كتب / جلال دويدار /رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
الأزمة المالية والاقتصادية التي تجتاح العالم ستستمر انعكاساتها لفترة طويلة، حتي ينصلح الحال وتجد الانظمة الاقتصادية أسلوبا جديدا لمواجهة أوضاعها. ولعل ما يؤكد هذه الحاجة ان الأنظمة شملت كل الدول كبيرها وصغيرها بل بدأت بالدول التي كان الجميع يعتقد أنها بعيدة تماما عن التداعي الخطير. بل العكس.. فإنها بدأت بأكبر اقتصاديات العالم وهو الاقتصاد الأمريكي.. وبناء علي التطورات فانه علي جميع الدول أن تؤهل نفسها لسنوات من الكساد حتي تتاح الفرصة للتعافي وهو ما سوف يستدعي رحلة طويلة من العمل المالي والاقتصادي والسياسي.
> > >
وسوف تتأثر كل الأنشطة السياحية بهذه الأزمة باعتبار أن الرخاء مرادف للسياحة، وأن أول ما يفكر فيه أي مواطن في مواجهة هذا الوضع هو الحرص علي مدخراته واتخاذ كل ما يستطيع للحفاظ عليها للمستقبل. من هنا فان وقف برامج رحلاته السياحية التي تعود أن يقوم بها سيكون أول اجراء يتم اتخاذه لأن حركة السياحة تعتمد علي السياح من الدول الغنية والتي تأتي وفقا للأحداث الاقتصادية الحالية في مقدمة الدول التي قادت الانهيارات المالية. وكما هو معروف فقد جاءت البداية مع كارثة الائتمان والرهن العقاري في الولايات المتحدة وما أدت إليه من افلاسات للبنوك والمؤسسات المالية. ونظرا لضخامة الخسائر فقد كان من الصعب أن يكون لتدخل واشنطن التأثير المطلوب نظرا لما يعاني منه الاقتصاد الأمريكي من أمراض العجز والانفاق الزائد نتيجة المغامرات العسكرية والسياسية.
وقد تفاهمت القوي الاقتصادية الكبري تداعيات الموقف وأجبرت للتدخل لانقاذ ما وصلت اليه الحالة من تدهور يصل إلي حد الكارثة بالتنسيق والتعاون مما يشير إلي امكانية الخروج من الازمة ولكن ذلك قد يتطلب بعض الوقت.
> > >
وسط هذا المناخ الذي يثير أعلي معدلات التشاؤم فإنه من المتوقع أن تشهد السياحة.. صناعة الأمل الواعدة التي ظلت طوال السنوات الأخيرة تمثل أحد أعظم مصادر الدخل للعملات لكثير من الدول إلي جانب ما تحققه من عشرات الملايين من فرص للعمل. ومثل كل الأنشطة الاقتصادية فإن السياحة لابد أن تستعد لمرحلة من الكساد تشمل البرامج السياحية وحركة السفر بالطيران وكل وسائل النقل من سيارات وقطارات وبواخر. بالطبع فإن ذلك سوف ينعكس بالتالي علي هذه الصناعات المختلفة التي تدخل في تعظيم الاقتصاد العالمي وبالتالي حركة السياحة.
> > >
ان ما سوف يحدث يتطلب أن تكون هناك غرفة عمليات تضم كل الخبراء علي أعلي مستوي لمواجهة الموقف واتخاذ الاجراءات الواجبة خاصة من ناحية أسلوب التسويق في المرحلة القادمة ولا يمكن التخفيف من هذه الأزمة دون تعاون وتنسيق من كل الجهات. علينا أن نقوم بالتحرك بهدوء أعصاب، ودون أن يؤدي الهلع من التطورات السلبية إلي اتخاذ قرارات تجعل من الصعوبة اصلاح الأوضاع بالصورة المأمولة للخروج من هذه الأزمة.