Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الفنادق الاقتصادية تجذب أسواقاً سياحية جديدة إلى دبي

 

دبى "المسلة"… أسهم تزايد أعداد الفنادق الاقتصادية في دبي خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير في دعم القطاع السياحي ورفده بالمزيد من فئات السياح من مختلف دول العالم، خصوصاً تلك الفئات من ذوي الدخل المحدود التي لم تكن قادرة مسبقاً وتحديداً قبل ثلاث سنوات على زيارة الإمارة بسبب ارتفاع أسعار الفنادق التي تكون في معظمها من فئة الخمس نجوم وما فوق.

وأوضحت مصادر عاملة في القطاع الفندقي، أن دبي استطاعت من خلال افتتاح المزيد من الفنادق الاقتصادية من جذب أسواق عالمية جديدة تهتم بالفنادق منخفضة التكاليف، وباتت اليوم قادرة على موازنة عدد الفنادق ذات الخمس نجوم بعدد الفنادق الاقتصادية الموجودة على أرض الواقع، التي تتزايد بشكل مستمر وتتوزع في معظم المناطق، الأمر الذي أدى إلى تنوع المنتج السياحي أمام الزائر واستقطاب المزيد.

وأشارت المصادر إلى أن الفنادق الاقتصادية استفادت وبشكل كبير من التدفق السياحي إلى دبي خلال صيف العام الجاري والذي كان ناجحاً بكل المقاييس، حيث حققت تلك الفنادق نسب إشغال وصلت إلى 85 بالمئة خلال أشهر الصيف.

تنوع السياحة

وقال نعيم دركزللي، نائب الرئيس المكلف للمبيعات في «فنادق روتانا»، إن الفنادق الاقتصادية ضرورة ملحة وإضافة جيدة إلى تنوع المنتج السياحي في أية دولة، كما أن قطاع الضيافة في المنطقة يتمتع بالعديد من العوامل الإيجابية الخارجية والداخلية والتي تتطلب المزيد من الاستثمارات من أجل تغطية الطلب المتزايد عليه، ولكن للأسف لا تزال الفنادق المناسبة لذوي الميزانية المحدودة في المنطقة مهمشة، على الرغم من وجود شريحة كبيرة من مسافري رجال الأعمال والسياح الذين يفضلون السفر والإقامة بميزانيات اقتصادية في الشرق الأوسط.
 

وأوضح أن هذا القطاع المتنامي لا يجد بشكل حقيقي من يقدم له الخدمة التي تناسب ميزانيته وتلبي احتياجاته، ومن هذا المنطلق قررت «روتانا» إطلاق علامة «سنترو» التي كانت عملية في نوعية الخدمات وفعالة في الأسعار، وحققت معادلة صعبة تمثلت في اكتمال الخدمة ودقتها وتميزها بأسعار أكثر قبولاً من شريحة كبيرة في المجتمع في حاجة ملحة إلى هذا النوع الاقتصادي من الخدمة.

وأضاف «قمنا بافتتاح فنادق عدة مؤخراً تحت علامة (سنترو روتانا)، مثل (سنترو برشا دبي) و(سنترو جزيرة ياس أبوظبي)، و(سنترو الشارقة)، ومن المقرر افتتاح (سنترو المنهل أبوظبي) قريباً رابع فنادق المجموعة تحت علامة (سنتر) في الإمارات».

وعن أهم الأسواق المهتمة بالفنادق الاقتصادية، قال دركزللي، إن بريطانيا وألمانيا تأتيان على رأس قائمة النزلاء «ولكننا شهدنا تغييراً ملموساً بعد زيادة النزلاء الخليجيين مؤخراً بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى زيادة أعداد السياح الصينيين لا سيما بعد افتتاح مكاتب مبيعاتنا في شنغهاي».

إقبال كبير

بدوره أكد وائل الباهي، المدير التنفيذي المساعد بفندق «رمادا داون تاون دبي»، أن الفترة الأخيرة شهدت إقبالاً كبيراً من قبل النزلاء على الفنادق الاقتصادية، خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية التي أثرت في المؤسسات العالمية والشركات، ما دفعها للتفكير جدياً في خفض الإنفاق، وبالتالي كان من الطبيعي أن تشهد تلك الفنادق رواجاً كبيراً في الظروف الحالية، لا سيما أنها تقدم خدمات وتسهيلات تضاهي تلك التي تقدمها فئة الخمس نجوم.

وأضاف «تعتبر السعودية في طليعة الدول المصدرة للسياحة بالنسبة لنا وذلك على مدار السنوات القليلة السابقة، تليها الكويت والمملكة المتحدة وقطر، أما عن السياحة الداخلية فتأتي في المرتبة الثانية على التوالي بعد السعودية مباشرة».

وأفاد الباهي أن توجه حكومة دبي على مدار السنوات السابقة إلى الفنادق الأقل من الخمس نجوم كان توجهاً سليماً، وذلك لخلق بيئة متنوعة ومتنافسة تقدم للسائح أفضل المنتجات وبأسعار تنافسية في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة التي تجتاح العالم في الوقت الراهن، حيث يبلغ متوسط أسعار الغرفة لدينا في الوقت الراهن 185 دولاراً لليلة الواحدة.

ورأى أن من بين الجنسيات الجديدة التي بدأت تتوافد إلى الفنادق الاقتصادية في دبي خلال الفترة الأخيرة، السياحة البرازيلية، والتركية، واليونانية، والماليزية، والبرتغالية وكذلك من مصر وشمال إفريقيا.
 

