الطائف "المسلة"… نشط المجتمع المحلي بالطائف في معالجة التشوه البصري في الهدا والشفا اللذان يعدان من أبرز المواقع السياحية في المملكة تمهيدا لإحلال الجمال البصري السياحي بهذه المواقع من خلال حزمة من الأنشطة التفاعلية والاجتماعية أعدتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالإضافة لورش عمل مختصة لمعالجة التشوه مع قيادات ورجال وأعمال المحافظة..
وقد نفذت الهيئة خلال الأيام الماضية ورشتي عمل " السياحة تثري " تطرقت لاسهامات المجتمع المحلي في معالجة التشوه البصري في الهدا والشفا ، وتخلل الورشتان مجموعة من الرؤى والاقتراحات التي من شأنها احتواء التنافر في الألوان مع المحيط البيئي ، ونهضت الورشة بالعديد من المبادرات التي تؤسس لمشروع استراتيجي يهدف للقضاء على التشوه الحاصل نتيجة لاستخدام مواد بناء وألوان غير متجانسة مع الطبيعة المحيطة.
وخرجت الورشتان بعدد من الرؤى التي تساهم في الحدّ من ظاهرة التشوه البصري ، ومنها اطلاق برنامج طويل الأمد بمشاركة الإدارات الحكومية المعنية مع المواطنين للمساهمة في نشر الجمال البصري كما تم تنفيذه بمشروع معالجة التشوه البصري وتحسين ألوان المباني في منطقة وادي ذي غزال بالشفا ( وادي حرجل ).
في هذا السياق طالب مدير شرطة الهدا العقيد محمد العتيبي بسن نظام تشريعي يضبط العلاقة بين مقدم الخدمة والمستفيد ، وإيجاد نظام من شأنه تحديد نوع هذه الخدمة ليعرف كل طرف حقوقه مشيراً الى ان منافذ خدمية مهمة مثل الفنادق تحتاج إلى أنظمة واضحة ومقننة ، تسهل عملية تقديم الخدمة ، وإيجاد حلول سريعة لأي مشكلة طارئة أو قضايا تمس الطرفين.
وأبان أن أبرز الحلول التي تساعد على القضاء التشوه البصري في أماكن تقديم الخدمات السياحية هو وجود آلية تنفيذية نظامية تضبط عملية تقديم الخدمة ليستفيد منها الضيف والمضيف ، وتطرق لأبرز التحديات التي تواجه معالجة التشوه البصري في الطائف وهي مشكلة الأوقاف والأملاك التي تقف حائلا دون تطوير المناطق المستهدفة سياحيا في الطائف مقترحاً ايجاد آلية واضحة بين الجهات المعنية والتخطيط الحضري للمناطق المستهدفة من أجل المساهمة في تطوير منظومة الخدمات ومعالجة التشوه البصري مع وجود هذه الأوقاف بمشاركة المواطنين الذين يشكلون لبنة أساسية في إكمال دور الجهات الحكومية.
ومن جهته أكد الرئيس المساعد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حمد السفياني أن العقوبات الرادعة لممارسي التشوه البصري غير معلومة مشيراً الى ان من يمارس التشوه البصري في الأبنية والمواقع السياحية خصوصا من فئة المراهقين لا يعلمون العقوبات المترتبة على هذا السلوك ، ولو علموا مافعلوا ذلك ، وقاس ذلك على أنظمة واضحة العقوبة مثل نظام " ساهر " الذي بات معلوما لدى المجتمع ، وبالتالي انصاع قائدوا المركبات إلى نظامه الصارم ، ونادى السفياني بأهمية توفيربروشرات تعريفية للمواقع السياحية في الطائف ، وتوزيعها على المستهدفين سواء من فئة الشباب أو العائلات.
على ذات المستوى تعد ظاهرة التشوه البصري قضية تراكمية ناتجة عن تقليد معماري غير مرتبط ببيئة وثقافة المكان، إضافة لعدم توفر تخطيط حضري طويل الأجل، وتهدف المعالجة البصرية إلى تحسين ألوان المباني مع اختيار وتوزيع قائمة ألوان تتناسب مع البيئة الطبيعية للمحافظة عليها من التشوه البصري، وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد تعاونت أمانة الطائف لتنفيذ عدد من المشاريع التي تساهم في تجميل عروس المصائف وتطوير الخدمات السياحية ويتم متابعة هذه المشاريع مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ، حيث طلب سموه رفع تقرير دوري عن مراحل تنفيذ المشروع .
وقد تفاعل رجال الأعمال في المحافظة مع إعلان الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار بإنشاء صندوق لمعالجة التشوه البصري في منطقتي الهدا والشفا السياحيتين الناجم عن الدهان العشوائي للمنازل .. وقدم عضو الغرفة التجارية الصناعية في الطائف أحمد العبيكان مبلغ مائة ألف ريال دعما للصندوق ، كما قدم رجل الأعمال سفر النويشر مبلغ 50 ألف ريال ، فيما تنازل منظم المهرجان عيد السواط عن 50 في المائة من دعم الهيئة للمهرجان لصالح الصندوق ، كما سيتم دعم الصندوق الذي يرأسه محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر ويبلغ رأس ماله مليون ريال من عدد من الجهات الحكومية كمحافظة الطائف، هيئة السياحة، الأمانة، والغرفة التجارية.