حلب / المسلة
قالت وكالة الأنباء الصينية في تقرير لها أمس إنه ليس من الغرابة بمكان أن يتغنى الشعراء فيما مضى من الزمان بمدينة حلب السورية التي كانت وما زالت حاضرة ثقافية وتجارية مهمة وليس مستغربا أن تكون ايضا محطة لقوافل طريق الحرير مضيفة أنه ما أن تذكر حلب وقلعتها حتى يبادر إلى ذهن القارئ بلاط سيف الدولة الحمداني الذي حكمها انذاك والأمجاد التي عاشتها تلك المدينة في العهود الغابرة .
وأشارت الوكالة إلى أن اسم مدينة حلب اقترن بقلعتها فبات الاثنان وجهين لعملة واحدة وقالت إن قلعة حلب تعد معلما سياحيا من أجمل المعالم الأثرية في المدينة لما تحمله من طابع معماري فريد أدهش خبراء الآثار والمهندسين المعماريين في روعة البناء كونها الأكثر تحصينا ومنعة وهي من أقدم القلاع في العالم وأكبرها وتنتصب فوق رابية تتوسط المدينة.
وقال فوزي شعبوق مسؤول قلعة حلب لوكالة شينخوا إن القلعة محاطة بخندق مياه وهضبة مرصوفة بحجارة ملساء وسور ارتفاعه 12 مترا مشيرا الى ان مساحتها نحو خمسة هتكارات وتحتوي على جوامع وأسواق وحمامات وكل متطلبات الحياة.
وأشار شعبوق إلى أن الحفريات التي جرت داخل القلعة أسفرت عن اكتشاف معبد و25 تمثالا تعود للالف الاول قبل الميلاد كما وجدت في حفريات القلعة آثار الآراميين التي تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد وهي محفوظة في متحفي حلب والقلعة.
وأضاف أن القلعة خربت نتيجة الحروب والزلازل التي شهدتها المدينة وأعاد بناءها الملك غازي ابن القائد العربي صلاح الدين الايوبي 1209. من جانبه أكد الدليل السياحي عدنان الحموي انه باستطاعة زائر القلعة أن يرى الطراز العسكري العربي بشكل واضح فيها من حيث الأبراج والأسوار والتحصينات .
وقال الحموي في تصريحات لوكالة شينخوا إن السور الذي يحيط بالقلعة يحتوي على 44 برجا دفاعيا من أحجام مختلفة طوله حوالي 900 متر وارتفاعه حوالي12 مترا ودعم بأعمدة حجرية ثبتت بشكل عرضي بمسامير حديدية موءكدا ان حجارة السور الكبيرة تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي اما الحجارة المتوسطة فهي من العهد الأيوبي أما الصغيرة فمن العهد المملوكي .
ولعل أجمل ما في القلعة مدخلها الرئيسي الشهير ويتألف من جسر حجري محمول على قناطر يوصل إلى البرج الأول الذي يقع وسط الخندق ويعطي شعورا بالرهبة لارتفاعه ومنعته ويفضي البرج إلى جسر حجري آخر محمول على ست قناطر حجرية لنصل بعدها إلى واجهة كبيرة عملاقة مبنية بحجر مزخرف وتبرز منها فجوات طويلة ذات عرض محدود ترمى منها السهام وبعد اجتياز الدرج صعودا نصل إلى قاعة العرش التي هي آية في الجمال والفن والفخامة .
وتعد قاعة العرش من أهم الأوابد الأثرية في سورية إذ يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع الميلادي وتقع فوق برجي مدخل القلعة الرئيسيين وقد تم كساء القاعة بأحد عشر سقفا مزخرفا بزخارف نباتية منها أربعة ذات أعمدة من الطراز المعروف بالعجمي أما جدرانها فأحيطت بإطار خشبي ضمت حشواته مختلف أنواع زخارف الخط العربي كما كسيت أرض القاعة بالمشقفات الرخامية ذات الأشكال المختلفة المأخوذة من الدور الحلبية الأثرية وتتوسط القاعة بحيرة ماء أيوبية الطراز نقلت من دمشق.
كما تضم القلعة متحفا يعرض التحف الأثرية التي نجمت عن التنقيبات الأثرية فيها. وختمت وكالة الانباء الصينية تقريرها بالقول وهكذا نجد أن قلعة حلب تعد سفرا من التاريخ ففيها وعبر ردهاتها تشم رائحة الماضي التليد وتسمع صهيل الخيول وصليل السيوف ومن على شرفاتها تستطيع أن تشاهد صورة ولا أروع عن مدينة حلب الشهباء ومعالمها.