بقلم : خالد صلاح عطية
ما يحدث في مصر الآن كان حلما لم يتخيل المصريون جميعا أنه سيتحقق في يوم من الأيام.. رغم أن الجميع كانوا يشعرون ان التغيير قادم لامحالة.. فقبل اندلاع ثورة 25 يناير كانت صور مبارك وزوجته والوريث تتصدر دائما الصفحات الأولي وعددا كبيرا من الصفحات الداخلية لمعظم الصحف المصرية.. فالي جانب مبارك الأب.. كان جمال الذي يحلم بتحقيق حلم التوريث.
ويضحي من أجله بكل غال ونفيس في هذا البلد ليضمن الوصول إلي الكرسي.. وخرج علينا بشعارات عديدة للحزب الوطني. وكان آخر هذه الشعارات "من أجلك أنت" وكان يخاطب بها المواطنين في حين ان من اختار له هذا الشعار كان يقصد به جمال مبارك نفسه أي أن كل ما كان يحدث في مصر هو من اجله هو وليس من أجل الشعب المصري.. هذا الشعب الذي تمسك بالصبر لسنوات طويلة امتدت 30 عاما من حكم مبارك..
وظل يحلم بتحسن الأوضاع الاقتصادية. عاما بعد عام وشبع من ربط الاحزمة التي كان يطالب بها رؤساء الحكومات المتعاقبة.. وكانت الدولة تعمل علي ابعاد الشعب عن العمل السياسي.. أو حتي محاولة التفكير في مستقبل مصر عن طريق تفجير قضايا وهمية بصفة مستمرة تلهي أفراد الشعب عن التفكير في مستقبل الحكم في مصر.. الي جانب تكبيل الاسر بالمشاكل المالية المستمرة عن طريق زيادة وارتفاع اسعار كافة السلع والخدمات والدروس الخصوصية مما يجعل رب الأسرة في حالة انشغال دائم بتوفير لقمة العيش ومتطلبات الحياة.. فتجده يخرج من وظيفته الصباحية ليلتحق بأخري مسائية ولا يصل لمنزله الا للنوم.. فلا يجد وقتا للتفكير في هموم وطنه.. ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل كانت هناك العديد من الوسائل والطرق التي تمكن بها النظام السابق من إلهاء الشعب عن التفكير في المستقبل الذي وعدنا مبارك في برنامجه الانتخابي عام 2005 بأننا سنعبر اليه..
ولكنه لم يتمكن من العبور حتي بمفرده لجموده وعناده ولتأثره بفكر زوجته الذي انحصر في قضية التوريث لتظل علي عرش مصر لسنوات عديدة قادمة ولكن الله يمهل ولا يهمل.. فحلم التوريث رفضه الشعب المصري عن بكرة أبيه.. ولم تتمكن اسرة مبارك من تحقيقه او تمريره علي الرغم من كل التآمر والتلاعب الذي بذلته الاسرة في سبيل ذلك.. وانتفض الشعب المصري في 25 يناير ليحقق حلما كان الجميع يظن انه لن يتحقق..
وانتهي مبارك وعائلته.. ولم يكتف الشعب المصري بذلك بل طالب بحقه الاصيل في محاسبتهم وهو ما حققته القوات المسلحة التي وقفت لتحمي الثورة منذ اليوم الأول.. لايمانها بحق المواطن المصري في الحياة بحرية في ظل العدالة الاجتماعية.. وسبحان الله الذي امد في عمر الرئيس السابق حسني مبارك ليري النتيجة لعناده وغروره وتشبثه بالسلطة طول 30 عاما.. وبعد ان كانت اخبار فتوحات وانجازات عائلة مبارك تتصدر الصفحات الأولي لمختلف الصحف يوميا.. اصبحت اخبار التحقيقات والكشف عما نهبته من أموال الشعب المصري هي المتصدرة للمشهد وسبحان الله المعز المذل.