كنت قد ذكرت في مقال سابق أن المبني رقم ٣ لمطار القاهرة يعد بكل المقاييس نقلة حضارية رائعة كان مرفق الطيران المدني ومكانة وعظمة مصر في أمس الحاجة اليها.جاء افتتاح هذا المبني لرحلات مصر للطيران وأعضاء تحالف ستار الذي يضم مجموعة من كبري الشركات العالمية ليعلن عن بدء مرحلة جديدة من الخدمات عالية المستوي للوافدين والمسافرين من القاهرة عاصمة كل منطقة الشرق الأوسط وليس مصر وحدها.
>>>
> بالطبع فإنه لم يكن يمكن اكتشاف سلبيات العمل داخل هذا المبني العملاق دون ان تكون هناك بداية لنشاطه بما يتيح من خلال قيام كل جهة بمسئولياتها اكتشاف النواقص علي اساس الواقع العملي.
وقبل التطرق إلي ما تم التوصل إليه من احتياجات واتخاذ الخطوات اللازمة لتوفيرها فإنه لابد ان اشير إلي ان ادارة هذا المشروع الضخم ليس بالامر السهل سواء من ناحية التعود علي التكنولوجيا المستخدمة او ضمان كفاءة الاجهزة ومساعدة المترددين سواء كانوا وافدين او مسافرين علي التحرك بسهولة داخل المبني في هذا الاطار فقد كان متوقعا ظهور بعض المشاكل التي ما كان يمكن اكتشافها دون معايشة عمليات التشغيل الفعلي للمبني.
>>>
رغم انني زرت المبني مرتين قبل الافتتاح بدعوة من الفريق احمد شفيق وزير الطيران المدني صاحب هذا الانجاز غير المسبوق.. إلا أنه – وهو شيء طبيعي يحدث في بدء عمل كل المشروعات العملاقة المماثلة – لمست كمسافر عند السفر والعودة بعض الملاحظات السلبية التي علمت عندما شكوت منها ان هناك جهودا تُبذل من الأجهزة المسئولة للعمل علي تلاشيها بأسرع وقت ممكن وهي تتركز فيما يلي:
> سيور نقل الحقائب مازالت تحتاج إلي اعادة برمجة بما يتفق والاستخدامات الفعلية حتي يتحقق للراكب اختصار مدة وقوفه في انتظار حقائبه.. خاصة مع امتداد هذه الفترة إلي ما يقرب من حوالي ٥٤ دقيقة وهو وقت طويل.. وادراكا لهذه الحقيقة فإن العمل يجري حاليا علي قدم وساق من أجل وضع حد لهذه المعاناة.
> مازالت هناك مشكلة في الجوازات بالنسبة لحاملي الجوازات القديمة التي لا يمكن تسجيل معلوماتها من خلال تمريرها علي أجهزة الكمبيوتر مثل الجوازات الجديدة المجهزة لذلك. ترتب علي ذلك تعطيل الركاب وامتداد صفوفهم لمسافات طويلة امام منافذ الجوازات بالمطار الجديد لا فرق بين حامل الجواز الجديد وحامل الجواز القديم وقد كان من الضروري التخطيط مسبقا لحل هذه المشكلة في الاعتبار خاصة انها محلولة في مبني المطار رقم ١ ورقم ٢ منذ سنوات. هذا يتطلب الجمع بين انهاء الاجراءات الكترونيا وفقا لما جهز به المبني رقم ٣ واستخدام نفس الوسائل الاخري المستخدمة في المبني رقم ١ ورقم ٣ بالنسبة للجوازات القديمة الي ان يحين وقت انتهاء استخدامها.
> بالنسبة لركاب الدرجة الاولي ودرجة رجال الاعمال فإن من حقهم العمل علي توفير الراحة لهم خلال فترة تواجدهم بالمبني من خلال سرعة انهاء اعداد الاستراحات التي من المفروض ان تستقبلهم. صحيح انه يجري استضافة هؤلاء الركاب في كافتيريات المبني العالية المستوي ولكن هذا لا يعني ان هذه الاماكن تغني عن خصوصية الاستراحات التي مازالت في طور الاعداد والتجهيز. كل ما هو مطلوب هو الضغط علي الشركات المكلفة بهذه المهمة لسرعة تسليم هذه الاستراحات.
> اذا كانت العدالة تقتضي توجيه الشكر الي ادارة المبني الجديد وجهاز المطارات علي زرع العديد من الموظفين في كل اروقة المبني لارشاد الركاب خاصة عند السفر فإنه وللمستقبل من الضروري الاعتماد علي تكثيف اللوحات الارشادية خاصة عند الوصول بما يخفف من أعباء عمليات الارشاد البشري التي لا يمكن ان تستمر طويلا.
>>>
هذه بعض ملاحظاتي كراكب من زبائن المبني رقم ٣ الذي لم يمض علي افتتاحه سوي اسابيع قليلة.. وهي في مجملها لا تقلل ابدا من روعة هذا الانجاز الحضاري.
[email protected]
نبذة عن الكاتب
