بيروت "المسلة"… دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوزارات المعنية إلى "الاهتمام بالمسائل الآنية التي تجعل الموسم السياحي مزدهراً، لا سيما أن البدايات مشجعة"، وشدد على أن "كل الادارات يجب أن تكون في جهوزية لمواكبة الموسم السياحي والتشدد في منع المخالفات والاسراع في بتها، اذا وجدت، واقامة مكاتب سياحية مؤقتة في أماكن الاصطياف لمتابعة أي مخالفة".
وكان ميقاتي قد ترأّس إجتماع "اللجنة العليا للسياحة" قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومي بحضور أعضائها وزير السياحة فادي عبود، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، وزير الثقافة غابي ليون، وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير البيئة ناظم الخوري، فيما غاب وزيرا المال محمد الصفدي والأشغال العامة والنقل غازي العريضي. وخلال الاجتماع أكّد ميقاتي أن "الغاية من إحياء اجتماعات هذه اللجنة هي تأكيد الأولوية التي توليها الحكومة للشأن السياحي في لبنان، فهناك إرتباط للمسألة السياحية بأكثر من وزارة، لذلك كانت هذه اللجنة بهدف وضع استراتيجية سياحية تأخذ في الاعتبار كل النواحي المتعلقة بالسياحة في لبنان".
ولفت ميقاتي إلى أن "هناك معضلة السير"، فتمنّى على "وزير الداخلية مضاعفة الجهد في هذا الاطار، والتنسيق مع وزارة الاشغال ومجلس الانماء والاعمار في المناطق التي تشهد أشغالاً، لأنها تعوق حركة التنقل، وخصوصاً إلى مناطق الاصطياف". وبعد الاجتماع أشار الوزير عبود إلى أنه "تم البحث أيضا في تسهيل التأشيرات ودرس إمكان وضع التأشيرات في مطار بيروت لغالبية الجنسيات"، وأضاف: "أود أن أذكر بموضوع مهم هو أن في إمكان كل زائر للبنان من دول مجلس التعاون الخليجي، ان يحصل على تأشيرة من مطار بيروت، وقد طلبنا من وزارة الخارجية المساعدة على تعميم هذا الموضوع على السفارات كلها"، وأمل أن "يكون اللبنانيون المقيمون في الخليج على علم بالحملة الإعلانية التي وضعت في عدد من الصحف الخليجية حول هذا الموضوع".
وأشار عبود إلى أن البحث تناول أيضاً "موضوع الأمن الغذائي وموضوع المطاعم والفنادق، لأنه مهم جداً، وستكون هناك دوريات مشتركة من مصلحة حماية المستهلك في وزارة الإقتصاد والضابطة السياحية لضبط الأمن الغذائي والخدمات والنظافة وأسعار المطاعم"، وذكّر بأن الخط الساخن لوزارة السياحة هو 1735، والخط الساخن لوزارة الإقتصاد هو 1739، متمنياً "على أي مواطن أو سائح لديه مشكلة أن يستعمل حقه كمواطن".
إلى ذلك، إستقبل ميقاتي سفير إسبانيا خوان كارلوس غافو الذي قال بعد اللقاء: "عرضت مع الرئيس ميقاتي العلاقات بين بلدينا، واتفقنا على أن هذه العلاقات ممتازة سواء على الصعيدين السياسي والثقافي أو عبر مشاركة إسبانيا في قوات اليونيفيل، وحرصتُ على شكر دولة الرئيس على الزيارة التي قام بها للجنوب، والتي شجع خلالها مهمة قوات اليونيفيل عموماً والجنود الإسبان بشكل خاص تحت قيادة الجنرال أسارتا".
وأضاف غافو: "نرى أن الوضع في لبنان إيجابي بشكل عام، وأعتقد أنه من المهم وجود حكومة تتخذ قرارات وتعالج مشكلات اللبنانيين وتؤمن بالحوار وسيلة لحل المسائل الكبرى وتسيطر على الأمن في البلد، وهذا الأمر مهم جدا وتعرفون تماما موقف بلادي والبلدان الأوروبية الأخرى في ما يتعلق بهذه المسائل". ورداً على سؤال، أجاب غافو: "إننا مرتاحون إلى تصريحات رئيس الوزراء حول المحكمة الدولية وإلتزام الحكومة اللبنانية إحترام الشرعية الدولية، وفي الوقت الحاضر علينا أن ندع الحكومة اللبنانية تعمل".
هذا واستقبل ميقاتي القائد الجديد لقوات مراقبة الهدنة في لبنان الجنرال جوها كيلبيا الذي قال بعد اللقاء: "إن الهدف الرئيس من زيارتي دولة الرئيس ميقاتي هو التعريف عن نفسي، لكوني تسلمت منصبي أوائل شهر أيار الفائت، وقد تناولنا مسائل ذات اهتمام مشترك، وخصوصا ما يتعلق بعملنا وموضوع الخط الأزرق في الجنوب وحدود العام 1949 والتداخل بينهما".
كذلك إلتقى ميقاتي الأمينة التنفيذية للجنة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا "إسكوا" الدكتورة ريما خلف وعرض معها مجالات التعاون بين الحكومة اللبنانية والمنظمة الدولية.
واستقبل ميقاتي أيضًا رئيس لجنة الأشغال والطاقة النيابية النائب محمد قباني الذي قال: "كان الاجتماع مع دولة رئيس مجلس الوزراء ترجمة فعلية للتعاون المشترك بين الحكومة والمجلس النيابي في موضوع مهم هو حقوق لبنان الاقتصادية في مياهه، أي ما يعرف بترسيم الحدود البحرية وموضوع النفط والغاز"، مضيفاً: "نحن في صدد العمل المشترك لإنجاز مشروع قانون أو اقتراح قانون يقر في جلسة الثالث من آب في المجلس النيابي، وكذلك العمل على إنجاز الخطوات القانونية المتعلقة بالمنطقة الاقتصادية الخالصة".
وفي السرايا أيضاً وفد من الحزب "السوري القومي الاجتماعي" ضم الوزير علي قانصو، النائب أسعد حردان، ورئيس المجلس الأعلى في الحزب محمود عبد الخالق، وجرى عرض للتطورات.
وإستقبل ميقاتي سفيري لبنان في اليونان جبران صوفان وفي الفاتيكان جورج خوري وزودهما التوجيهات اللازمة.