دور الاعلام فى التنمية السياحية فى مصر … بقلم : صبرى أبوزيد
بقلم : صبرى أبوزيد
خبير سياحي
مما لا شك فيه ان الاعلام بانواعه ومجالات ادائه المختلفة اصبح اهم واخطر وسيلة لتكوين راى عام جماهيرى على كافة المستويات وفى مختلف الاتجاهات .. وهنا تبرز اهمية الدور الذى يجب على الاعلام المصرى بوسائله المختلفة سواء مرئى او مسموع او مقروء بالاضافة الى كبار الكتاب وطبقة المثقفين الذين لهم شعبية على المستوى العام ..فى دعم التوجيهات الاقتصادية للبلاد مما له الاثر الايجابى على خلق اشكال اقتصادية جديدة تسهم فى توسيع البنية التحتية للأقتصاد القومى المصرى وتحقيق الغايات المنشودة منه.
كما أن للأعلام دور اساسى فى مكافحة كافة صور الفساد سواء على المستوى الأجهزة الحكومية او المستثمر وايضا المواطنين مما له الاثر الايجابى فى خلق مناخ مناسب للعمل فى كافة القطاعات الاقتصادية وهنا اخص القطاع السياحى..وهنا ايضا يكون دور الاعلام فى محاربة الفساد دور ايجابى وليس مجرد نشر صور فساد فقط. لمحاربته، ولكن يجب على الاعلام اتخاذ اسلوب الاقناع والتوجية والتخلى عن السلوكيات المرتبطة بالفساد استنادا على مصلحة البلاد العليا والانتماء لهذا الوطن والنهوض به، وتشجيع فكر سياسة العقاب والثواب مما له الاثر الايجابى على اصلاح المجتمعات.
اهم الملفات الاقتصادية
وبما ان الملف السياحى المصرى هو من اهم الملفات الاقتصادية فى البلاد اذ يعد اهم قطاع فى قطاعات الانتاج فى مصر نتيجة ان مصر بلد سياحى من الدرجة الاولى لتوافر جميع مقومات السياحة العامة بكامل انواعها المختلفة لأسباب كثيرة ، اذ تمتلك مصر الموقع الممتاز بين قارات العالم الى جانب الجو المعتدل طوال العام ، وما تملكه من شواطىء رائعة على بحرين الابيض والاحمر الى جانب وجود نهر النيل العظيم والذى يشق مصر من جنوبها الى شمالها ، بالاضافة الى الكم الهائل من الأثار التاريخية سواء فرعونية او يونانية رومانية او بيزنطية ومسيحية واسلامية .
اذ تمتلك مصر وحدها ربع اثار العالم اجمع. مما يجعلها بلد سياحى من الطراز الاول،ومسؤولية وسائل الإعلام في التعامل مع التطورات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية مسؤولية كبيرة تستوجب التحلي بقدر كامل من الأمانة والمصداقية، والتعامل مع الحقائق بمنطق واع يأخذ في الحسبان مصالح قطاع المال والأعمال ، ومصالح المواطنين ايضا .
مع الالتزام بما يخدم مصالح البلاد العليا، ويعين على نجاح جهود مؤسسات الدولة المتواصلة في خدمة المواطن، ويسهم في إيضاح ما قد يوجد من خلل في أداء الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص فى صناعة السياحة على المستوى القومى ، والسعى الى ايجاد الحلول العلمية والمبنية على اسس اقتصادية واسعة بواسطة خبراء السياحة مع علماء الاقتصاد والتخطيط القومى فى مصر .
والاستعانة على دراسات اقتصادية كبيرة ومدروسة الدراسة الوافيه مستغلا فى ذلك جميع مقومات مصر السياحية على مستوى كافة الانشطة السياحية وكافة المواقع السياحية الموجودة فى مصر، واعادة رسم الخريطة السياحية المصرية بالكامل.. مستغلا الكثير من المناطق السياحية الخارجة عن الخريطة السياحية الحالية مما قد يؤتى بأضافة موارد أخرى الى جانب توفير فرص عمالة أخرى .
الاعلام و مجلس اعلى للسياحة
وهنا يبرز دور الاعلام المصرى فى ضرورة توسيع القاعدة الشعبية بضرورة الاهتمام بهذا الملف السياحى وتكوين راى عام مصرى واسع لدعم هذا الملف، وتحفيز الحكومة المصرية بضرورة التوجه الى اعادة النظر فى المنظومة السياحية بالكامل…
من حيث الشكل والمضمون وطبقا للقوانين الحالية و المنظمة لها، ولكن بمنظور علمى اقتصادى يقام على دراسات اقتصادية وافيه مع اعادة التخطيط لها، وايضا بضرورة العمل على تشكيل مجلس اعلى للسياحة على مستوى وزراء لتحقيق الغرض المنشود، وتحقيق اقصى استفادة من هذا الملف السياحى الذى يعتبر القطار السريع لنمو الاقتصاد المصرى الكبير، وتحقيق الرخاء الاجتماعى لشعب مصر العظيم .
مواجهة التحديات والمعوقات
وعلى الاعلام المصرى العمل على مواجهة التحديات والمعوقات التى تعطل الاستغلال الامثل لتلك الصناعة الواعدة ، والنظر الى المستقبل والاستفادة القصوى من كافة الامكانيات السياحية العاطلة (المناطق السياحية التى ليست على الخريطة السياحية الحالية) ، كذلك على الاعلام ايضا دور رئيسى فى توجيه الحكومة بضرورة الاهتمام بالبنية الاساسية لتلك الصناعة ، مثل انشاء الطرق بأساليب حديثة لربط المناطق السياحية بعضها البعض بطرق حديثة وتلافى حوادث الطرق للمجموعات السياحية، والاهتمام بالموانى السياحية وتطهير مجرى النيل لسهولة الحركة للفنادق العائمة.
والاهتمام البيئى لمصر وخاصة المناطق السياحية والتى وصلت الى ادنى مستوى ، الى جانب تحقيق الامن على حدود مصر لتشجيع رحلات السفارى وتطوير خطوط السكك الحديدية وانشاء خطوط بديلة واخرى لربط كافة المناطق السياحية بعضها البعض.
فتح المجال الجوى
ضرورة فتح المجال الجوى لشركات الطيران الخاصة والطيران العارض والكثير والكثير من مقومات النهوض بصناعة السياحة وكل ذلك ينصب فى صورة خطة خمسية تنفذ على مراحل سنوية حتى تحقق النهوض بهذه الصناعة الواعدة ، وبالتالي تعظيم موارد الدولة ومنها يأتى الرخاء الاجتماعى للشعب المصرى الى جانب توفير واضافة فرص عمالة أخرى نتيجة هذه الخطة .
وما نراه الآن على الساحة الاعلامية فى مصر من العمل بمنطق المصالح والمجاملات واظهار صور مجملة للعملية السياحية سواء على المستوى الوزارى او الشخصى ، حتى اصبحت الصحافة والاعلام مجرد تحقيق اغراض شخصية فقط لا غير، او مجرد اخبار روتينية (سد خانة) ، او دخول الكثير على العمل الاعلامى بدون فكر واعى وغير مرضى بالمرة لدرجة ان القارىء او المشاهد قد سئم من ذلك ويبتعد عن تلك الاخبار لعدم جدواها..!
نريد اعلام و صحافة وطنية واعية تدفع عجلة الانتاج بالبلاد وتعمل تحقيقات صحفية على مستوى عالى من الحرفيه المهنية وبوازع وطنى، مع ناس ذات مكانة فى العمل السياحى ، مما له الاثر الايجابى فى النهوض بصناعة السياحة وبالتالى النهوض بالبلاد اقتصاديا.. وليس لمجرد اخبار وتلميع ومجاملة او خدمة اجندات معينة .. وهو ما نراه الآن على الساحة وخاصة ساحة الصحافة السياحية.