Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

بالمصرى الفصيح مصر للطيران.. من المسئول؟

كتب / الكاتب الصحفى محمد مصطفى
عجائب مصر للطيران لا تنتهي وقد ذكرت في مقال سابق ما يعانيه الركاب من كثرة تعطل الكمبيوتر في مكاتب الحجز والمطارات حيث تتكدس جموع الركاب هنا وهناك انتظار للفرج ، وقد يقول قائل ان كثرة تعطل اجهزة وشبكات الكمبيوتر سلبية لا تنفرد بها مصر للطيران وحدها، وانه امر وارد أن تتعطل هذه الاجهزة الحساسة.. ما الغريب في هذا؟. اقول ان الامر الذي يدعو للاسى ان اجهزة كمبيوتر مصر للطيران تتعطل اكثر مما تعمل وانها تتسبب في اضرار عديدة أهمها ارتباك الحركة وعذابات الركاب الذين يستسلمون للطوابير امام كونترات السفر في المطارات. ويذهبون اكثر من مرة لمكاتب الحجز علهم يحظون بالرضا السامي لحضرة صاحب الجلالة الكمبيوتر وهو امر اظنه لا يحدث بهذا الكم سوى في مصر للطيران الشركة الوطنية لمصر المحروسة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وما دمنا نتحدث عن مكاتب الحجز وما يحدث في الكثير منها من سلبيات فان ظاهرة غاية في الخطورة بدأت تتسع هذه الايام حيث يذهب المسافر لحجز تذكرة سفر في اي اتجاه خاصة للخطوط الداخلية مثل الغردقة وشرم الشيخ والاقصر واسوان وغيرها.. وفي كل الاحول لا يجد مكانا على متن اي من طائرات شركتنا الوطنية التي تحتكر الخطوط الداخلية في زمن اصبح يلفظ الاحتكار ويدعو الى المنافسة.. وربما صادفك عزيزي المسافر وانت في طريقك الى احد مكاتب الحجز خاصة في قلب العاصمة هذا الموقف الغريب حيث يقترب منك شخص هامسا: عايز تسافر فين.. كل شيء موجود.. اماكن متميزة وفي جميع التوقيتات.. اماكن على الطائرات مقابل مبلغ مائة جنيه زيادة على ثمن التذكرة وعندما ترفض استغلال هذا السمسار الفهلوي الذي يعمل لصالح احدى شركات السياحة التي تطلق العشرات من امثاله لاصطياد الزبائن من امام مكاتب شركة مصر للطيران يقول لك: على كل حال احنا في الخدمة ياباشا.. يقولها بمنتهى الثقة وهو متاكد انك عائد اليه لا محالة عندما تحاول جاهدا مع موظف الحجز ايجاد مقعد على الطائرة المحجوزة لاسبوع او ربما اكثر.. وهنا تضطر ان تعود مقهورا مدحورا صاغراً الى الوسيط الذي يتلقفك من جديد وقد استقرت على شفتيه ابتسامة لها ألف معنى.
سالت احد الاصدقاء من خبراء السياحة عن اتساع دائرة هذه الظاهرة السلبية فاكد لي ان شركات السياحة تقوم بالاتفاق مع بعض موظفي الحجز من معدومي الضمير على حجز عدد من الاماكن على كل طائرة يقوم مندوبها بتسويقها بعد اغلاق الابواب في وجوه الركاب وعدم تلبية رغباتهم بالسفر في المواعيد التي يريدونها، لتوزع الحصيلة بين مجموعة من الاشرار بحيث تحصل شركة السياحة على النصيب الاكبر من هذه الفريسة، وتتوزع باقي اشلائها على عدد من المنتفعين يدخل في قائمتهم بعض الذين عليهم مراقبة هذا الانفلات.. ولا حول ولا قوة الا بالله..
