صنعاء / المسلة
أكد وزير السياحة اليمنى نبيل حسن الفقيه في حفل افتتاح ملتقى الإسلام والسياحة اليوم أهمية خروج الملتقى برؤية واضحة لمفهوم السياحة في الإسلام وبما يحقق الغايات ويسهم في بناء السمعة الايجابية لتوفير مناخ آمن يسعى إلى استدامة الموارد السياحية ويؤدي إلى إنعاش القطاع السياحي لتصبح السياحة “صناعة ودين” وقال:” إن الإسلام جاء ليغير كثيرا من المفاهيم المشوهة والأفكار المغلوطة التي تحملها عقول البشر القاصرة ويربطها بمعالي الأمور ومكارم القيم والأخلاق. مشيرا إلى ان الإسلام قد ارتقى بمفهوم السياحة وربطه بالمقاصد العظيمة والغايات الشريفة.
ولفت إلى ربط الإسلام للسياحة بالعبادة والعلم والمعرفة وجعل من الدوافع الأساسية للسياحة التفكير والاعتبار والمعرفة والثقافة والقيم الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية النبيلة.
وأوضح الفقيه أن السعي إلى رفع نسبة مساهمة السياحة الإسلامية في اقتصاديات الدول العربية والإسلامية يجب ان ينطلق من خلال تشجيع السياحة البينية الذي من خلاله تصبح السيطرة على واقع الحال السياحي بيد الدول العربية والإسلامية فيرسخ بذلك مفهوم التكامل مع ضرورة الانفتاح على العالم بفكر إسلامي مستنير تتعاظم فيه المصالح المشتركة بين الدول الإسلامية والأقطار الأخرى.
إلى ذلك أعتبر الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري أن الملتقى يعد حدثا ثقافيا وفرصة قليلة التكرار لإثبات إسهام الإسلام الايجابي في الحياة الإنسانية في وقت تشتد فيه الاتهامات للدين بعرقلة مسيرة الحياة.
وأستعرض الحبيب الجفري المعاني والدلالات القديمة التي تحملها السياحة كـ( العبادة والتفكير والجهاد والصيام )، مؤكدا في ذات الصدد أهمية السياحة المعاصرة ثقافيا قبل التأكيد على أهميتها اقتصاديا وذلك “حتى لا تتحول إلى وسيلة لاستباحه الشرور وتقنين الدعارة وهتك القيم في نفوس أبناء البلد” على حد وصفه.
وقال الحبيب الجفري: إن السياح لديهم تقبل كبير لفكرة احترام الخصوصية الثقافية للبلد لو أن أهل البلد احترموا خصوصيتها وهذا لا يضر بالسياحة لأنهم لم يأتوا للمساخر التي تتوفر في بلدانهم. معتبرا أن إنكار المنكر لا يبرر قط الاعتداء على السياح باعتباره جرم.
فيما أوضح عائض القرني الذي تغنى بحب وعشق اليمن عبر قصيدة غزلية أستهل بها كلمته وحظيت باستحسان الحضور ونالت من حرارة التصفيق الشيء الكثير. ان اليمانيين هم بلد السياحة الأول. وقال “إن أول سائح في التاريخ ذكر في القرآن الكريم هو الهدد وكانت سياحته إلى اليمن، منوها بأهمية ودلالة النص القرآني الشريف” وجئتك من سبأ بنبأ يقين”.
وذكر عائض القرني بسيول الجحافل البشرية التي انطلقت من اليمن حاملة لألوية العلم ومشاعل المعرفة وراحت تنشرها في أصقاع الأرض قاطبة بما تحمله من قيم ومبادئ إنسانية نبيلة تحض على السلام والتعايش السلمي بين الأمم والمجتمعات. مستشهدا بالعديد من القصص والروايات والقصائد الشعرية والمقولات الشهيرة للرسول الأعظم في اليمانيين حينما قال “الإيمان يماني والحكمة يمانية “.
بعد ذلك بدأت جلسات أعمال الملتقى الأولى والثانية وكرست لمناقشة محورين الأول حقيقة السياحة في الإسلام والثاني محور السياحة ودورها في التعريف بالإسلام “.
ويهدف الملتقى إلى توضيح حقيقة كيف أن السياحة ساهمت في مد جسور التواصل بين الأمة الإسلامية وبقية الأمم والمجتمعات البشرية، ومساهمتها في التعريف بثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها وأرصدتها الحضارية والإنسانية المختلفة.
وتقدم خلال الملتقى محاضرات في جامع الصالح ومسجد ذي النورين وجامع الشهداء بصنعاء وصالة 22 مايو، فيما يشارك فيها عدد من العلماء والمشايخ وتتناول عدد من العناوين منها : الوحدة بين الضرورة والفريضة ،السياحة سعادة و عبادة ، الأمة الإسلامية وعوامل النهوض والتحديات، القيم ودورها في المجتمع ، الإسلام وعلاقته بالغرب، الوسطية في الإسلام، والتوازن في بناء الشخصية المسلمة.