يقلم جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريينحتي لا تتوقف أو تتجمد مشروعات تنمية اعداد السياح الوافدين الي مصر فإنه لابد من توسيع رقعة النشاط السياحي لتشمل نوعيات مازالت تعاني من القصور عندنا ولا تحظي بالرعاية اللازمة رغم الامكانات والمقومات وعوامل الجذب المختلفة التي نملكها . الي جانب ما تم التخطيط له من تسليط الاضواء الدعائية علي سياحة السفاري والاستشفاء والغوص فإنه قد سقط من حسابنا نشاط هام وواعد ومجز من الناحية الاقتصادية يتمثل في سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية وليست المحلية.>>>لتحديد هدفنا ولكي يكون لدينا تقييم سليم فإن علينا مراجعة نجاحات الكثير من المدن ببعض دول العالم في مجال صناعة المؤتمرات الي الدرجة التي جعلت منها مصدرا رئيسيا للدخل الوطني وللرواج الاقتصادي غير المحدود. إذا اردنا مثالا لهذه المدن فإن امامنا كلا من برلين وفرانكفورت في المانيا وجنيف في سويسرا ومدريد في اسبانيا وبانجوك وكوالالمبور وكيب تاون الي جانب العديد من المدن الامريكية الرئيسية . العائد الذي تحققه كل مدينة من هذه المدن من المعارض والمؤتمرات يصل الي عشرات المليارات من الدولارات وهو ما يعد تحريكا ايجابيا لعجلة الاقتصاد الوطني في جميع المجالات.>>>ان اشغال ساحات المعارض وقاعات المؤتمرات في هذه الدول ونتيجة لإيجابية التسويق والترويج يستمر بدون انقطاع طوال أيام السنة . يترتب علي هذه الانشطة حركة دائبة تشمل الفنادق والمطاعم ووسائل المواصلات والمحلات التجارية علي اختلاف انواعها وهو ما يؤدي الي فوائد مباشرة وغير مباشرة يجنيها المواطن العادي في هذه المدن. المحصلة المؤكدة لهذا النجاح تتجسد في خلق وظائف جديدة سواء كانت مباشرة يشغلها العاملون في مشروعات ارض المعارض أو في الفنادق والشركات السياحية أو غير مباشرة في توفير المنتجات والاحتياجات الاستهلاكية للمشاركين في هذه المعارض.وليس جديدا القول بأن هناك شركات عالمية متخصصة في صناعة المعارض والمؤتمرات والترويج للامكانات المتاحة لاقامتها. كما أن هناك ايضا شركات مصرية لديها تجربة ناجحة في تنظيم المؤتمرات والمعارض خاصة المتخصصة منها. وفي هذا المجال لا يمكن ان ننسي تنظيمنا الناجح لمؤتمر السكان العالمي وكذلك للمؤتمرات السياحية العالمية مثل »الاستا« ولقد استطاعت احدي شركات السياحة المصرية من خلال اتصالاتها ان تعقد اتفاقا منذ سنوات لعقد مؤتمر صندوق النقد الدولي الذي يضم عدة آلاف في القاهرة ولكن المعوقات الحكومية في ذلك الوقت أدت الي عقد المؤتمر في دبي. ليس ادل علي خطأ هذا السلوك الحكومي في ذلك الوقت من اتفاق الحكومة الحالية علي عقد المؤتمر القادم للصندوق في القاهرة.>>>لعل ما يشجع علي اجتذاب المؤتمرات الي مصر ما شهدته الكثير من مدننا الكبري والسياحية من توافر امكانات اقامة هذه المعارض والمؤتمرات ان لدينا في القاهرة اماكن لهذه الانشطة سواء في قصر المؤتمرات بمدينة نصر أو أرض المعارض التي يجري تطويرها أو الفنادق العديدة المزودة بقاعات مجهزة لعقد المؤتمرات لم تقتصر هذه الامكانات علي القاهرة ولكن هناك الان شرم الشيخ والاسكندرية والغردقة وبورت غالب التي استضافت منذ أسابيع مؤتمر البيئة العالمي وكذلك الاقصر واسوان رغم محدودية الاستعدادات. أصبح واضحا انه لا ينقصنا في مجال صناعة المعارض والمؤتمرات سوي التعاقد مع احدي الشركات العالمية المتخصصة للقيام بعملية التسويق بالاضافة الي انشاء جهاز يضم الخبراء من أصحاب التجربة للاشراف علي توجيه هذا النشاط.[email protected]