Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

طاقية الاخفاء … بقلم جيهان عزمى

 

 

 

 

 

بقلم : جيهان عزمى

 

ماذا ستفعل لو امتلكت طاقية الإخفاء؟ أكيد ممكن تحاول استخدامها في خير ليك أو لغيرك … من وجه نظرك .. لكن بعد ان تعتاد عليها و تتيقن انك غير مرئي و لن تحاسب علي اي فعل لأنك تلبس هذه الطاقية العجيبة و تستشعر قوتك، و انت مختفي وغير قابل للحساب فسوف يخرج هذا الشعور أسوأ ما فيك.

 


فأكيد ستتلصص علي غيرك و ستحاول معرفه اسرار الآخرين، و أكيد ستمتد يدك لتأخذ ما ليس لك ولا من حقك، وعندما يطرح اي موضوع للنقاش ستدلي بدلوك فيه وستتشبث برأيك ليقينك انك تعلم و تري ما لم يستطع غيرك علمه نظرا لإمتلاكك هذه الطاقية الملعونة.

 


أكيد لن تهتم بأي ضوابط او اخلاق او معايير دينية او مجتمعية لأنك أصلا لن تحاسب …


ماذا يحدث لو استطاع آخرون الحصول علي تلك الطاقية الملعونة ؟؟؟

 


أكيد سوف يتبارى هؤلاء في كسر كل القواعد و كل المعايير الأخلاقية و الوطنية ليثبت كل واحد منهم انه يستطيع عمل ما لم يستطعه غيره، و لتذهب الأخلاق و القيم و المبادئ و حتي الوطن للجحيم … و ستصبح الطاقية الملعونة هي المصدر الأول والأخير للسعادة و الشعور بالزهو و ايضا للاستيلاء على المعلومات و التعبير الخاطئ عن اي رأي مهما كان لأنهم ببساطة لن يحاسبوا …

 

هذه الطاقية الملعونة هو الإنترنت و الفيس بوك … هذا العالم الموازي الذي من خلاله فقدنا اخلاقنا و وطنيتنا ايضا …

 


أصبحت لكل منا اكثر من شخصية .. فهذا المحترم المتدين هنا علي صفحته هو فالحقيقة حشاش و سباب، وهذا المتحدث عن الوطن وما يجب ان نفعل تجاهه يبحث و بشتي الطرق عن فرصة للهجرة، وهذا المتشدق بأسلوب إدارة الوطن لا يستطيع ادارة منزله حتي .. و و و و ……

 


نكتب مالا نفعل و نمزق أنفسنا و نشمت في بعضنا البعض و نأجج الخلافات و نبحث في النفوس … و لم لا؟ بما اننا لن نحاسب
نتفه من أمور عظيمة … و نعظم أتفه الأشياء … ولم لا؟ نحن لن نحاسب  نشكك في نزاهة بعض و وطنية بعض و نطعن بعضنا البعض و لم لا؟ نحن لا نحاسب

 


استطعنا و الحمد لله ان نجعل المصريين مائه حزب و في مائة اتجاه …
إسلامي .. ليبرالي … رجعي .. تقدمي … فلول … ثورجي .. وطني … خائن …. ساداتي … ناصري …. جيش …. عسكر … متواطئ. .. حر … عبد .. سيساوي … اخوان … اهلاوي … زملكاوي … عوكشاوي …. مرتضاوي … مع عودة الجماهير للمدرجات … او ضدها … مطبلاتي … معارض … و و و و ….

 


ماذا حدث لنا ؟؟؟؟؟؟ أي كارثة حلت بنا تجعلنا نفعل هذا بأنفسنا؟ بل أي لعنة؟
بما اننا لن نحاسب فلنفعل ما نشاء … و نقول ما نشاء؟

 


نلبس مائة وجه و نحبط الناس كما نشاء … نأخذ اي عنوان من أي صفحه ع الإنترنت و نجعل منه خبر حقيقي نتداوله علي صفحاتنا بل ننتظره في برامج التوك شو ليلا علي مائة قناة … و لم لا؟ فنحن لن نحاسب

 


زمان القريب جدا كنا نشعر بالأمان ببعض مجرد انك تمشي بأي مكان فيه ناس كنا مطمئنين لأن هؤلاء الناس سيحمونك ان حدث لك اي مكروه .. اما الآن هؤلاء الناس سيترقبون هذا المكروه حتي يصوره من مائة زاوية كي يرفعونه علي الإنترنت، و لن يشغلهم أبدا حمايتك أو الذود عنك بل سيشغلهم اكثر بكثير جدا عدد الليكات و الشيرز اللي ممكن يجنوه من محنتك …

 

حتي العلاقات الحميمة الشرعية منها، وغير الشرعية فلنصورها و نرفعها علي النت … فهذا يبتز و هذا يتباها و هذا ينتقم … و لم لا؟ فنحن لن نحاسب

 

حاسبو انفسكم علي ما تقترفوه … حاولو ان تستعيدو اخلاقكم … و مصريتكم التي ان ضاعت لن تعود ..!

 

 

 


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله