كتب / جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريينوكأن لا يكفي صناعة السياحة ما اصابها من تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية لتقع فريسة مرض انفلونزا الخنازير الذي تحول الي »بعبع« يثير الرعب والهلع في كل دول العالم متقدمة ونامية وفقيرة.. ولعل ما يزيد من هذه الحالة ما تتناقله الفضائيات من اخبار انتشار هذا المرض اللعين الذي بدأ في المكسيك وامتدت آثاره إلي الولايات المتحدة وكندا ثم إلي بعض الدول الاوروبية.. دفعت خطورة المرض الذي ادي إلي وفاة ما يزيد علي المائة وخمسين ضحية في المكسيك إلي اعلان حالة الطواريء الصحية في كثير من بلاد الدنيا بما في ذلك فرض القيود والرقابة والمتابعة الصحية علي كل من يزور أو يمر علي الدول الموبوءة.. وقد دفع الخوف الذي اجتاح الولايات المتحدة ذات الحدود المشتركة مع المكسيك من ناحية الغرب إلي ظهور الرئيس أوباما في التليفزيون مشيرا إلي ان انتشار المرض يدعو إلي القلق وليس الي الهلع وانه سيتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمحاصرته.***ويقول الخبراء ان انفلونزا الخنازير ــ التي حرم المولي عز وجل في كتابه المبين من اتخاذها طعاما ــ مثلها مثل انفلونزا الطيور تنتشر من المخالطة واستنشاق الهواء الملوث بفيروساتها بالاضافة إلي سهولة انتقالها بين البشر ورغم وجود وتوافر الادوية اللازمة لمكافحة المرض بين الخنازير إلا ان تحديد المصل المناسب للانسان يحتاج إلي استخراجه من عزل الفيروس المنتشر والذي يسببه. وإدراكا لخطورة هذا المرض اصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها بينما اجرت اتصالها بشركات الادوية لتوفير المصل لاستخدامه في الدول التي اجتاحها المرض. وقد اشارت التقارير الأولية إلي ان هناك مخزونا من هذا المصل يصل حاليا إلي ٥ ملايين جرعة.***وكما يقولون فان مصائب قوم عند قوم فوائد. ففي الوقت الذي بدأت حركة السياحة العالمية تعاني من شبح الاصابة بهذا المرض اللعين وانعكاس ذلك علي صناعة الطيران بالتالي نتيجة انحسار عمليات السفر. نجد انتعاشا كبيرا في صناعة الدواء من خلال التوسع في انتاج الامصال والادوية المقاومة لمرض انفلونزا الخنازير.. تجسدت هذه الصورة في حركة البورصات العالمية التي تعرضت لهزات شديدة بعد ما كان قد ساد العالم تفاؤل حول استرداد الاقتصاد العالمي المنهار لبعض عافيته في الاسابيع الاخيرة وفقا لتقارير الاجهزة الدولية المتخصصة.***وفي مجال السياحة تقول التقارير ان الرعب من انفلونزا الخنازير نتيجة لتراجع حركة السفر قد ترتب عليه انخفاض كبير في الاشغال في فنادق الدول المستقبلة للسياح بشكل خاص وكل دول العالم بشكل عام. وقد كان من الطبيعي باعتبارنا جزءا من هذا العالم ونظرا لموقعنا الجغرافي المحوري ان تتحرك اجهزتنا الصحية لاتخاذ الاجراءات التي تحول بين وصول هذا المرض إلي اراضينا.. في هذا الاطار قام وزير الصحة حاتم الجبلي الذي مازال يحارب في جبهة انفلونزا الطيور بالمرور علي مراكز الحجر الصحي في منافذنا الحدودية والاطمئنان علي حالة الاستنفار سواء من ناحية الاطباء أو توافر الادوية وادوات الكشف عن المرض. لا يمكن القول بان هذه الجولات كافية ولكن الاكثر الحاحا في هذه الحالة هو الانضباط في التصدي للمرض.يبدو انه قد كتب علي عالمنا ان يعاني من مصائب الامراض والاوبئة التي اصبح انتشارها مرهونا بما نسميه بالتقدم في كل مجالات الحياة.[email protected]