القاهرة " الميسلة" متابعات –حذرت صحيفة جارديان البريطانية الأربعاء من أنه لو لم تتم محاكمة مبارك بأقصى درجات العدالة فان ذلك قد يكسبه مزيدا من التعاطف الذي لا يستحقه.
واستشهدت الصحيفة بما أدلت به ‘سارة لي و يتسون’ من منظمة ‘ هيومان رايتس ووتش’ في بيان صحفي عن المحاكمة قالت فيه ‘ان اجراء محاكمة مبارك بما يتسق مع المعايير العالمية للعدالة سيمثل انهاء حقيقيا لفترة حكم مبارك و ما حكمها من مبدأ الحصانة التي تمتع بها الكثيرون من ذوي النفوذ في مصر ضد أي عقاب، كما ستساهم بشكل كبير في اضفاء لأمل في بدء عصر جديد في تاريخ مصر’.
وحذرت من أن تتحول المحاكمة الى مادة ‘ش’ اعلامية أو وسيلة لاذلال واهانة مبارك، و قالت أن الشيء المهم و المعول عليه هو المصداقية و العدالة في اجراء المحاكمة.
و اشارت جارديان الى أن الشيء الحاسم الأخر في المحاكمة أن تفاصيل الفساد الذي شهدته البلاد في عصر الرئيس المخلوع سيتم التعرض اليه بالتفصيل الشديد في تناول القضية وعليه فان الخطب المعهودة للمحامين المصريين لن تصلح في هذه القضية.
وقالت ان تناول تفاصيل الفساد الذي اتسم به عصر مبارك على الملأ سيكون بمثابة ترسيم ‘حدود جديدة لأي حكومة مصرية تالية تتعامل من خلالها مع المصريين. ‘
واشارت الصحيفة الى أن مشهد المحاكمة يمثل بالنسبة للكثيرين ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع ‘تجسدا للعدالة الألهية’، فهذا الديكتاتور طالما قام رجال نظامه بتعذيب افراد من الشعب في السجون والمعتقلات بدون أن يأبهوا لأجراء محاكمات لمن يعذبونهم، فضلا عن أن تكون محاكمات عادلة كالتي يتوق اليها الرئيس المخلوع الأن.
وتابعت بأنه ‘ في مثل ذلك القفص بل في أقفاص اقل منه بكثير في التجهيزات كانت تساق أعداد غفيرة من ابناء الشعب المصري كالقطعان وبخاصة من خصومه السياسيين والاسلاميين وغيرهم ممن لم ينالوا محاكمات عادلة.’
وذهبت الصحيفة الى أنه بخلاف صدام حسين الذي تمت محاكمته على أيدي الغزاة الأمريكان، فان مسألة خلع مبارك من الحكم و محاكمته الأن هو عمل يعود الفضل فيه بشكل مطلق لجهود الشعب المصري و لذلك فان تلك السابقة الأولى من نوعها في المنطقة، ستؤثر على مستقبل الشعوب العربية كافة.