بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
وتتوالي الأحداث بلا توقف لتجعل الطريق أمام السياحة ـ صناعة الأمل ـ قاتما وغير مبشر. أصبح شيئا عاديا ألا يمر يوم ولا يمر اسبوع الا وتعرضت هذه الصناعة الي نكسة جديدة تجعلها لا تكاد تخرج من مأزق إلا وتقع في مأزق جديد يعرضها لمزيد من التداعيات.
كل الدلائل تشير الي ان الذين يساهمون في هذه الصدمات تجردوا من الشعور بالمسئولية تجاه ما تحققه صناعة الأمل من عوائدللاقتصاد القومي لا يمكن تعويضها. لقد تملكتهم البلادة والاحساس بعدم المبالاة بمصالح ملايين المصريين الذين يجدون لقمتهم الشريفة في ممارسة الاعمال السياحية المباشرة وما يتصل بها من انشطة أخري تشمل كل مجالات الحياة. انهم لا يفهمون اهمية ما تمثله هذه الصناعة في الناتج القومي والذي يصل الي ١١٪. يشمل هذا أيضا عدم ادراكهم للمساهمات التي يتم تقديمها من خلالها لدعم العملة المصرية وتوفير العملات الاجنبية اللازمة لشراء الاحتياجات المعيشية ومستلزمات الانتاج اللازمة لتشغيل المصانع للتصدير وما يتطلبه الاستهلاك المحلي.
< < <
التطورات والاحداث تشير الي ارتباط السياحة بجوهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والامنية. لا يمكن ان تكون هناك سياحة ولا عوائد ـ قدرت بأكثر من ١١ مليار دولار في عام ٠١٠٢ أي قبل الثورة ـ نتيجة الانفلات الامني والبلطجة وعدم الاستقرار.
وهكذا كتب علي هذه الصناعة الواعدة لمصر ولأهل مصر أن تعيش الازمة تلو الازمة وبدون توقف. انها ما تكاد تلتقط الانفاس من عملية انفلات أمني إلا ودخلت في منعطف جديد وكأن هناك من يستهدفها ضمن استهدافهم دولة مصر حتي لا تقوم لها قائمة.
< < <
آخر الكوارث التي تعرضت لها مصر وبالتالي صناعة السياحة تلك المظاهرات التي شهدها ميدان التحرير. ياليت الامر اقتصر علي قيام هذه المظاهرات وانفضاضها تحت أي دعاوي وشعارات مرفوعة ولكنها وفي اطار مخطط تدمير مصر تحولت سلميتها الي تجمعات للهوجائيين والفوضويين الذين تحركوا في شوارع القاهرة ليعيثوا فيها تدميرا وفسادا. انكشفت الاهداف المريبة والخبيثة في التربص بقوات الشرطة والجيش التي كانت حسنة النية. تبين أنها وقعت في خديعة كبري حيث كان الهدف الايقاع بمصر وتعريض أمنها واستقرارها وسمعتها للخطر. كان واضحا ان هذه الجماعات خططت لتلطيخ سمعة مصر الدولية والتأكيد علي لا أمن ولا أمان ولا استقرار وبالتالي فلا سياحة.
< < <
اذا كان الذين رتبوا وخططوا لمظاهرات تصحيح المسار في جمعة التحرير لم يضعوا في اعتبارهم ما يمكن ان يحدث. فمن المؤكد انهم لم يعطوا بالا للمتآمرين علي أمن مصر وهو ما يجعلنا نصفهم بالسذاجة. ان سذاجتهم جعلت الامر يخرج عن أيديهم بكل سهولة ويتحول الي هوجة للتخريب والدمار. لا يمكن بأي حال الاعتقاد ببراءة المقصد فيما جري حيث يشير سيناريو الاحداث الي ان هناك ايدي خفية تقف وُتدبر وتخطط وان هناك قوي لا تريد لمصر أن تعيش حياتها أو أن تتيح للغالبية من ابنائها أن يتنفسوا الصعداء بزوال غمة الإخلال بالأمن والاستقرار.. ليس أدل علي هذه الحقيقة من التحول من المظاهرات التي قالوا عنها أنها سلمية الي هوجة للسرقة وتهديد حياة الآمنين في كل مكان.
< < <
ألا يوجد من بين الذين شاركوا في هذه المظاهرات من يمت بصلة القرابة أو المعرفة بأي من العاملين في بعض الانشطة السياحية الذين لحق بهم الأذي نتيجة استمرار استهداف السياحة ومقوماتها.
أليس هناك بين الذين يقودون ويحرضون علي هذه المظاهرات تحت دعاوي سياسية أو ايديولوجية من يتقي الله في بلده بادراك هول الاضرار التي يلحقها باقتصادنا القومي.
ألا يمكن ان يكون الحرص علي الثورة واهدافها دافعا للتحول الي أيد للبناء بدلا من أن نكون معاول لهدم كل شيء علي أرض مصر.
< < <
لا جدال ان مهمة الحفاظ علي مصر وضمان مواصلتها لمسيرتها من اجل ازدهار ورفاهية شعبها والدفاع عن مصالحه المصرية تعطي الحق في التصدي لكل عمليات التآمر علي أمنها واستقرارها. لابد من الضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه تعطيل هذه المسيرة. حان الوقت لوقفة حازمة تؤكد للجميع بلا استثناء أن حماية مصر فوق أي اعتبار.