بقلم جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
طمنونا علي مصر طمنونا.. انها العبارة التي ظللنا نسمعها من كل الأشقاء السعوديين الذين التقينا بهم.. سواء مسئولين علي أعلي مستوي أو مواطنين عاديين طوال الزيارة التي قام وفد السياحة المصري برئاسة وزير السياحة منير فخري عبدالنور واستمرت ثلاثة أيام.
كان الهدف من هذه الزيارة هو نقل صورة واضحة لما بعد ثورة ٥٢ يناير عن مصرنا الحبيبة. تركزت الأحاديث علي التأكيد بأن مصر بخير وآمنة بإذن الله وأنها جاهزة لاستقبالهم وكل الأخوة العرب بمشاعر الأخوة والحب والترحاب. معظم الذين قابلناهم وهم كثيرون وعلي رأسهم سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لهم ارتباطات قوية بمصر وشعب مصر كما أن لمعظمهم بيوت بها منذ سنوات طويلة. أنهم جميعا إما تلقوا تعليمهم بمصر أو أن المعلمين المصريين قد قاموا بهذه المهمة بالنسبة لهم في السعودية. أكدوا انهم جميعا ظلوا حريصين وطوال سنوات عمرهم علي زيارة مصر وقضاء اجازاتهم بها.
> > >
وفي أحاديثه المتبادلة ركز وزير السياحة علي ان مصر في حاجة إلي دعم ومساندة الأخوة السعوديين وكل الأخوة العرب سواء في مجال السياحة بقضاء الاجازات أو من خلال الاقتصاد بالعمل علي تعظيم استثماراتهم. أكد لهم ان مصر لا تدخر وسعا في تقديم التسهيلات للسياح العرب وأنها تدرك مدي ارتباطهم بمصر التي ينظرون إليها باعتبارها وطنهم الثاني. قال لهم إن كل الجهود موجهة لتوفير الأمن والأمان وتهيئة المناخ الذي يحقق للأخوة السياح السعوديين والعرب وعائلاتهم قضاء اجازات آمنة وممتعة. في هذا المجال وتجاوبا مع متطلبات السياحة العربية وعشقهم للسهر في ليل القاهرة الساحر. أشار الوزير إلي قرار إلغاء حظر التجول.. قال أن هذا الإجراء يؤكد عودة الشرطة المصرية إلي ممارسة مسئولياتها في الشارع واستثمار ما اشتهرت به من انضباط ومهنية في الحفاظ علي الأمن العام.
> > >
وعن المخاوف السائدة والتي عبرت عنها اللقاءات مع السعوديين علي كل المستويات كان هناك إجماع بأن منبع هذا الإحساس هو ما ينشر في الصحف وما يذاع في الإعلام المصري.. كان رد الوزير بأنه لا ينكر المبالغة والتجاوز في المعالجة الإعلامية.. مشيرا إلي أن الأمور في طريقها الآن إلي الهدوء بناء علي مراجعة النفس وتعظيم المصلحة الوطنية مع الالتزام بالأمانة والمصداقية. لم تقتصر حالة الخوف من الأوضاع السائدة علي السعوديين وحدهم ولكن لوحظ أيضا انها تثير أيضا قلق أعضاء الجالية المصرية والذين كانوا حريصين إلي أن يسمعوا من الوزير المصري ومن أعضاء الوفد ما يطمئنهم علي أحوال وطنهم وأهاليهم.
> > >
من ناحية أخري فقد كان هناك اتفاق عام بين جميع الأخوة السعوديين بأن هناك قصورا كبيرا في توصيل الإحساس بالأمن والاستقرار. قالوا انه كان من المفروض ان يكون هناك تكثيف للحملات الدعائية من خلال كل الوسائل الإعلامية خاصة المرئية وفي شكل رسائل مباشرة وغير مباشرة تعكس الصورة الحقيقية والواقعية علي الأرض.
وتجاوبا مع هذا الذي سمعه الوزير فقد حرص علي إجراء الاتصالات الفورية مع عمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط السياحي وأصدر إليه التعليمات بزيادة الجرعات الدعائية.. كما اتصل تليفونيا باللواء طارق المهدي عضو مجلس امناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون طالبا منه المساهمة في إلقاء الضوء علي أجواء الاستقرار في مصر خاصة بالنسبة للمناطق السياحية. طلب منه إذاعة لقطات ميدانية عن الأوضاع المستقرة في كل أنحاء مصر.. في القاهرة.. في الاسكندرية.. في الساحل الشمالي.. في مقاصد البحر الأحمر وجنوب سيناء بما يعكس الحياة الآمنة وعدم وجود أي مظاهر تؤثر علي استمتاع السياح بإجازاتهم.
> > >
إن أهم ما تم ملاحظته طوال زيارة وفد المسئولين السياحيين المصريين والتي اتسمت بالدفء هو اللهفة علي أخبار مصر.. الجميع يريدون أمن واستقرار مصر وتقدمها.. وهم قلبا وقالبا يحلمون بزيارتها ليستعيدوا أجمل الذكريات في ربوعها. إنها ستظل في نظرهم دوما .. أم الدنيا.
وللحديث بقية