في ظل العولمة وازالة الحواجز أمام الأنشطة الاقتصادية أصبح الطريق معبدا لظهور الكيانات الكبيرة القادرة علي مواجهة المنافسة الشرسة. لم يعد هناك فرصة لاستمرارية الكيانات الصغيرة بعد ان تم تضييق الخناق عليها ودفعها إلي نقل ملكيتها إلي الحيتان الكبيرة أو السعي إلي الاندماج معها. ولمواجهة هذا التيار وحتي يمكن التعايش وسط هذه الضغوط ولحماية المصالح لجأت بعض الشركات خاصة في مجال الطيران التجاري إلي إقامة التحالفات القائمة علي التكامل والتعاون في عمليات النقل الجوي. تم الاستناد في تبني هذا الاتجاه إلي ارتفاع تكلفة صناعة النقل الجوي وعدم قدرة شركات الطيران مهما بلغت إمكانياتها واحجامها علي ان يغطي نشاطها كل أرجاء العالم.
*****
في هذا المجال وتمشيا مع هذه السياسة التي أصبحت تحكم استراتيجية الطيران المدني علي مستوي العالم تشكلت مجموعة من تحالفات شركات الطيران ليشمل تعاونها عمليات التسويق والاشتراك في مكاتب البيع وخدمة الركاب والحقائب وبرامج جمع نقاط السفر المتكرر ونظم الحجز واتفاقات الاسعار واعداد الجداول والخدمات الأرضية والشراء المشترك للوقود والطائرات وقطع الغيار وكلها تمثل أوجها للتعاون والتكامل من أجل خفض تكلفة التشغيل وتعد المشاركة بالرمز code-share واحدة من اشهر انماط هذه التحالفات. يقوم هذا النظام علي تنظيم نقل الركاب علي أساس قيام الشركات الكبيرة بعقد اتفاقيات مع الشركات الصغيرة لمدها بالركاب وان يتم احتكار الحركة بين أعضاء هذا التحالف. تتمثل الصورة المبسطة للتحالفات بالرمز في قيام شركتين بخدمة نفس الخط من خلال تنسيق رحلاتهما وفي حالة انخفاض كثافة الحركة فإنه يمكن لاحدي الشركتين القيام بمهمة النقل علي ان يتم تقاسم الايراد وفق قواعد متفق عليها.
*****
هذا النظام تطور وفي إطار الحقوق الوطنية للنقل الجوي ليشمل أكثر من شركتين علي أساس الالتزام بالنقاط التالية:
اضافة مزيد من الايرادات.
خفض المصروفات.
زيادة اعداد الركاب
وفي حالة الاتفاق علي قيام هذا التحالف فانه يجب التأكد بأنه يملك شبكة مكملة للآخر لتعزيز قوتهم ومصالحهم المشتركة مع ضمان المعاملة بالمثل والتوازن في المنافع. ان عدم توافر كل هذه الشروط لقيام هذه التحالفات بالاضافة إلي اختلاف القيم الثقافية وفقدان الثقة والاتصال أدت إلي فشل 70 % منها.
وتعد المشاكل التالية من أهم سلبيات التحالفات بين شركات الطيران:
تخفيض العمالة نتيجة التنسيق والتعاون المشترك.
ضمانات الامان وهو أمر يؤدي عدم توافره في أي من شركات التحالف إلي التأثير علي سمعة الاعضاء الاخرين.
تحمل المسئولية تجاه أي حوادث تقع لركاب شركة تقوم بنقلها شركة أخري من أعضاء التحالف في حالة تعرضهم لأي حادث.
خطورة الغاء التحالفات بسبب شراء شركة في تحالف لشركة في تحالف آخر وكذلك حالات الاندماج.
تقييد حرية الركاب في إختيار الشركة التي يريد السفر علي طائراتها.
مطالبة اتحادات العمال بالمساواة في الحقوق بين العاملين في شركات التحالف.
*****
وإذا كانت هذه هي المشاكل فإن التحالف يحقق المزايا التالية:
تخفيض تكلفة الرحلة علي الراكب باعتبار ان الرحلة علي شركات التحالف هي بمثابة رحلة علي شركة واحدة.
تحسن خدمة الراكب.
دخول أسواق لم يكن مسموحا بدخولها في ظل الاتفاقيات الثنائية والحقوق الوطنية للنقل الجوي.
أكثر التحالفات فعالية تلك التي تقوم علي التعاون في مجال الخدمات والتسهيلات والتي تتم بين الشركاء.
وللحديث بقية
في مقال الاسبوع القادم.
[email protected]