كتب / جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريينستبقي بورصة برلين للسياحة والتي بدأت خطواتها الأولي في الترويج لصناعة الأمل عام ٦٦٩١ -أي منذ ٣٤ عاما- الحدث الاعظم في عالم السياحة، هذه الحقيقة تؤكدها الأرقام والاحصائيات القياسية التي تتناول عدد الدول والشركات السياحية المشاركة هذا العام وكذلك عدد خبراء ومحترفي العمل السياحي الذين تابعوا فعاليات البورصة أيام انعقادها. تضمن التقرير النهائي لدورة هذا العام والتي استمرت من ٠١ حتي ٥١ مارس ان ٧٨١ دولة و٧٤١١١ شركة بكل الانشطة السياحية شاركت باجنحة في معرض البورصة إلي جانب 120 وزير و٠١١ آلاف خبير وممارس لمهنة العمل السياحي. حدث هذا رغم كل البيانات والتصريحات السلبية عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية.. هذه الاحصائيات والارقام للمشاركين تؤكد اصرار العاملين في مجال العمل السياحي علي رفع شعار التحدي مع تضافر جهودهم من أجل عبور الأزمة ضمانا لأن يكون الانحسار في أضيق الحدود. لقد أحسن زهير جرانة وزير السياحة عندما اشار في إطار حديثه عن جهود مصر من أجل احتواء أزمة السياحة إلي انتهاز فترة الأزمة الاقتصادية في ترتيب البيت السياحي من الداخل من خلال العمل علي الارتفاع بجودة الخدمات السياحية وزيادة جرعات التدريب للعاملين في كل المجالات السياحية، ولجذب المزيد من النوعيات السياحية تحدث عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة عن اعطاء مزيد من الاهتمام لسياحة الصحراء ورياضة الغطس. كما أبدي ترحيبه بانعقاد مؤتمر شركات ووكالات السياحة الألمانية في بورت غالب بالبحر الأحمر في ديسمبر القادم وقال انه سيكون لهذا الحدث اثر كبير في تنشيط حركة السياحة الألمانية إلي مصر التي تحتل المرتبة الثانية بين سياح الدول الوافدين إلي مصر »حوالي مليون و٠٥١ الف سائح في عام ٨٠٠٢«. كما أوضح العزبي ان هذا الاهتمام سيشمل أيضا سياحة الصفوة والاستشفاء السياحة الثقافية. من ناحية أخري وعلي هامش بورصة برلين رأس وزير السياحة اجتماعا للجنة الأزمات التابعة لمنظمة السياحة العالمية. واصلت اللجنة استعراضها للجهود التي تبذل في مواجهة التحديات التي أفرزتها الأزمة الاقتصادية. وفي الاجتماع تحدث د.طالب الرفاعي نائب رئيس المنظمة عن التأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية والتي بدأت في نهاية عام ٨٠٠٢ . قال أن النمو انخفض بنسبة ١٪ بالمقارنة بالعام الماضي. وقال ان عدد السياح الذين جابوا العالم في العام الماضي بلغ ٤٢٩ مليون سائح بنسبة نمو ٢٪. وطالب بضرورة ان تحافظ أنشطة القطاع السياحي علي العمالة وان الفرصة متاحة لخفض النفقات من خلال استخدام التقنيات التكنولوجية . وحرص جرانة علي أن يؤكد علي ضرورة تضافر الجهود من أجل العمل علي توفير الحماية لصناعة السياحة والحفاظ علي انطلاقتها مؤكدا أهمية ان تكون رغبة المستهلك هي الدافع الرئيسي للقائمين عليها. وفي اشارة إلي توصيات لجنة الأزمات في الاجتماع الذي عقد علي هامش معرض الفيتور الاسباني للسياحة أكد ضرورة قيام الحكومات بتقديم الحوافز للشركات السياحية لزيادة قدرتها علي مواجهة الأزمة الاقتصادية.. كما طلب أيضا زيادة اعتمادات الحملات الدعائية والترويجية مع عدم اضافة أعباء ضريبية علي الأنشطة السياحية. قال ان انتهاج هذه السياسة سوف يساعد علي تقليص الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية علي السياحة. ان ما شهدته بورصة برلين من لقاءات وصفقات سياحية يؤكد ان صناعة السياحة ورغم كل الأزمات استطاعت ان ترسخ مكانتها في دعم الاقتصاديات الوطنية للدول السياحية ومن بينها مصر. الشيء اللافت للنظر في بورصة هذا العام هو حماس العاملين في السياحة من أجل العمل علي مواجهة واحتواء اثار الأزمة الاقتصادية يشجعهم علي ذلك التطلع إلي مزيد من تفهم الحكومات للدور الذي تقومون به في خدمة الاقتصاد الوطني.