الغريب انه في حالات كثيرة يصعد الراكب الى الطائرة وهو يظن انه قد ظفر بصيد ثمين في المقعد الذي حجزه ودفع مقابله ثمن التذكرة الاصلي وعليه الاتاوة التي فرضها الوسيط. ليفاجأ ان اعدادا من مقاعد الطائرة خالية رغم التأكيدات التي سبق ان ساقها اليه موظف الحجز وكذلك وسيط شركة السياحة من ان الطائرة لا مكان فيها حتى على جناحها.. ولا يملك الراكب سوى مصمصة الشفاه والعض على النواجز والاستسلام للياس والاستياء وربما تمتم والغيظ يتملكه ( هي دي مصر يا عبلة ) سألت صديقي لماذا لا تبلغوا المسئولين في الشركة بهذه السلبية الخطيرة التي تتسبب في استغلال المواطن وضياع مصالح الشركة التي نادرا ما تقلع طائرتها وبها العديد من المقاعد الخالية وصحبتها لعنات الناس ؟ ضحك صديقي ساخراً وهو يقول: وهل تظن ان معلومة كهذه تغيب عنهم.. صدقني ان بعضهم يتجاهل هذا الانحراف بل ويباركه ويمهد الطريق امام المستغلين سواء كانوا اصحاب شركات سياحة او مندوبين. أو آخرين تطول قائمة اسمائهم ووظائفهم.. قلت لصديقي: لا اصدق ان مسئولا يشاهد مثل هذه السلبيات التي تنطوي على فساد ويتجاهلها.. عاد صديقي يضحك قائلا بل متسائلا: وهل تعتقد ان من وضع قوائم لأسعار التذاكر على الطائرة الواحدة يتسع الفارق بينها لم يكن يعلم ان هذا الفارق الكبير في الاسعار سوف يستقر معظمة في خزائن بعض شركات السياحة وجيوب كثير من المنحرفين الذين يجمعون المال الحرام دون اعتبار ؟!
ان الفارق يبلغ اكثر من 400 جنيه في التذكرة من القاهرة الى شرم الشيخ او الغردقة او غيرهما على نفس الطائرة والدرجة والموعد والطراز وكل شيء.. الفارق في التوقيت الذي حجزت فيه التذكرة وفي توافر الفئة المنخفضة من السعر وقت طلبك الحجز.. واستطرد محدثي قائلا: اتحداك بل اتحدى المسئولين في شركة مصر للطيران ان توافرت هذه الفئة من التذاكر ذات الاسعار المخفضة لانها ببساطة تذهب جميعها لشركات السياحة وللسماسرة. وفي غياب الشفافية تستمر هذه السلبية وتتعاظم. إن الأمر الأكثر غرابة انه اذا حاول كاتب ان يسجل مثل هذه السلبيات او يعترض عليها فالويل كل الويل له.. انه خائن وعميل يهاجم الشركة الوطنية وعلى الفور تفاجئه هجمة تتارية بقصد ارهابه وفي بعض الاحيان يكون سلاح الاعلان هو الرادع حيث تقاطع الشركة الجديدة او المجلة اعلانيا حتى لا يتجرأ اي من كتابها ومحرريها في ابداء مجرد راي او ملاحظة .. وهنا نقول للسادة المسئولين في مصر للطيران بمنتهى الجرأة واجرنا على الله: افيقوا ايها السادة وارسلوا رجالكم ليرصدوا ما يحدث امام مكاتب الحجز، وسوف لا تصادفهم اي معاناة في وجود عشرات السماسرة.. راجعوا يا سادة حجز بعض شركات السياحة لاعداد وهمية من التذاكر وتسويقها خارج مكاتبكم العامرة بالسلبيات.. حاسبوا من يغلق الطائرات في وجه الجمهور بحجة اكتمال حجز مقاعدها في الوقت الذي تشهد كثير من الرحلات مقاعد خالية بالعشرات.. نقول ذلك ايمانا منا بأن مصر للطيران ملك لنا جميعا، وانها من اصول الوطن وبنيته الاساسية وان كل مواطن في هذا الشعب الطيب يملك فيها سهما يهمه المحافظة عليه وتنميته مهما بلغ تجاهل وطناش ولامبالاة بعض كبار المسئولين في الشركة، ومهما انطلقت التصريحات الرنانة والاعلانات المدوية والتذاكر البلوشي. ان كل ذلك وغيره من السلبيات لن يدفعنا لتجاهل كثير من الانجازات التي تحققت الا ان الغيرة على الصالح العام هي التي قادتني الى هذه الصرخة والتي سوف تتبعها صرخات اخرى الى ان يتم اصلاح نتمناه..
والله من وراء القصد
[email protected]

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله