الدوحة / المسلة
يضم معرض ( اللؤلؤ) الذي تقيمه هيئة متاحف قطر بمتحف الفن الاسلامي ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010م (300) قطعة فنية وتحفة أثرية مطعمة باللؤلؤ تعد من أندر لآلئ العالم وعدداً آخر من المجوهرات التي نفذت بأيدي حرفيين مهرة لمختارات من المجوهرات المطعمة باللآلئ الملونة والنفيسة التي ترجع إلى أكثر من خمسة آلاف سنة.
ويشرف على المعرض الذي تتواصل فعالياته حتى الخامس من يونيو القادم عدد من المختصين بتاريخ اللؤلؤ وأهم أسواقه ومصائده وطرق استخراجه وأدواته ومناطق انتشاره في العالم، ويقدمون للمهتمين والزائرين شرحاً وافياً باللغات العربية والأجنبية عن تاريخ اللؤلؤ في قطر والخليج والعالم وتأثير اللؤلؤ على صناعة المجوهرات، كما تنظم ورش عمل ومحاضرات تثقيفية على هامش المعرض للزائرين خاصة الاطفال منهم ليتعرفوا على كيفية تكوين اللؤلؤ وأنواعه المختلفة.
ويقول الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر أن هيئة المتاحف تقيم هذا المعرض الفريد للؤلؤ تشريفاً وتكريما لتضحية الاباء والاجداد، الذين ساهموا بفاعلية في اثراء فن تصميم المجوهرات والازياء الفاخرة والمقتنيات الثمينة من خلال دورهم في الغوص على اللؤلؤ وتصديره لشتى انحاء العالم، مشيرا إلى أن فترة الاعداد لهذا المعرض الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والأكبر على مستوى العالم استغرقت عاما كاملا.
واوضح حسن أن معرض اللؤلؤ لا يقتصر فقط على اللؤلؤ الخليجي فقط ولكنه يشمل ايضا مجموعة نادرة من اللآلئ الطبيعية والصناعية على مستوى العالم ومن ابرزها سجادة “بارودا” الهندية الى جانب قطع نادرة من “شانيل”.
وبمناسبة هذا المعرض الضخم صدر كتاب مرجعي بالعربية والفرنسية والإنجليزية، يقدم مقاربة شاملة للؤلؤ في جميع أنحاء العالم منذ العصور القديمة، وآخر ما توصلت اليه علوم الأحياء من اكتشافات في مجال اللؤلؤ وتكوّنه، وخُصّص فصل كامل لأهم صائغي المجوهرات التي تستخدم اللآلئ، مع جرد كامل لأشهر عقود اللؤلؤ في العالم.
والكتاب من تأليف الدكتور ” هوبار باري” المختص في علم المعادن، والمهندس الكيميائي” دافيد لام” ومن ترجمة عبدالودود العمراني حيث يذكر الكتاب أن منطقة الخليج العربي كانت مصدر اللآلئ لجميع ملوك الشرق والغرب.
ويمنح معرض اللؤلؤ الذي يتألف من سبعة أقسام فرصة شاملة للزوار للتجول داخل عالم اللآلي الطبيعية منها والاصطناعية وينتهي بالكنز الثمين مجموعة هيئة متاحف قطر النادرة، التي تحتوي على اندر اللآلئ في العالم، كما يجمع في معروضاته بين التاريخ الطبيعي والتاريخ الفني ويروي قصصا خيالية عن عالم اللؤلؤ ، ويستخدم في ذلك الافلام القصيرة لايصال المعلومات بطريقة ميسرة.
ومن بين المعروضات النادرة التي يقدمها المعرض من المقتنيات التاريخية رداء الامبراطور الصيني، وسجادة المهراجا ” باردودا” الهندية المصنوعة عام 1865م، ولؤلؤ ” نوتيلوس” الفريد من نوعه، ومن المجوهرات الفرنسية من طراز “آرت ديكو” الى احدث الابداعات من الماركات الحديثة، كما يخصص قسما مهما للآلئ الخليج العربي مع عرض عام لمجموعة السيد حسين الفردان، الراعي الرئيسي للمعرض، والذي يعد من اهم جامعي اللؤلؤ في العالم، وكذلك مجموعة الماجد التي تحوى مقتنيات رائعة. ومن المجموعات الفريدة التي يضمها المعرض للؤلؤ مجموعة لآليء ” ميلو” البرتقالية اللون، ولآليء” ميكيموتو” ومجموعة اللآليء ” السوداء ” من سواحل جزيرة تايتي في البحر الكاريبي، اضافة الى مجموعة مقتنيات من الفلبين ونيبال وسويسرا وغيرها حيث تتنوع مصادر مقتنيات المعرض ما بين هيئة متاحف قطر، والمتحف البريطاني، ومجموعة البيوت الفنية في المملكة المتحدة ومجموعة متحف ” والترز ” اضافة الى 21 من معيري المعرض من مختلف دول العالم. ويؤكد السيد عبد الله النجار مدير عام هيئة متاحف قطر أن معرض اللؤلؤ يحمل رسالة للمواطن العربي ولكل من له علاقة باللؤلؤ من قديم الزمان عن كيفية دور الآباء والاجداد في هذه المهنة، منوها في هذا الخصوص بأهمية الحفاظ على التراث القديم وضرورة إحيائه.
وكانت الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع قد دشنت الليلة الماضية معرض اللؤلؤ بحضور عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة هيئة متاحف قطر بالإضافة الى جمع غفير من المهتمين، والضيوف الذين حلّوا في قطر احتفاء بمناسبة انطلاق فعاليات الدوحة 2010.