أبوظبي " المسلة " … انطلقت أمس أعمال الدورة التدريبية الثالثة التي تنظمها ادارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن مشروع تطوير مهارات الباحثين في مجال جمع وتوثيق التراث والتاريخ الشفاهي وتستمر 5 ايام في مقر الهيئة.
يأتي تنظيم هذه الدورة التي يشارك فيها عدد من الخبراء والباحثين والموظفين في الهيئة والمعنيين بالتراث تنفيذا لاستراتيجية الهيئة في مجال تطوير كفاءات العاملين لتحقيق رسالتها في مجال نشر الثقافة وحفظ وصون التراث الوطني.
وقدم الدكتور سليمان خلف من ادارة التراث المعنوي بالهيئة محاضرة حول ماهو التراث الشعبي استهلها بتعريف التراث الشعبي على انه هو العادات والتقاليد والقيم والفنون والحرف والمهارات وشتى المعارف الشعبية التي ابدعها وصاغها المجتمع عبر تجارب طويلة ومختلفة مع البيئة والتي يتداولها افراده ويتعلمونها بطريقة عفوية ويلتزمون بها في سلوكهم وتعاملهم حيث انها تمثل انماطا بمفهومه العادي والبسيط هو ما خلفته او ورثته الاجيال السالفة للاجيال الجالية.
واستعرض الدكتور سليمان بعض المصطلحات القريبة من مفهوم التراث الشعبي مثل الفولوكلو والماثورات الشعبية والفنون الشعبية والثقافة الشعبية والثقافة الرفيعة ..لافتا الى مجالات التراث الشعبي والمقومات الاساسية للتراث الشعبي اضافة الى وظائف التراث الشعبي واستخداماته.
بدوره قدم الدكتور اسماعيل الفحيل مستشار التراث المعنوي بالهيئة محاضرة حول الملامح الأساسية ومقاصد اتفاقية اليونسكو للعام 2003 بشأن صون التراث الثقافي غير المادي وهيئاتها التشريعية وتحدث خلال المحاضرة عن اهداف الاتفاقية والتي كانت دولة الامارات من اوائل الدول التي صادقت عليها .
وأشار الفحيل الى ان الاتفاقية تهدف الى صون التراث الثقافي غير المادي واحترامه للجماعات والمجموعات المعنية وللافراد المعنيين اضافة الى التوعية على الصعيد المحلي والوطني والدولي بأهمية التراث الثقافي غير المادي واهمية التقدير المتبادل لهذا التراث وتشجيع التعاون الدولي في هذا المجال.
وقال ان الاتفاقية تركز على اشكال التعبير الحية المهمة بالنسبة للشعور بهوية واستمرارية المجتمعات التي نشات فيها وتم تناقلها واحياؤها ويتضمن برنامج الدورة موضوعات تتناول التعريف بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث من حيث الرؤية والرسالة الأهداف والمهام التي تضطلع بها الإدارات والأقسام ثم ماهية التراث ومجالاته وأقسامه في دولة الإمارات العربية المتحدة لا سيما ما يتعلق منه بالأدب الشعبي الإماراتي وفنون الأداء والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية والحرف والصناعات التقليدية والوسائل التي تستخدم في جمعها الميداني من مصادرها المختلفة وبالتالي توثيقها بوسائط التوثيق الحديثة، المكتوبة والمصوّرة والمسموعة التي تبنى على أسس ومناهج البحث الأنثروبولوجي.
وستشتمل الدورة على ورش عمل تطبيقية لأساليب وطرق الجمع الميداني لعناصر التراث وإعداد قوائم الجرد الخاصة بالتراث الوطني بهدف حصره وبالتالي العمل على تسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو بما يتفق مع المعايير التي تعتمدها اليونسكو في اتفاقية 2003 بهذا الخصوص.
وتستقطب الدورة عددا من الخبراء والمتخصصين وممارسي التراث لتكون مرتكزا وموجها للباحثين في مهامهم الميدانية المتصلة بجمع وتوثيق التراث والتاريخ الشفاهي.