اصبح واضحا وجليا وملموسا تلك النجاحات التي حققتها السياحة.. صناعة الأمل الواعدة في مصر والتي تجسدها الارقام القياسية لحركة السياح الوافدين.
هذه النهضة تدعمت بتعاظم الاستثمارات في المنشآت والانشطة السياحية خاصة في المناطق الجديدة الممتدة علي البحر الاحمر وخليج العقبة في سيناء.. للحفاظ علي قوة الدفع لهذه الانطلاقة وروافدها الايجابية علي الاقتصاد الوطني اصبح ضروريا ان توجه كل الجهود نحو مواكبة التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال للاستفادة لاضافاتها وتسهيلاتها الملموسة لصالح العمل السياحي.
لا يمكن بأي حال بلوغ الهدف المرجو من وراء مثل هذه الخطوة دون التزاوج القائم علي الايمان بالمصلحة المشتركة بين القطاعين الرسمي والخاص وبمعاونة فعالة من عقول وافكار العاملين في القطاع العلمي.. ولعل ما يدل علي الاهمية التي اصبحت تمثلها التكنولوجيا الحديثة في النهوض بصناعة السياحة وتسهيل التعامل مع متطلباتها وبرامجها سواء من جانب الممارسين لانشطتها أو من جانب المستهلكين من هواة السفر والسياحة. هذا التطور اصبح من الركائز الاساسية لكل المعارض والاحداث التي تجسوق وتجروج للسياحة. ونظرا لما بلغته السياحة من مكانة واهمية ودور في اقتصاديات الدول غنيها وفقيرها فقد ظهرت في الاسواق شركات متخصصة لتصميم وتطويع الاجهزة الحديثة لخدمة الانشطة السياحية المختلفة خاصة المتعلقة بحجوزات الرحلات والفنادق والمطاعم والمسارح وكل المعالم التي يسعد السائح بزيارتها.. ان الانترنت اصبح احد الادوات الرئيسية لإنجاز هذه المهمة علي مستوي كل العاملين في كل هذه المرافق وكذلك بواسطة السياح انفسهم.
هذا التزاوج الذي اتحدث عنه وأعنيه سعيا إلي التوسع في تعامل السياحة مع العالم الالكتروني الذي اصبح سمة هذا العصر وأحد مفاتيح التقدم جاءت المبادرة من الهيئة العامة للتنشيط السياحي التي استطاعت باتفاقية توأمة مع الاتحاد الاوروبي ان تحصل منذ عدة شهور علي المساعدة اللازمة في هذا المجال . في هذا الاطار تتولي بعثة فنية نمسوية تحديث اعمال وتعاملات الهيئة داخليا وخارجيا من اجل الارتفاع بمستوي الخدمات السياحية واكتساب الخبرة المطلوبة لكل الممارسين للأنشطة المتصلة بصناعة السياحة وفي مقدمتها الترويج والتسويق وتنمية نوعيات سياحية جديدة تجذب المزيد من السياح.
في نفس الاتجاه وتعبيرا عن التعاون والتنسيق نظم الاتحاد المصري للغرف السياحية الذي يمثل القطاع الخاص ندوة يوم الاثنين الماضي حول السياحة الالكترونية ودور صناعة التكنولوجيا في النمو السياحي، كان المتحدث فيها الدكتور ديمتريس بوهاليز نائب رئيس المركز الدولي لبحوث السياحة بجامعة بورتموث البريطانية كان محور المحاضرة التي حضرها وشارك في مناقشاتها العديد من رجال السياحة.. اهم المستجدات في مجال السياحة الالكترونية ووسائل استفادة العمل السياحي في مصر منها. ولقد كان مضمون المحاضرة مفيدا ومهما في نشر ثقافة التعامل مع التكنولوجيا الالكترونية في الارتقاء بالممارسة السياحية.
علي الجانب الاخر وفي مساهمة مشكورة قدمت الدكتورة هند محمد حامد المدرس بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان اضافة علمية في استخدام الادارة الالكترونية لتطوير العمل السياحي في مصر. جاء ذلك في صورة مؤلف رائع يعالج الاستخدامات الضرورية لتكنولوجيا المعلومات بما يؤمن ويدعم النجاح في المجال السياحي.
لاجدال ان ما تقوم به الهيئة العامة اللتنشيط السياحي ومعها الاتحاد العام للغرف السياحية وبالتعاون مع المراكز العلمية المصرية يمثل انجازا علي الطريق الصحيح كي تقوم نهضتنا
جلال دويدار
