رحلـة حتي يتصاعد انفاق السائح لرفع العائديقلم جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريينفي اطار المصلحة المشتركة لكل الممارسين للنشاط السياحي سواء كان رسميا أو خاصا فإنه لابد من ادراكهم أن تعظيم الدخل السياحي الوطني الذي يرتبط بمعدلات انفاق كل سائح. وليس جديدا القول ان تحقيق هذا الهدف يتطلب توسيع دائرة الاستفادة من صناعة السياحة من خلال اغراء السائح علي الخروج من الفندق الذي يقيم فيه الي المزارات المختلفة والمطاعم والأماكن الترويحية والمحلات التجارية وهو تحرك يحتاج الي استخدام اوسع لوسائل النقل.> > >النجاح في هذه المهمة ذات البعد الاقتصادي من جانب السياحيين والفندقيين وكل من يتصل عملهم بهذا النشاط السياحي يعد بكل المقاييس مساهمة فعالة وايجابية في الارتفاع بمعدلات الانفاق السياحي.. الفشل في عملية اقناع السائح بمغادرة الفندق أو المكان الذي يقيم فيه يعني ان العائد المحقق سوف يقتصر علي مصاريف الاقامة المتعاقد عليها سلفا ضمن البرنامج السياحي المشارك فيه وعادة ما يكون متواضعا نتيجة خضوعه لتقديرات المنافسة المحلية والخارجية والتعاقدات طويلة الاجل. في هذا المجال نجد ان العائد الهائل الذي تحققه بعض الدول من صناعة السياحة يتحقق من جملة الانشطة السياحية غير المباشرة وفي مقدمتها سياحة المشتروات بكل أنواعها خاصة ما يتصل بالصناعات اليدوية وما يترتب علي ذلك من التوسع في اتاحة فرص العمل لقطاعات كبيرة من المواطنين.> > >وإذا كانت امكانات زيادة فرص الانفاق السياحي متوافرة في المدن السياحية الرئيسية مثل القاهرة والاسكندرية والاقصر إلا أن المقاصد السياحية الجديدة والتي تجذب النسبة الاكبر من عدد السياح حاليا كانت تعاني من تدني الانفاق السياحي لافتقارها لهذه الامكانات وهو ما يجعل السائح حبيسا في الفندق ومرهونا بالبرنامج السياحي الذي جاء من خلاله لقضاء مدة اجازته أو زيارته للموقع.في هذا الاطار فقد اسعدني للغاية ان تتاح لي فرصة زيارة شرم الشيخ مدينة السلام وعروس المقاصد السياحية المصرية بعد طول غياب. أبهرني أن اجد الحال قد تغير كثيرا. فيما لمست من توسع في نواحي الانفاق السياحي سواء من خلال المشروعات الملحقة بالمنشآت الفندقية أو من خلال المشروعات القائمة بذاتها تحقيقا لهذا الهدف.> > >علي مدي اليومين اللذين امضيتهما في شرم الشيخ اثار انتباهي انتشار المطاعم والمحلات التجارية والمنشآت الترويحية المتنوعة التي تغري السائح علي مغادرة الفندق الذي يقيم فيه للتجول والانفاق. اعجبتني البرامج التي تتولي تنظيمها الفنادق والشركات السياحية والتي تتضمن رحلات وزيارات وحفلات خارجية ورحلات سفاري. كل هذه العوامل ساعدت علي امتداد اقامة هذا السائح لفترات اطول وتكرار زيارته ورحلاته للمدينة الجميلة لقضاء اجازته. لقد وجدت شوارع كاملة لمحلات تجارية ومنشآت خدمية علي اعلي مستوي مثل ماركاتو والشانزليزيه وخليج نعمة. كما اذهلني المشروعات السياحية الملحقة بالفنادق مثل فندق سافوي الذي تحول الي نقطة جذب من خلال التنوع وخلق المناسبات الترويحية التي تشمل حفلات لأشهر الفنانين. الشيء الجميل أن يكون عماد عزيز صاحب المشروع مؤمنا بهذا الاستثمار الذي تستفيد منه كل مدينة شرم الشيخ وكذلك صناعة السياحة. من المؤكد ان هذا التطوير علاوة علي تواجد اسماء الشركات الفندقية الكبيرة في المدينة مثل ريتزكارلتون وفورسيزون وهيلتون وشيراتون وسونستا وغيرهم من المشاهير في عالم الفندقة تعد من اهم عوامل الجذب التي تساهم في تصاعد اعداد الوافدين. ولعل ما يسعد حقا ان تكون هذه المظاهر الايجابية هي السمة السائدة في المقاصد السياحية الشاطئية الاخري مثل الغردقة ومرسي علم وبورت غالب وربنا يزيد ويبارك.