في إطار إدراكنا للقوة الاقتصادية التي أصبحت تمثلها السياحة ولفاعلية دورها في الحياة الاجتماعية للدول كان لابد أن يلفت نظرنا تلك التقديرات التي تم اعلانها حول النتائج التي حققتها بورصة برلين للسياحة الدولية التي انعقدت دورتها ال 42 في نهاية الاسبوع الثاني من شهر مارس الحالي.
لقد قٌدرت البيانات الاولية أن حجم الصفقات التي تم الاتفاق عليها بين المشاركين من العاملين في الانشطة السياحية المختلفة من المانيا وأكثر من 180 دولة مايربو علي 6 مليارات يورو أي ما يساوي 50 مليار جنيه مصري.. هذا العائد الهائل لابد وأن يسيل له لعاب الدول بكل اطيافها لما له من تأثير إيجابي علي معدلات الرواج الاقتصادي.
***
بالطبع فإن مصر وبإمكاناتها وتميزها الذي لا يجنافس في المقومات السياحية كان لابد أن تولي كل الاهتمام للمشاركة في هذا الحدث العالمي الفريد الذي أصبحت تجسده بورصة برلين. ورغم إتساع قاعدة الدول التي تصدر كل منها مليون سائح أو أكثر إلي مصر حيث أصبح يشمل أربع دول بعد أن كانت مقصورة علي دولة واحدة أو دولتين إلا أن السوق الالماني يجعد واحدا من رواد هذا الرقم بالنسبة لحركة السياحة الوافدة الي مصر.. إن من أهم الاسباب التي جعلته يحظي باهتمام ورعاية القطاع السياحي الرسمي والخاص . تعود إلي ان التعامل معه اتسم دوما بالاستقرار في عدد السياح وعدم الميل إلي الصعود أو الهبوط الحاد تحت تأثير أي أحداث، وفي السنوات الأخيرة دخل السوق الايطالي في منافسة مع السوق الالماني في عدد السياح الوافدين منه ثم لحق به بعد ذلك السوق البريطاني والسوق الروسي الذي تفوق علي الجميع ليصل إلي رقم المليون ونصف المليون سائح.
الشيء الذي يمكن أن يجذكر أن عدد السياح الوافدين من الاسواق الاربع وفقا لاحصائية 2007 اقترب من الخمسة ملايين سائح وهو ما يجقدر ب 45 % من مجموع السياح الذين زاروا مصر والذين بلغ عددهم رقما قياسيا يستوجب توجيه الشكر لله والاشادة بالجهود التي بجذلت لجلبهم وخدمتهم.
***