بقلم / اشرف الجداوى
السياحة باتت صناعة حديثة كبرى ذات طابع خاص تعتمد عليها بعض الدول فى دخلها القومى والامثلة كثيرة ومتنوعة لعل اهمها "اسبانيا " وفى تقديرى ان فى منطقتنا العربية مازالت صناعة السياحة تفتقد الى الرؤية الشاملة بالرغم من امتلاكنا العديد من المقومات المهمة التى تؤهلنا لنصبح فى مصاف الدول الكبرى فى تلك الصناعة ، ترى اين يكمن الخلل لمعالجته للنهوض بالسياحة العربية؟!
وكيف يمكن ازلة كافة العقبات بين قطاعات السياحة فى مختلف دولنا العربية من اجل تحقيق التكامل والتعاون المثمر والمباشر سواء فيما يتعلق بجذب الحركة السياحية العالمية ،او حركة السياحة البينية ، وايضا تحقيق العائد المناسب الذى يتلائم مع مقومانتا السياحية بالمقارنة بعائدات دول لاتمتلك 25% من مقومات منطقتنا العربية ..!
الامر جد خطير والسياحة العربية فى منعطف اخطر فى ظل الاحداث السياسية التى تمر بها المنطقة العربية والتى تؤثر بالسلب على مستقبل صناعة السياحة العربية ، وتراجع ارقامها فى الاعداد سواء للحركة الوافدة او العائدات والابتعاد عن المنافسة الدولية …
هذا هو الموقف السياحى العربى المتردى الحالى ،ومن اجل انقاذ صناعة السياحة فى منطقتنا العربية سعى الدكتور " خالد الرشيد " الخبير السياحى السعودى الجنسية ومجموعة من الباحثين والمهتمين من مختلف الجنسيات العربية بالهم السياحى العربى المشترك وتلاقت وتوحدت الرؤى للنهوض بالسياحة كصناعة واعدة واحد اهم اعمدة الاقتصاد لمنطقتنا العربية فى المستقبل ،لو خلصت و صدقت النوايا ونبذت اسباب التمزق والفرقة .
وهذه جل الاهداف الكبرى التى قامت من اجلها الجمعية الدولية لخبراء السياحة العرب ، وكما اعلن ذلك عبر مؤتمر الجمعية الاول الذى اقيم بالقاهرة منتصف يوليو المنصرم بمباركة وزارة السياحة المصرية ومشاركة جامعة الدول العربية واستمر لفترة يومين .
وفى تقديرى ان انشاء جمعية دولية تضم خبراء السياحة العرب فى هذا التوقيت وسط هذا الفوران العربى الذى يحلو للبعض بتسميته بالربيع العربى امرا بالغ الاهمية لاكثر من سبب اهمهم " لفت الانتباه العربى لاهمية صناعة السياحة ، والسعى بكل قوة لحمايتها من هذا الفوران السياسيى الذى تموج به المنطقة للحفاظ على مكتسبات سنوات طويل من العمل السياحى وحراك "عربى دولى" ، "وعربى عربى" لترسيخ الفكر السياحى التنموى والاقتصادى فى بلداننا العربية ، من منظور شامل ادئ الى تفاعل راس المال الاجنبى قبل العربى " اوروبى وامريكى " فى العشرين سنة الاخيرة وقدومه لمنطقتنا للاستثمار والعمل عبركيانات ضخمة للاستفادة من ثرواتنا الطبيعية السياحية الفريدة ، وربح اضعاف اضعاف ما ضخه من استثمار ..
واليوم يعيد حساباته مرة اخرى للهروب آلامن الى منطقة اخرى من العالم ، ويغذى ذلك قوى الراسمالية العالمية ، التى ترى ان صناعة السياحة العربية كانت خلال سنوات قليلة قادمة سوف تشكل خطرا حقيقيا على صناعة السياحة العالمية وتتنافس مع اعتى دول محاور السياحة الدولية ، وهو الامر الذى ترفضه شكلا وموضوعا حتى لاتذهب عائدات لاتقل عن 260 مليار دولار الى الشعوب العربية تثمل حوالى 25 % من حجم الايرادات العالمية من صناعة السياحة العالمية التى تقدر بنحو تريليون دولار سنويا …!
اذن المطلوب بكل ببساطة ان تظل عائدات 22 دول عربية من صناعة السياحة لاتزيد بحال من الاحوال عن رقم ال 50 او 60 مليار دولار فقط ..!
ولاجدال ان توعية المجتمع العربى والانظمة الحاكمة بأهمية صناعة الامل والمستقبل " السياحة " كما اطلق عليها "الدكتور البلتاجى " شفاه الله وعفاه وزير السياحة المصرى الاسبق مهمة شاقة وعسيرة تحتاج لتضافر كافة الجهات العربية المعنية بشئون السياحة والاقتصاد والخبراء الفنيين والعلميين والوقف جنبا الى جنب لحماية السياحة العربية .. فتحية مخلصة الى هذه الجمعية الرائدة فى عملها واهدافها ، وكل الدعم الفكرى والمعنوى للجمعية الدولية لخبراء السياحة العرب فى نشاطها الحالى والمستقبلى .. لمشروعها الرائد والمقدر من السياحيين العرب .