بقلم جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
هناك توقع بأن كل الدول العربية سوف تعاني خلال الشهور القادمة وحتي نهاية شهر رمضان القادم من مشكلة تناقص وانحسار السياحة العربية نتيجة انعكاسات أحداث الثورات التي كانت مسرحا لها. تشمل هذه القائمة مصر وسوريا ولبنان وتونس واليمن. ربما تتحسن أوضاع السياحة البينية العربية في نهاية العام ولكن بعد أن يكون موسم الاجازات قد انتهي وهو ما يعني استمرار عملية التراجع. كل المؤشرات تقول ان مواطني الدول العربية المصدرة للسياحة سوف يعانون من حالة التردد في السفر إلي هذه الدول نتيجة القلق السائد في المنطقة العربية بشكل عام.
>>>
أمام هذا الوضع فان العاملين في شركات السياحة والطيران في هذه الأسواق السياحية العربية التي تشمل المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات وقطر وعُمان يقولون ان هناك اتجاها وفقا للحجوزات والاستفسارات بقيام قطاع كبير من أبناء هذه الدول بقضاء جانب من إجازاتهم في الدول الأوروبية وفي تركيا وفي دول جنوب شرق آسيا. اذن فانه وبناء علي هذه المعلومات فان أحداث الثورات في الدول السياحية العربية قد جاءت لصالح السياحة في هذه الدول غير العربية التي سوف تحظي بالنصيب الأكبر من حركة السياحة العربية هذا العام.
>>>
ورغم ما أعلنه منير فخري عبدالنور وزير السياحة من مبادرات واستعدادات لاستقبال السياح العرب والتي تشمل استمرار مهرجان الفوانيس الذي نظمته هيئة تنشيط السياحة وحقق نجاحا كبيرا في رمضان من العام الماضي وإقامة بعض المناسبات الجاذبة للسياحة العربية الا ان الشيء المؤكد ان العائد لن يكون بالصورة التي نتمناها.
ان ما يذاع وما ينشر حول بعض التطورات التي افرزتها ثورة ٥٢ يناير رغم كل ايجابياتها مازالت تمثل عاملا غير مشجع للسياحة العربية. يأتي علي رأس العوامل السلبية المؤثرة ما يتردد حول الأمن والاستقرار وما ينشر عن الحوادث التي تقع والاضرابات والاعتصامات. ولان السياحة العربية تتركز بشكل رئيسي في القاهرة ثم الإسكندرية التي تقع فيها هذه الأحداث فانه من الطبيعي ان ينعكس ذلك علي توافد السياح العرب.
>>>
وتقول احصائيات العام الماضي ان عدد السياح العرب الذين زاروا مصر كانوا في حدود ٢ مليون و٠٢٩ ألف سائح بزيادة ١١٪ عن عام ٩٠٠٢.. ونتيجة لأحداث الثورة وتمشيا مع حالة الانحسار السياحي العام فقد بلغ عدد السياح العرب خلال شهري يناير وفبراير من هذا العام ٦٥٨.٠٨١ ألف سائح بانخفاض بلغ ٢.٤٣٪ حيث كان هذا العدد في نفس الفترة من العام الماضي »٠١٠٢« ٠٧٨.٤٧٢ ألف سائح. ووفقا للاحصائيات المعلنة فان سياح ليبيا الذين زاروا مصر عام ٠١٠٢ كانوا ١٥٤ ألف سائح أي حوالي سدس مجموع عدد السياح العرب أي ما يساوي ٥.٦١٪ بينما بلغ عدد سياح السعودية ٥٧٣ ألف سائح حوالي ٤١٪. وفي شهر مارس الماضي انخفض تدفق السياح العرب بنسبة تتراوح ما بين ٦،٢٧٪ و٣،٧٢٪ عن نفس الشهر من العام الماضي. بالطبع فانه وبعد الأحداث الدموية والحرب الدائرة علي أرض ليبيا فانه لن تكون هناك حركة سياحية قادمة منها هذا العام.اذن وبناء علي هذه الظروف فانه من غير المتوقع ان يكون هناك موسم سياحي عربي هذا العام.