القاهرة "المسلة"… أعلن حمد دحلان رئيس الغرفة التجارية السعودية ان مفاوضات سوف تجري خلال الشهر المقبل بين الرياض والقاهرة لاعادة احياء مشروع الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية والذي من المنتظر ان يمتد علي مسافة 50 كليومتر من خليج العقبة ويختصر مسافة السفر إلي 20 دقيقة فقط بتكلفة 3 مليار دولار.
وسوف تتولي احدي المجموعات الاقتصادية اقامته بحق انتفاع 50 عاما ثم يعود اشراف وملكية الجسر بين البلدين. ويحقق هذا الجسر طفرة في عمليات تبادل السلع والسفر والسياحة وخاصة تسهيل عمليات الحج والعمرة. واكد مصدر بمجلس الوزراء ان عصام شرف يولي اهتماما كبيرا باقامة هذا الجسر والذي رفض اقامته الرئيس مبارك بسبب ضغوط بعض رجال الاعمال وضغوط خارجية.
وأضافوا ان تأخر تنفيذ المشروع بسبب رفض الرئيس السابق مبارك له ونفيه لأي أخبار عن قرب تنفيذه ووصفها بأنها اشاعة يعد جريمة ضمن جرائمه الكثيرة في حق مصر والمصريين لأنه حرم مصر من الفوائد التي تعود عليها في اقامة هذا الجسر. ويقول خبراء الهندسة ان الجسر لن يضرب السياحة الأجنبية في مناطق شرم الشيخ بل علي العكس سوف يحقق تنمية اقتصادية شاملة لسيناء واقامة تجمعات سكنية تخدم العامين بالمناطق السياحية وطالبوا شرف باقامة المشروع في أسرع وقت.
ويؤكد عباس محمد الزعفراني الاستاذ بكلية التخطيط العمراني جامعة القاهرة ان فكرة انشاء جسر بري يربط بين مصر والسعودية ليست بجديدة فقد تم الاتفاق بين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز والرئيس مبارك عام 1988 علي انشائه عبر مضيق تيران بمدخل خليج العقبة في مصر وبين رأس حميد في منطقة تبوك بشمال السعودية لتقطع المسافة بين البلدين في 20 دقيقة.
ويضيف ان فكرة المشروع توقفت وعادت للظهور مرة ثانية بعد حادث غرق العبارة "السلام 98" التي راح ضحيتها أكثر من ألف مصري في فبراير 2006 واعلان الجانب السعودي عن بدء تنفيذ مشروع الجسر.. ولكن الرئيس السابق نفي ذلك وقال في تصريحات بالصحف ان تنفيذ الجسر مجرد اشاعة لا أساس لها من الصحة وليس هناك أي اتفاق لوضع حجر أساس المشروع..
وقال عن سبب رفضه للمشروع انه اختراق الجسر لمدينة شرم الشيخ يعني إلحاق الضرر بالعديد من الفنادق والمنشآت السياحية وافساد الحياة الهادئة والأمنية مما يدفع السياح للهرب منها. ويضيف ان هناك مشاكل فنية أيضاً ممكن التغلب عليها مثل عمق مياه خليج العقبة يمكن ان يزيد تكلفة الانشاء باقامة كوبري عائم بجوار الممر الملاحي واستخدام معدية بين الساحل المصري والسعودي لحين اقامة الاساسات الخراسانية علي أقرب جزيرة في وادي تيران. ويقول ان الجسر البري من المشاريع الاقتصادية الكبيرة طويلة الأجل ويجب الاسراع في تنفيذها لان وقف تنفيذ هذا الجسر من جانب الرئيس مبارك يعد جريمة لأنه حرم مصر من مليارات الجنيهات التي تعود لخزينة الدولة من تشجيع ونمو عائد اقتصادي بين البلدين مصر والسعودية لنقل البضائع والعمالة والحجاج والمعتمرين.
قول حزين أحمد حزين استاذ الطرق والمرور بهندسة القاهرة ان فوائد الجسر لا تعد ولا تحصي للبلدين مصر والسعودية وكذلك اختصار المسافة بينهما وبين مصر ودول شمال أفريقيا وبين دول شرق خليج العقبة ودول الخليج جميعا وسوريا والعراق والأردن حيث ان المسافة لا تتعدي 20 دقيقة ويصل طول الجسر عبر البحر الأحمر بطول 50 كيلومتراً ويتكلف هذا المشروع 3 مليارات دولار ولن تتحمل منها مصر أو السعودية أي تكلفة حيث تقدمت 7 شركات عالمية لتنفيذه بنظام الـ B.O.T.
ويقول مجدي صلاح الدين استاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان مشروع الجسر تعرض مرات كثيرة للظهور في وسائل الاعلام بقرب تنفيذه وخروجه للحياة ثم الاختفاء من جديد وبدون ان يُعرف السبب كذلك رغم أهمية هذا الشريان الحيوي لوقف نزيف الدم علي طريق الحج والعمرة البري بين مصر والسعودية بالاضافة إلي توفيره لراحة عشرات آلاف الحجاج والمعتمرين من ناحية اختصار الوقت الذي تستغرقه الرحلة حالياً والحد من استخدام العبارات مما يقلل من المخاطر التي تتعرض لها العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين.
ويقول عبد المحسن فاروق استاذ الطرق بهندسة المنصورة ان الجسر يعد مشروعاً عملاقاً يحقق أكثر من قيمة وأكثر من عائد سواء علي المستويين السياسي أو الاقتصادي منها تحقيق طفرة في التبادل الاقتصادي بين البلدين كالتوسع في تصدير السلع الغذائية والخضروات وكذلك تسهيل وتوسيع حركة السفر والانتقال والتي تقدر بالملايين سنوياً خاصة من جانب العاملين المصريين.
المصدر :الزمان