بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
أخيرا سوف تعود الحياة إلي حركة السياحة العالمية. كل المؤشرات تشير إلي ان الاقتصاد العالمي في طريقه لاسترداد عافيته وهو ما سوف ينعكس ايجابا علي السياحة صناعة الامل والتي كان من الطبيعي ان تتأثر بحالة الركود والكساد والانكماش. وتقول المعلومات المتوافرة بالنسبة لمصر ان الحجوزات للرحلات إلي مصر بدأت تشهد نشاطا يبشر بالخير.. بدأ الجمود الذي كان طابع الشهور الاخيرة من عام 8002 وحتي شهر سبتمبر القادم.. يشهد تراجعا ويؤذن بارتفاع معدلات السفر السياحي. هذه البيانات ادت إلي ان يسيطر الشعور بالتفاؤل علي شركات السياحة والطيران التي تعرضت لخسائر فادحة خلال هذه الفترة من الانهيار الاقتصادي.
>>>
لقد كان أسوأ ما اسفرت عنه الازمة الاقتصادية.. زرع الخوف في نفوس العاملين في قطاع السياحة والفندقة.. دفعهم هذا الشعور إلي التسرع غير المحمود في خفض الاسعار بنسبة ليست يسيرة تحت تأثير نقص الخبرة . لم يستمعوا إلي النصائح التي طالبتهم بالتريث في هذا الخفض وان يستبدلوه بمجموعة من الحوافز التي تقوم بنفس المهمة في جذب السياح. لم يدركوا أن المشكلة التي سوف يواجهونها في الفترة القادمة ــ وبعد انقشاع غيوم الازمة الاقتصادية ــ هي استعادة مستوي الاسعار التي كانوا يتعاملون بها قبل ان تحل بهم. كل التجارب السابقة تؤكد انه ستكون هناك صعوبة كبيرة في القيام برفع الاسعار وان تحقيق هذا الهدف سيحتاج إلي وقت طويل. ان عليهم ان يتحملوا تداعيات حالة الهلع التي انتابتهم والتي اوقعت بهم فريسة للانتهازيين العاملين في المجال السياحي والذين تعودوا علي استغلال هذه الازمات.
>>>
إن فترة ما بعد انتهاء الازمة الاقتصادية تحتاج إلي تضافر جهود جميع العاملين في الصناعة سواء كان قطاعا رسميا أو خاصا.
مسايرة التعافي السياحي تتطلب ان يكون هناك تحرك دعائي بفكر جديد يستند إلي إقناع هواة السفر باستئناف رحلاتهم. لابد وان يكون هناك مغريات وخدمات علي مستوي في المقاصد التي تحظي باهتمامهم.
اصبح ضروريا ان تشهد هذه المرحلة توسعا في استخدام الانترنت سواء للدعاية أو لعمليات الحجز.. هذا الامر يقود إلي العمل علي اعداد برامج مشتركة بين السياحة والفنادق والطيران. وبالاضافة إلي ذلك لابد من اشراك شركات السياحة والفنادق في الحملات الدعائية باعتبار ان النجاح مصلحة مشتركة لكل الاطراف.
>>>
ولأهمية المعارض وما تسفر عنه من لقاءات مع منظمي البرامج في الاسواق التي تلقي مصر قبولا واقبالا من سياحها.. فإنه يجب تعظيم النشاط والتحرك وان يكون المشاركون في هذه المناسبات من الشركات السياحية والفندقية يملكون القدرة علي الترويج والتسويق.. وفي هذا المجال فإن وزارة السياحة مطالبة بدعوة منظمي الحملات الدعائية إلي اجتماع تشاوري لبحث خطوات التحرك وتجديد الرسائل الاعلامية والدعائية.
>>>
ولضمان التجاوب الجماهيري مع متطلبات حسن استقبال السياح فقد حان الوقت كي تساهم الاتحادات السياحية بمختلف انشطتها في مشروعات لخدمة المجتمع يشعر بها الناس وان يشاركوا ايضا في حملات التوعية بإلقاء الضوء علي الدور الذي يقومون به لخلق فرص عمل للشباب بما يؤدي إلي كسر حلقة البطالة.
ليس في مصلحة كل اصحاب المشروعات السياحية وكل العاملين في هذه الانشطة ان يسود الشعور بين غالبية المواطنين بأنهم لا يستفيدون مباشرة مما يتردد عن العائد الذي تحققه صناعة السياحة.
لمواجهة هذه المشاعر يجب علي قطاع السياحة ان يقترب اكثر من المواطنين من خلال المشاركة المجتمعية.