بقلم :جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
جدال ان الاحوال السائدة علي الساحة من مشاكل وهموم تثير الشجن والحزن لدي كل الشرفاء في هذا الوطن. وقد أصبح شيئا عاديا ان يكون مثار أي حديث علي أي مستوي هو اثارة هذا التساؤل.. وماذا بعد؟! هل تستحق مصر أم الدنيا هذا الذي يحدث من ممارسات يذهب ضحيتها الأمن والاستقرار والاقتصاد القومي وكل شيء جميل علي أرضها؟!
هذه الصورة الحزينة كانت محورا للقاء الذي دعا إليه الهامي الزيات الرئيس المؤقت لاتحاد الغرف السياحية وحضره منير فخري عبدالنور وزير السياحة وجمع كبار المسئولين في وزارة السياحة ورؤساء الغرف السياحية ومجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين والاعلاميين المهتمين بالسياحة.. صناعة الأمل. شهد هذا اللقاء العائلي تبادلا للآراء ووجهات النظر في العديد من القضايا التي تهم هذا القطاع الذي تمثل عوائده ركيزة أساسية للتنمية ولاقتصادنا القومي.
< < <
تضمنت البداية الاشارة إلي احداث الفتنة الطائفية التي تمثلت في أعمال اجرامية استهدفت حرق بعض الكنائس في منطقة امبابة وما تلاها من أعمال اسفرت عن سقوط ضحايا والتي كان من الطبيعي ان تنعكس اثارها سلبا علي حركة السياحة التي كانت قد شهدت بعض التعافي. قال المتحدثون انه كان لهذه الاعمال غير المسئولة انعكاساتها الفورية التي تمثلت في تراجع الاشغال في الفنادق الي مستويات متدنية اقتربت من ال ٠١٪ بعد ان كانت قد ارتفعت الي حوالي ال ٠٥٪. هذا التطور يمثل موجة جديدة من الضغوط علي الاستثمارات السياحية التي تقدر بعشرات المليارات من الجنيهات الي درجة ان بعض الفنادق الكبيرة بدأت تفكر في اغلاق أبوابها. معني هذا.. تزايد المشاكل الاجتماعية نتيجة تسريح العمالة وارتفاع حجم البطالة والحاق اضرار جديدة بالاقتصاد القومي.
< < <
لمواجهة هذه المشكلة يقول وزير السياحة انه تتم حاليا اتصالات من أجل مساعدة المنشآت السياحية من صندوق الكوارث وتقديم بعض التسهيلات البنكية من خلال تدخل الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي. وقال الوزير الذي كان قادما ورئيس اتحاد الغرف من اجتماع مع وفد لشركات السياحة الروسية صاحبة اكبر حصة في حركة السياحة الوافدة الي مصر »٨.٢ مليون سائح »عام ٠١٠٢«. ان شرط روسيا الوحيد لعودة أفواجهم الي سابق عهدها يتركز في توفير الأمن والاستقرار. في هذا الاطار قال بعض المتحدثين انه قد تم اسقاط القاهرة والاسكندرية من أي من البرامج السياحية بفعل المظاهرات وأعمال الشغب والاعتصامات وممارسات التطرف التي مازالت تعطل سير الحياة وهو ما يعني خسائر بالملايين لكل المنشآت السياحية من فنادق ووسائل نقل ومطاعم ومحلات تجارية.
وقبل الدخول في مزيد من المظاهر القاتمة لما تشهده الساحة السياحية وقف الخبير السياحي عادل زكي ليعلن رغم مظاهر هذه الأزمة الطاحنة التي تتعرض لها صناعة الأمل.. بانه ومشاركة وتجاوبا وتعاطفا مع ثورة ٥٢ يناير قررت كل من غرفتي السياحة والفنادق دعوة ٠٣ من اسر الشهداء لاداء العمرة مع التكفل الكامل بجميع المصاريف. قال ايضا ان أحد رجال الأعمال تبرع مع عدم ذكر اسمه ب ٠٠٥ ريال يوميا لاعضاء هذا الوفد لتغطية جانب من مصاريفهم خلال هذه الرحلة الروحية.
< < <
وتواصلا للتأكيد علي أهمية المشاركة في المسئولية للخروج بمصر إلي بر الامان طالب وزير السياحة الإعلام المصري بكل انشطته بمراعاة الله في وطنه وأن يكون في تعامله مع الاحداث وسيلة بناء وليس معولا للهدم وداعيا للاثارة وان يعمل علي التهدئة ونشر الحب والوئام وتعظيم الشعور بالانتماء الوطني. أضاف ان المستقبل مفتوح أمام مصر وان الخريطة السياحية في العالم لا يمكن ان يكون لها وجود بدونها. قال ان من مؤشرات التفاؤل السياحي قيام شركة توماس كوك العالمية بعقد مؤتمرها السنوي في شرم الشيخ خلال الأيام القادمة بمشاركة ٠٠٢١ من مديريها في كل انحاء العالم. كما أعلن القيام بالتوسع في الحملات الترويجية ودعوة رجال الاعلام لزيارة مصر. اشار الي العمل علي حل مشاكل التحفيز لرحلات الطيران العارض. أكد ان الجهود لا تتوقف من اجل تنشيط السياحة العربية.
الاحاديث في اللقاء كانت طويلة ومهمة ولان المكان لا يتسع فإنني استأذن في تأجيل بعض جوانبه الي مقال قادم بإذن الله.