نسمات التفاؤل في “سوق العالم للسياحة” بلندنيقلم جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريينفي مثل هذا الوقت من العام الماضي بدأت فعاليات سوق العالم للسياحة في لندن في جو من التشاؤم حيث كانت الأزمة المالية تمسك بخناق كل دول العالم خاصة المصدرة منها للسياح. كانت حالة الكساد والانكماش والانهيار سيد الموقف.. ولكن هذا العام تبدل الحال تماما ـ وسبحان الله مغير الأحوال ـ فقد ساد التفاؤل في أوساط كل المشاركين في أعمال السوق من رجال الأعمال والعاملين في الأنشطة السياحية المختلفة تجاوبا مع التحرك نحو انقشاع غمة الأزمة الاقتصادية. جاء ذلك كرد فعل لمؤشرات الأداء الاقتصادي الايجابي في الدول التي كانت وراء هذه الأزمة خاصة الولايات المتحدة ومعها دول الاتحاد الأوروبي.>>>هذه الصورة المبهجة انعكست مظاهرها في هذا الاقبال الكبير علي التواجد في أجنحة السوق التي شهدت حماسا في الاتصالات وعقد الصفقات السياحية بين شركات الدول المصدرة والمستقبلة للسياح. وبالنسبة لمصر التي كانت مسرحا مرموقا علي مدي السنوات الماضية لانطلاقة سياحية واعدة تحقق من ورائها ٢١ مليار دولار دخلا للاقتصاد القومي.. فقد جاءت مشاركتها في سوق هذا العام قوية وعلي أعلي مستوي وهو ما تجسد في تشكيل الوفد المصري. كان زهير جرانة وزير السياحة علي رأس هذا الوفد الذي ضم عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة وهشام زعزوع مساعد الوزير وأحمد النحاس رئيس اتحاد الغرف السياحية وخالد المناوي رئيس غرفة السياحة ووسيم محيي الدين رئيس غرفة الفنادق وايهاب جبر رئيس غرفة الغوص وممثلين لأكثر من ٠٠٢ شركة سياحية شارك ٤٥ منهم بالجناح المصري الذي أقيم علي مساحة تقترب من ٠٠٦ متر بينما أقام بعضهم الآخر بمواقع مستقلة واعتمد بقيتهم علي اجراء اللقاءات بمواعيد سابقة دون ان يكون لهم مواقع في السوق. >>>تعبيرا عن زيادة الطلب السياحي علي مصر مع بداية الموسم الجديد ازدحم جدول أعمال الوزير جرانة بعشرات اللقاءات مع رؤساء وكبار المسئولين في شركات السياحة والطيران والفنادق العالمية. ورغم استعدادات وحماس هذه الشركات للعمل مع مصر وتنبؤاتهم بموسم نشط يحقق العبور المتصاعد فوق نسبة التراجع التي شهدتها حركة السياحة في العام الماضي (٥.٤٪) إلا انهم نقلوا في نفس الوقت إلي الوزير مجموعة من الشكاوي التي رأوها تعوق جهودهم في جلب السياح وتنظيم البرامج علي نطاق واسع. تركزت شكاواهم في القضايا الثلاث التالية:> الاعتراض علي الاتجاه نحو رفع أسعار بنود الخدمات الجوية التي تقدم في المطارات لشركات الطيران خاصة التي تعمل بنظام رحلات »الشارتر«.> قيام إدارة المتاحف في مصر بفرض رسم عشرة دولارات لاستخدام سماعات الشرح الالكتروني في المواقع الأثرية. انهم لا يعترضون علي هذا الرسم الذي يعتبرونه خطوة متقدمة ولكنهم يطالبون بأن يتم تقديمها من خلالهم.> الشعور بالخوف من فرض رسوم جديدة علي تذاكر الطيران بهدف مكافحة ثاني أكسيد الكربون في الجو والذي يؤثر علي المناخ العالمي علي أساس ان هذه الرسوم سوف تمثل عبئا جديدا علي السياح وعليهم.وقد ناقش الوزير مع وزراء السياحة أعضاء منظمة السياحة العالمية في الاجتماع الذي عقد علي هامش سوق لندن وكذلك مع ممثلي الأنشطة السياحية المختلفة. كل هذه القضايا خاصة ما هو مشترك دوليا بينما وعد ببحث ما يتعلق بمصر مع المسئولين عن الأجهزة المختلفة سعيا إلي الحد من تأثيراتها السلبية علي صناعة السياحة.>>>وعلي المستوي الاعلامي عقد وزير السياحة مؤتمرا صحفيا حضره عدد كبير من الصحفيين ومندوبي المحطات التليفزيونية والاذاعية حيث استعرض فيه بالأرقام ما شهدته حركة السياحة إلي مصر من تراجع في عام الأزمة الاقتصادية. تناول حديثه الذي جاء ردا علي الأسئلة الصحفية جانبا من المؤشرات الايجابية للتعافي من آثار الأزمة. كما أشار الوزير أيضا إلي الاجراءات التي سوف يتم اتخاذها للحفاظ علي ثروة مصر الكبيرة من الشعب المرجانية علي سواحل البحر الأحمر. وفي هذا المؤتمر تم الاعلان عن اطلاق الحملة الدولية للترويج السياحي والتي قام بشرح خطواتها ومراحلها عمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط السياحي. وللحديث بقية..