الغردقة …بقلم محمد شليبالى متى تظل المدن السياحية المصرية الكبرى بلا رعاية طبية لائقة وهل يجب ان تحدث كارثة حتى يتحرك المسؤلون عن القطاع الصحى فى مصر وخاصة مع ازدياد معدل الحوادث فى قطاع السياحة فهل يعقل ان تكون مدينة سياحية كبرى كالغردقة لا يوجد بها بنك للدم !! هذا التساؤل يطرح نفسه بقوة بعد ان كاد عدم وجود بنك دم فى الغردقة ان يودى بحياة سائحة فرنسية لولا تدخل سفارتها ..!!تبدأ القصة مع السائحة الفرنسية “سيلينا رينو” 35 عاما نزيلة فندق سوفوتيل الغردقة كما رواها صديقها المستشار القانونى علاء ثروت والذى حضر الواقعة بالكامل بعد ان تعرضت لنزيف حاد مفاجئ وتم نقلها الى مستشفى النيل بالغردقة وتم اجراء عملية “كرتاج” لها .وبعد انهاء العملية اظهرت نتيجة التحاليل وجود نقص حاد فى الصفائح الدموية حيث وصلت الى 9 الاف وحدة وهو معدل خطير يمكن ان يؤدى الى فقدان الحياة حيث ان المعدل الطبيعى حده الادنى 40 الف وحدة.وكانت المفاجأة هى عدم وجود صفائح دموية بالمستشفى او بالغردقة كلها وعدم وجود بنك دم فى محافظة البحر الاحمر مما جعل من اللازم احضارها من القاهرة وهو الامر الذى استغرق 15 ساعة مما زاد من خطورة حالة “سيلينا” ولم يتم احضار سوى 36 وحدة فقط مما حدا بعلاء ثروت الى الاتصال بالسفارة الفرنسية والتى وفرت طائرة حربية لنقل السائحة للعلاج بالقاهرة بمستشفى وادى النيل ولعدم استقرار الحالة تم ارسل فريق طبى فرنسى رافق السائحة لبلدها لاستكمال العلاج .كانت هذه قصة مأساة سائحة واحدة تعرضت لها بسبب عدم وجود بنك للدم فى مدينة سياحية من اعرق المدن السياحية فى مصر فلنا ان نتخيل لو لم تتدخل السفارة الفرنسية خوفا على مواطنتها ماذا كان مصيرها بالتاكيد الموت الحتمى .. وماذا لو كانت هناك حادثة كبيرة مصاب فيها عشرات السائحين كيف كانت العاقبة .. الادهى هو ماهو مصير المصريون المتواجدون بهذه المناطق المجبرين على التعامل مع الخدمات الصحية المتوفرة هناك فقط وليس لديهم سفارات تهتم برعايتهم الصحية. افيقوا يرحمكم الله…..