Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

"باب رحلة" بقلم جلال دويدار/ القاهرة تعاني من نقص المشروعات الفندقية

اتصل بي صديق لمصر ،ولي من احدي الدول العربية الشقيقة .. وقال انه كان يمكن ان يتضاعف عدد السياح العرب الوافدين الي مصر لو توافرت وتيسرت لهم اماكن الاقامة في القاهرة بالذات.. قال انه رغم ما تشهده بعض المناطق السياحية المصرية الجديدة من اقبال سياحي عربي الا ان القاهرة مازالت هي المقصد والهدف بالنسبة لهم.. اشار الي ان المعالم التاريخية في قاهرة المعز والنظرة الي نيلها والاستمتاع بنسيم ليلها والقيام بجولات المسارح ودور السينما هي بالنسبة للسياح العرب عوامل جذب لا يجدونها في اي بلد سياحي اخر، اكد لي ان مصر المحروسة بقاهرتها الساحرة لها سحر وطعم خاص جدا تجعلها تسيطر علي فكر وعواطف وافئدة كل العرب.. انهم وبعد ان توافرت لديهم الاموال يجوبون كل بلاد الدنيا ولكنهم لا يعترفون بقضاء اجازة سعيدة الا وسط القاهرة واهلها.

ان ما سمعته من هذا الصديق وغيره من الاخوة العرب جعلني بالبحث ادرك حجم ازمة اماكن الاقامة من فنادق وشقق مفروشة في القاهرة.. ليس بالنسبة للسياح العرب فحسب ولكن ايضا بالنسبة للسياح من كل الجنسيات.. ان ازدحام القاهرة بالمستثمرين والشركات الاجنبية ورجال الاعمال قد ادي الي شغل دائم لاعداد كبيرة من الشقق التي كان يستأجرها السياح العرب وعائلاتهم خلال موسم الاجازات، من ناحية اخري فان الطاقة الفندقية قاصرة جدا وغير قادرة علي استيعاب الطلب المتزايد علاوة علي المغالاة في الاسعار من وجهة نظر طبقات معينة من هؤلاء السياح.
من ناحية اخري فقد تبين مدي التأثير السلبي لما يشاع عن التفرقة في الاسعار التي تمارسها هذه الفنادق في تعاملها مع السياح العرب وغير العرب رغم ما تم تأكيده وتوضيحه في مناسبات عديدة بعدم صحة هذه المزاعم وان هناك قواعد صارمة تحكم هذا الامر وان الاختلاف في هذه الاسعار بسبب اسعار المجموعات السياحية وما يرتبط بها من حجوزات سنوية.

بعيدا عن مشكلة الاسعار والتي تم قتلها بحثا وجدلا فان المشكلة الحقيقية التي تعاني منها السياحة العربية هي النقص الكبير في شقق الاقامة الصالحة والمجهزة والتي يتسم سلوك اصحابها بنزعة الاستغلال البينٌ.
وبالنسبة للفنادق فانه ورغم الطفرة الهائلة في الطاقة الفندقية بالمناطق الجديدة بمصر الا ان القاهرة لم تأخذ حقها منها وان كانت قد حققت نجاحا محدودا في اقامة فندقين او ثلاثة من الدرجة عالية الفخامة التي كانت تفتقر اليها وكانت في اشد الحاجة اليها لجذب نوعية معينة من السياح القادرين علي الانفاق.. ورغم ما تم بناؤه من فنادق قليلة الا ان المتابعين للحركة السياحية يؤكدون الحاجة الماسة الي اضعاف اضعاف هذه الفنادق وباسرع وقت ممكن.

ان ما يلفت النظر حقا هو ان عملية التوسع في اقامة فنادق جديدة بالقاهرة لا تلقي الاهتمام الواجب، قد يكون من اسباب هذه الظاهرة الارتفاع الهائل في اسعار اراضي البناء وسط المدينة بل وفي ضواحيها ايضا وهو ما يؤدي الي ابتعاد المستثمرين عن تبني هذه المشروعات بسبب التكلفة العالية ،هذا الفكر تدحضه عمليات بناء الفنادق في مدينة مثل دبي حيث اسعار الاراضي وصلت حاليا الي اضعاف اضعاف اسعارها في القاهرة، من جانب اخر فان ما تتميز به دبي حاليا هو ارتفاع اعداد مشروعات الشقق الفندقية التي تلبي رغبات السياح العرب وقطاع كبير من سياح العالم، هذه النوعية من الفنادق ليست متوفرة علي الاطلاق في القاهرة او ضواحيها لقد كان من الممكن ان تكون لدينا عشرات من هذه الفنادق في المناطق الجديدة لو ان الدولة انتبهت الي هذا الامر وخصصت لها الاراضي باسعار معقولة دون السماح باقامة مشروعات سكنية عليها في صورة فيللات ليتم بيعها بملايين الجنيهات.

كم ارجو ان يتم الاتفاق بين المهندس احمد المغربي وزير الاسكان والتعمير الحالي ووزير السياحة السابق وبين زهير جرانه وزير السياحة الحالي من ايجاد وسيلة لتوفير اراض تخصص لاقامة مشروعات للشقق الفندقية في القاهرة الجديدة والقطامية ومدينتي الشيخ زايد و 6 أكتوبر، اعتقد ان مثل هذه الخطوة تمثل خدمة كبيرة لجهود الترويج للسياحة العربية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله