* منذ أسابيع نشرت هنا تقريرا من دبي عن حجم مشاريع الإستثمار السياحي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعدته شركة ريد للمعارض في إطار استعدادها لإقامة معرضها الأول لمشاريع التطوير والاستثمار السياحي TDIM)” . والذي سيقام في دبي في الفترة من 20- 22 يناير ..2008 وقد كشف التقرير أن قيمة المشاريع السياحية التي سيتم تنفيذها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عشر سنوات حتي عام 2017 ستفوق 5.1 تريليون درهم إماراتي.. ويصل نصيب منطقة الخليج العربي منها إلي تريليون درهم.. أي ما يعادل 90% من إجمالي المشروعات المعروضة حتي الآن “الدولار ½ نحو 65.3 درهم”. * وقد أشار التقرير المذكور إلي أن دولة الإمارات وحدها تستحوذ علي نحو 70% من هذه المشروعات بما يعادل 858 مليار درهم.. وتسهم إمارة دبي وحدها في هذا المبلغ بأكثر من النصف.. حيث تقدر مشروعاتها في هذه الفترة بنحو 450 مليار درهم. * وذكر التقرير أن المشروعات السياحية في كل من مصر والسودان وتونس والمغرب خلال السنوات العشر من 2007 حتي 2017 تقدر بنحو 128 مليار درهم.. أما المشاريع المعروضة للتنفيذ في كل من لبنان وسوريا والأردن فتقدر بنحو 77 مليار درهم. * وقد قرأت منذ أيام تقريرا آخر عن حجم الإستثمار العقاري في مختلف أنحاء العالم.. وهو تقرير منسوب الي مؤسسة “جونز لانج لاسالي” ومقرها سنغافورة.. ويشير التقرير الي أن قيمة هذه الاستثمارات خلال النصف الأول من العام الحالي وصل الي 382 مليار دولار بزيادة نسبتها 17% عن نفس الفترة في العام الماضي. * ويوضح هذا التقرير أن حجم الإستثمارات العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية وصلت الي 171 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي بزيادة 32% عن نفس الفترة من العام الماضي.. وأن أوروبا وصلت فيها هذه الإستثمارات الي 157 مليار دولار بزيادة نسبتها 4%.. وفي آسيا والمحيط الهادي وصلت هذه الإستثمارات الي 55 مليار دولار بزيادة نسبتها 12% من نفس الفترة من العام الماضي. * ويذكر التقرير أنه بالنسبة لأوروبا فإن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تحقق نحو ثلثي النشاط العقاري في القارة الأوروبية للمباني التي تزيد أسعارها عن خمسة ملايين دولار. * ويري هذا التقرير أن كل المؤشرات تشير إلي مزيد من الازدهار في سوق الاستثمار العقاري في السنوات القادمة. وواضح أن العالم كله يشهد رواجا في سوق العقارات.. وهو ما نلحظه في مصر في السنوات الأخيرة.. حيث بدأ الإقبال علي نمط سياحة الإقامة.. من خلال ما يسمي ببيوت الإقامة.. أو البيت الثاني.. وقد تزايد الطلب من جنسيات عديدة علي هذه البيوت في كثير من المنتجعات المصرية. * وقد قال زهير جرانه وزير السياحة ان الطلب يتزايد علي هذا النوع من السياحة وأن وزارة السياحة تروج له وتشجعه وتتوقع اتجاها تصاعدياً كبيراً في السنوات القادمة من جنسيات أوروبية عديدة في مقدمتها السوق الانجليزي الي جانب السوق العربي بطبيعة الحال.. أما الاستثمار في هذا المجال فهو متزايد.. وقد بدأت مصر تستقبل شركات عربية عملاقة تدخل السوق وتستثمر فيه مليارات من الجنيهات.. وهناك مشروعات لم يعلن عنها بعد تدرسها عدة شركات عربية. * ولابد أن الترويج لهذا السوق يقتضي اعداد دراسة عن حجم الاستثمار في السوق العقاري والسياحي في مصر. والفرص المتاحة في مختلف المناطق القابلة للنمو.. والقابلة أيضا للاستثمار.. ولعل أحد بيوت الخبرة المصرية.. وهي كثيرة.. يتكفل بوضع هذه الدراسة التي لابد من وجودها ونحن نسعي الي جذب مزيد من الأموال المتوفرة والجاهزة للإستثمار وخاصة من السوق العربي. لبنان أبقي من الجميع * يبدو أن هناك “طبخة” ما يجري إعدادها في لبنان.. فمؤتمر الحوار الذي عقد في باريس مع قيادات الصف الثاني من الأطراف المتصارعة في لبنان.. ثم لقاءات أحمدي نجاد في دمشق مع الشيخ حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.. وكذلك لقاؤه بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. كل هذا يشي بأن هناك شيئاً ما يجري الإعداد له.. أو التأكيد عليه. * وإذا كانت الموقف في فلسطين مرشح لاحتمالات عديدة.. أحدها أو أقواها أن يظل مجمداً لسنوات قادمة.. تنفرط خلالها حبات ما بقي من عقد القضية الفلسطينية.. أو أن يتم فرض حل في المنطقة يكون أيضاً بمثابة إنهاء لهذه القضية.. فلن يكون بالتأكيد كما يشتهي أصحاب القضية.. فإن الموقف في لبنان لا يتحمل المزيد من الانتظار.. وسبتمبر علي الأبواب.. والاستحقاق الرئاسي علي الأبواب حيث لابد من انتخاب رئيس جديد يتوافق عليه اللبنانيون. وترضاه دول الجوار ذات العلاقة وعلي رأسها سوريا.. فإن الصورة لا تبدو مريحة في ظل تأخر الحسم في حرب نهر البارد التي يحاول مخربو فتح الإسلام مدها إلي خارج المخيم.. بإطلاقهم صواريخ الكاتيوشا علي القري اللبنانية * ومع هذا كله لابد أن يكون هناك ضوء في نهاية النفق اللبناني.. فإن الشعب اللبناني يريد أن يعيش.. وقد ضاق بسياسييه جميعا.. وقد أتيح لي خلال آخر زياراتي لبيروت في أبريل الماضي.. وقبل أحداث نهر البارد.. أن أقوم لنفسي بعملية استطلاع رأي صغيرة لنوعيات مختلفة من الشعب اللبناني حول الأوضاع القائمة.. وهي بطبيعة الحال لرجل الشارع العادي بخلاف الفئات الموالية أو اللصيقة بأطراف الأزمة اللبنانية. فكان هناك شبه إجابة واحدة هي أن الشعب قد ضاق بسياسييه. وانه يريد أن يعيش ويمارس حياته.. وأن لبنان قد عاني وقاسي الكثير من أصحاب الأجندات أياً كانوا.. وإن لبنان يشهد هجرة من أبنائه علي كل المستويات. وتفريغ للبنان من كفاءاته الذين ضاقوا بعدم الاستقرار وضيق المعيشة. * وكان كل اللبنانيون يأملون أن يحسم الموقف السياسي قبل موسم الصيف من أجل السياحة التي يعيش عليها لبنان.. وكان أصحاب المؤسسات السياحية والمنشآت الفندقية يأملون أن يأتي صيف يعوضهم عما ألم بهم من كوارث وخسائر اقتصادية نتيجة الحرب اللبنانية الإسرائيلية التي بدأت مع بداية الموسم الصيفي في عام 2006 فقضت عليه.. كانوا يأملون أن يعوضوا بصيف 2007 ما حرموا منه في صيف 2006 نتيجة الحرب.. ولكن الأمور في لبنان تطورت من الأزمة السياسية التي جمدت كل شيء.. إلي أزمة نهر البارد وقتلة فتح الإسلام وتفجير الأزمة التي يعيشها لبنان حتي الآن.. ثم عمليات التفجير والاغتيال.. كل هذا كان كفيلا بهرب الكثير من الحركة السياحية بعيدا عن لبنان.. واستمرار المعاناة لصيف آخر. * وقد أسعدني أن أقرأ أن اللبنانيين حسموا أمرهم وقرروا إعادة الحياة إلي منطقة وسط بيروت.. منطقة السوليدير.. والتي كانت تعج بالحياة مع مئات المطاعم والمقاهي ومحلات التسوق والتي كانت أقفرت من روادها نتيجة الأزمة اللبنانية.. وقرب منطقة الاعتصام منها.. والاجراءات الأمنية المشددة التي تحد من الحركة في المنطقة.. والذي أدي إلي شلل الاقبال علي المنطقة التي تعج بالسائحين واللبنانيين.. أقول تشجع اللبنانيون وأعادوا الحياة إلي قلب بيروت.. وافتتحوا ما يمكن أن يكون مهرجانا للصيف حضره أغلبية من اللبنانيين وقلة من السائحين.. ولكنها بداية نأمل أن تستمر.. وتعود الحياة رغم فتح الإسلام.. ورغم الانفجارات.. ورغم اختلاف الساسة اللبنانيين.. فلبنان أبقي من الجميع ولعل الفرقاء يحزمون أمرهم.. وينهون خلافاتهم.. ويعيدون إلي لبنان هدوءه وصفاءه. بحث متقدم