على هامش معرض السياحة والسفر (Fitur ) بالعاصمة الأسبانية مدريد.. بدأت اجتماعات منظمة السياحة العالمية والتى يشارك فيها وزير السياحة المصرى زهير جرانه باعتباره رئيس لجنة الازمات بالمنظمة ، وفى كلمته الافتتاحية رحب د. طالب الرفاعى السكرتير التنفيذى للمنظمة بالمشاركين فى الجلسات المنعقدة والتى ضمت مجموعة من المسئولين الرسميين وكبرى الشركات السياحية للرحلات وممثلى البنوك والمؤسسات المالية.
وقد عبر د. طالب الرفاعى خلال الجلسة الافتتاحية عن أسفه والمنظمة على الكارثة التى تعرضت لها “هايتى” وما نتج عن هذه الكارثة من الفواجع الإنسانية التى انتهت بتشريد الآلاف وفقد الأرواح.
كما أضاف السكرتير التنفيذى للمنظمة أن هناك شواهد تشير إلى إعادة النهوض بصناعة السياحة، إلا أن التداعيات التى شهدها عام 2009 بسبب الأزمة الاقتصادية طويلة وهو ما أدى إلى انخفاض أعداد السائحين على مستوى العالم بنسبة 4.1% حيث عبر الحدود 180 مليون سائح فقط العام الماضى. وأشار إلى أن صندوق النقد الدولى اعتبر هذه النسبة أفضل مما كان متوقعاً، ولاسيما فى ضوء ما تعرضت له صناعة السياحة من أزمات متعلقة بالتدهور الاقتصادى وأزمة أنفلونزا الخنازير.
التفوق فى الاداء
كما أردف أنه يجب أن يتفوق الأداء السياحى على الاقتصادى باعتبار السياحة أحد أهم ركائز النمو الاقتصادى فى العالم وأضاف أن المؤشرات تؤكد استعادة ثقة المستهلك وأن التوقعات تشير إلى نسبة زيادة قدرها 3% فى أعداد السائحين خلال عام 2010، إلا أنه أكد على أن عام 2010 سيشهد بعض الصعوبات نتيجة للتحديات التى لازالت تلقى بظلالها على الدول وهى ارتفاع نسبة البطالة، أنفلونزا الخنازير وعجز ميزان المدفوعات فى بعض الدول وما نتج عنه من فرضها ضرائب جديدة على مختلف القطاعات.
دروس مستفادة
واختتم د. طالب الرفاعى كلمته بمناقشة الدروس المستفادة من الصعوبات التى شهدها عام 2009 ومنها ضرورة الحفاظ على صناعة السياحة والسفر، ضرورة التجاوب مع المتغيرات التى شهدتها أنماط المستهلك وتوثيق التعاون الإقليمى بين الدول بعضها والبعض وأهمية الاعتراف بصناعة السياحة كأحد أهم الصناعات المؤثرة على نمو اقتصاديات الدول وعلى أن يكون عام 2010 عام تحول فى التعامل مع هذه الصناعة كقاطرة للتنمية وأنه يجب التعامل بجدية شديدة مع العوامل المناخية والبيئية المؤثرة على تلك الصناعة وذلك لتحقيق التنمية المستدامة.
الهند والسياحة
وبدأت أعمال الجلسة الأولى بسرد من وزيرة سياحة الهند للأوضاع السياحية فى بلادها حيث أشارت إلى تحسن الناتج القومى الهندى بنسبة 7% خلال العام الماضى مشيرة إلى أهمية السياحة الداخلية فى الهند والاتجاه السائد الآن هناك لجذب الشرائح ذات الإنفاق العالى فيما هو متعلق بالسياحة الخارجية وأشارت إلى الاهتمام الذى توليه الهند للنهوض بالبنية الأساسية للبلاد والارتقاء بها.
ثم تحدث “Jean Claude Baumgarlen” رئيس المجلس العالمى للسياحة والسفر (WTTC) حيث أشار إلى أهمية التخطيط الاستراتيجى لهذه الصناعة من خلال التعاون بين القطاعين الخاص والعام وذلك للتغلب على الصعوبات والتحديات التى تعرض لها القطاع السياحى خلال العام الماضى.
توماس كوك
ومن ناحية أخرى، أشار ” Manny Fontenla Nova” المدير التنفيذى لشركة توماس كوك، إلى التحديات التى سيشهدها عام 2010 مؤكداً على استمرار التداعيات السلبية للأزمة على بعض الدول ومشيراً إلى أن بعض الأسواق مثل الصين والولايات المتحدة ستشهد نمواً خلال الفترة المقبلة.
زيادة فى الصين
وأكد ” Zhv Shanzhong “نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة فى الصين على أن الحكومة الصينية بدعمها القطاع السياحى، ساهمت فى تقليص الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية حيث شهدت السياحة الداخلية فى الصين زيادة نسبة قدرها 11% وزادت نسبة السائحين من الصين بنسبة 4% أما عن السياحة الوافدة إلى الصين فقد انخفضت بنسبة 2.7% فقط، وأن الربع الأخير من العام الماضى شهد بعض التعافى فى نسبة الأعداد الوافدة.
حملة انجليزي
وتحدث” “Christopher Rodrigus رئيس هيئة تنشيط السياحة البريطانية عن الإجراءات التى اتخذتها بريطانيا لمواجهة الأزمة الاقتصادية حيث أشار إلى أنه تم إطلاق حملة دعائية وإعلانية ركزت بصفة أساسية على عوامل الجذب السياحية التى استهدفت السياحة الترفيهية بقيمة سعرية معقولة، وهو ما أدى إلى زيادة السياحة الداخلية بنسبة 18% إلا أنه أكد على أن عام 2010 سيشهد صعوبات قد تتجاوز تحديات العام الماضى ولذا فإنه يتعين التركيز على مراعاة قيمة حزم السياحة والسفر التى يحددها منظمو الرحلات.
السياحة الخضراء
وعن الاتجاهات السائدة فى متطلبات المستهلك فى المرحلة القادمة، أكد جميع المشاركين على ضرورة الاهتمام بالسياحة الخضراء وبناء فنادق صديقة للبيئة حيث أن أكثر من 25% من السائحين سيطالبون بتوفير هذه الاشتراطات فى المقاصد التى سيتجهون إليها فى المرحلة القادمة.
تنويع المنتج اليونانى
وأشارت ” Angela Genekov “نائب وزير الاقتصاد والسياحة والثقافة باليونان إلى اتجاه دولتها إلى تنويع منتجها السياحى بحيث لا يقتصر على السياحة الثقافية فقط، وإنما على عرض المكونات الحديثة أيضاً التى يتمتع بها المنتج اليونانى لجذب أكبر الشرائح الممكنة من السائحين.