلى الجمهور. ونحن من جانبنا نرحب بمشاركة خبراتنا مع الوكاله واطلاعهم على أساليب عملنا والسياسات التي نتيناها والتي تمكننا من الوصول إلى أهدافنا.