وعن مميزات الفنادق الاقتصادية أشار الباهي إلى أنها تمتاز بانخفاض الأسعار، وهذا عنصر محوري في الوقت الجاري بالنسبة إلى السائح قبل اتخاذ قراره بالسفر لأية دولة، ناهيك عن خدماتها الجيدة التي تضاهي الفنادق من فئة الخمس نجوم، كما أن هناك عدة نقاط يضعها السائح في الاعتبار قبل السفر، منها على سبيل المثال سعر الفندق، والموقع والتسهيلات، موضحاً أن مستويات الإشغال في فندق «رمادا داون تاون دبي» وصلت خلال فترة العيد إلى 96 بالمئة.

ارتفاع الإشغال

وفي السياق نفسه، لفت إياد حامد، مدير فندق «الإمارات غراند»، أحد الفنادق الاقتصادية في دبي، إلى أن الفترة الجارية شهدت ارتفاعاً في نسب الإشغال لدينا بنحو 20 بالمئة مقارنة بالعامين الجاري والماضي، حيث إن عملاءنا يأتون بشكل أساسي من كل من دول مجلس التعاون وتحديداً السعودية والكويت وقطر، ومن دول أوروبية كالمأنيا والمملكة المتحدة.

وأضاف «تعتبر زيادة الفنادق الاقتصادية بالدولة مؤشراً إيجابياً لاستقطاب شرائح أخرى من النزلاء، خصوصاً من ذوي الدخول المتوسطة وفوق المتوسطة، ومن ناحية أخرى، فإنه لاحظنا في الفترة الأخيرة دخول فئات جديدة من السياح إلى سوق إمارة دبي، كالسياح القادمين من اليونان والبرازيل وتايلاند، حيث إن متوسط سعر الغرف لدينا في الوقت الراهن يصل إلى 500 درهم».

ونوه حامد بأن الخدمات والتسهيلات والسعر المنافس هي أهم ما يتطلع إليه نزلاء الفنادق الاقتصادية، كما أن الفرق بين تلك الفنادق والأخرى من فئة الخمس نجوم هو مستوى الخدمات المقدمة للعميل، في حين أنها لا تختلف كثيراً بين الفئتين.

العرض والطلب

إلى ذلك أوضح حسين شحيمي، المدير العام لـ«مجموعة الشرق الأوسط للفنادق»، أن وجود نوعيات مختلفة من الفنادق ينعكس إيجاباً على قطاع السياحة، مشيراً إلى أنه على الرغم من تأثير الفنادق الاقتصادية على القطاع، فإن الأمر بالنهاية يعتمد على العرض والطلب، بمعنى أن الفنادق بكل فئاتها تشهد ارتفاعاً في نسب الإشغال في مواسم الذروة المعروفة، وفي المقابل تشهد انخفاضاً في المواسم الهادئة، وأستطيع القول «إن فنادق دبي لديها نسب إشغال متقاربة في الفترة الجارية».

وحول أسعار الفنادق الاقتصادية، أشار إلى أنها ترتفع عند ارتفاع الطلب، ولكن بشكل معقول يتناسب مع إمكانات السياح، مضيفاً «إن (مجموعة الشرق الأوسط للفنادق) قامت هذا الصيف برفع أسعارها بنسبة 30 بالمئة بسبب الإقبال الكبير، حيث وصلت نسب الإشغال إلى 85 بالمئة، بينما قامت المجموعة خلال شهر رمضان بخفض أسعارها بنسبة 40 بالمئة بسبب ضعف الإقبال».

وعن أهم أسواق الفنادق الاقتصادية قال شحيمي «تأتي الأسواق الخليجية في المرتبة الأولى وكذلك بعض الجنسيات من دول أوروبا الشرقية، خصوصاً الدول محدودة الإمكانات، لا سيما أنهم لا يستطيعون زيارة دبي خلال الموسم الشتوي الذي ترتفع فيه أسعار تلك الفنادق إلى 40 بالمئة مقارنة بأسعار الصيف، حيث يتراوح سعر الغرفة بين 170 و290 درهماً لليلة الواحدة.
 

ويجد شحيمي أن أسعار الفنادق الاقتصادية في دبي مقبولة مقارنة بالأسعار في الدول الأخرى التي تقدم فنادقها خدمات أقل بكثير من خدمات فنادق دبي، متوقعاً أن تزداد تلك الفنادق في الإمارة مستقبلاً بالتوازي مع زيادة أعداد السياح المتوقع.

الشركات السياحية

وأكد عدنان العريضي، المدير العام لشركة «ألفا تورز السياحية»، أن الفنادق الاقتصادية دعمت أعمال الشركات السياحية بشكل كبير، بعد أن كانت دبي من الوجهات المعروفة بأنها لذوي الدخل المرتفع، حيث كانت تلك الشركات تواجه صعوبات سابقة في دخول بعض الأسواق خصوصاً خلال العامين 2007 و2008، ولكن بزيادة الفنادق الاقتصادية تغير الوضع وتمكنت الشركات من استقطاع السياح من أسواق جديدة.

ولفت إلى أن الفنادق الاقتصادية تسببت في زيادة عدد السياح إلى دبي، وأصبحت هذه الفنادق تحقق نسب إشغال تصل إلى 90 بالمئة في الوقت الجاري مقارنة بـ60 بالمئة خلال السنوات الماضية.

وذكر العريضي أن السوق الروسي الذي يبحث عن الإجازات بأسعار مناسبة هو أهم أسواق الفنادق الاقتصادية، إلى جانب أسواق الصين والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن سوق دبي ما زال يستوعب المزيد من الفنادق الاقتصادية، خصوصاً لنوعية السياح من المجموعات والطلاب.
 

المصدر: الرؤية الاقتصادية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله