ليس هناك ما يقال تعليقا علي مؤشرات الشهور الأولي من هذا العام حول حركة السياحة الوافدة سوي الحمد لله والشكر لله. الإحصائيات المعلنة تشير إلي زيادة بنسبة كبيرة سوف تعوض نقص العام الماضي والذي حقق ارتفاعا في المعدلات عن عام 2005 يقدر ب5.5 % . ان ما يدعو إلي التفاؤل ان الاقبال السياحي لا يقتصر علي الشهور الثلاثة من هذا العام وإنما يمتد ووفقا للحجوزات المؤكدة إلي الشهور التالية وحتي نهاية الصيف وهو ما سوف يسمح بالتواصل بين السياحة الدولية وبين موسم السياحة العربية. خلال الاسابيع الماضية لم يعد الاشغال العالي للفنادق مقصورا علي الغردقة ومرسي علم فحسب ولكنه أصبح يشمل شرم الشيخ والأقصر والقاهرة حيث بلغت نسبة هذا الاشغال اكثر من100 % . إذا استمر التدفق السياحي عند المعدل المرتفع حتي نهاية هذا العام فانه من المتوقع باذن الله ان يتجاوز عدد السياح الذين سوف يفدون علي مصر عام 2007 ال10 ملايين سائح. هذا يعني ان الخير سوف يعم ويطول الملايين من المواطنين الذين يحصلون علي لقمة عيش شريفة نتيجة كل نجاح يحققه الموسم السياحي. من جانب آخر فان زيادة الطلب علي مصر سيكون عاملا هاما لتشجيع أصحاب المشروعات الفندقية علي الاسراع في تشطيبها لاستقبال الوافدين الجدد.. وهو ما سوف ينتج مزيدا من فرص العمل الجديدة لعشرات الآلاف من الشباب. ليس جديدا القول بان هذا النجاح السياحي تمتد اثاره الايجابية إلي كل مظاهر الحياة سواء كانت صناعية أو تجارية أو خدمية.. بما يعني في النهاية رواجا اقتصاديا وموردا واسعا للعملات الحرة التي نحتاجها لاستيراد احتياجاتنا من الخارج. رغم ان مصر بإمكانياتها الحضارية والتراثية والمناخية تعد مقصدا سياحيا مطلوبا الا ان العدالة تقتضي الاعتراف بأهمية الجهود التي قامت وتقوم بها أجهزة التنشيط السياحي المصري داخليا وخارجيا من خلال تعاقداتها مع الشركات المتخصصة في مجال الدعاية السياحية وكذلك نشر الوعي السياحي بين جماهير المواطنين علي جميع المستويات. هذه الخطة بالاضافة إلي المشاركة الخلاقة بين أجهزة السياحة المصرية ومنظمي البرامج السياحية في الخارج من خلال تمويل حملات الدعاية أدت إلي بناء جسور الثقة التي ساهمت في تنظيم التعاون لصالح جذب السياحة الخارجية. ولا يمكن الحديث عن هذه الحملات الدعائية دون الاشارة إلي أهمية المشاركة في المعارض والأحداث السياحية الدولية والتي تعد فرصة للاتصال المباشر وكذلك الدعاية لمصر من خلال التواجد المشرف.. الاشادة بمثل هذا النشاط لا تمنع من انتقاد الصورة المتكررة والعادية للمشاركة في هذه الأحداث والمعارض والتي قد لا تليق باسم مصر ولا تتفق مع إمكانياتها.. أعلم ان عدم اثراء هذه المشاركات انما يعود في معظم الاحيان إلي ضيق ذات اليد ولكنني ارد أن العائد المحقق والذي يتوافق مع مستوي هذه المشاركة يمكن ان يعوض أي إنفاق مهما بلغ.. في اعتقادي ان ارتفاع مستوي الادراك لدي قطاع الاعمال السياحي المستفيد الأول من تعاظم الحركة السياحية سوف يدفعهم إلي مضاعفة مساهمتهم في تمويل موازنة الدعاية وكذلك مصاريف المشاركة في الأحداث والمعارض الدولية. لا جدال ان أي نجاح للموسم السياحي سيعود الفضل فيه إلي الشعب المصري الذي سيحظي أيضا بالجانب الأكبر من عائده.. بقي ان تتسم ضيافتنا لهؤلاء السياح بالكرم ونابعة من تعاليم ديننا وقيمنا وتقاليدنا التي تدعو إلي اكرام الضيف. بحث متقدم