مع تطبيق النظام السعودى الجديد لضوابط الحج والعمرة نشرت بعض الصحف خبرا عن حادثى هرب مجموعتين من المعتمرين الأولي تضم 70 معتمرا والاخري تضم 25 معتمرا.. وقال الخبر إن عملية الهرب تمت باسلوب واحد اعتمد علي ضرب مندوب شركة السياحة المرافق واخذ جوازات سفرهم عنوة ثم الاختفاء.
طبعا فإن الذين قاموا بهذا العمل استهدفوا من وراء هذا الانفلات أحد الامرين: إما انهم يريدون البقاء في الأراضي المقدسة حتي موعد الحج علي أن يتدبروا معيشتهم خلال هذه الفترة وإما انهم يستهدفون البحث عن عمل محاولين توفيق أوضاعهم بعد ذلك.
***
هذا الذي حدث يؤكد وجهة النظر السعودية في اصرارها علي تفعيل عملية تنظيمها للحج والعمرة بما يحمي سيادتها ويقضي علي ظاهرة تخلف الحجاج والمعتمرين ومخالفة نظم الاقامة والعمل.
لا جدال ان الخروج علي هذه الضوابط السعودية تحمٌل شركات السياحة المسئولية ويعرضها لعقوبات مالية ويمنعها من تنظيم رحلات الحج والعمرة.
تجنبا لهذا المأزق فقد أصبح ضروريا اعلام الحجاج والمعتمرين بما سوف يتعرضون له من عقوبات والتأكيد في نفس الوقت علي أهمية الانضباط من لحظة السفر وحتي العودة وفقا للقواعد المحددة.
***
ورغم انني انتمي للصحافة والكلمة المكتوبة إلا انني أري أن حملة توعية الحجاج والمعتمرين والتي يجب اعدادها بواسطة خبراء متخصصين لابد أن توجه أساسا من خلال الراديو والتليفزيون بما يضمن وصولها إلي كل الفئات خاصة تلك التي تخرج منها تلك الفئة التي ترتب للهرب وعدم الالتزام بالضوابط الخاصة بالعودة.
كما هو معروف ووفقا للاحصاءات الرسمية المتوافرة فإن عدد المعتمرين الذين يسافرون سنويا إلي الأراضي المقدسة يصل إلي 450 ألف معتمر.. يمكن ان يزيدوا إلي 500 ألف معتمر إذا ما تم اضافة الذين يذهبون عن غير طريق الشركات السياحية، ومهمتي أن اشير بهذه المناسبة إلي الحملة الناجحة التي تولاها تليفزيون واذاعة مصر حول انجازات قطاعات الدولة المختلفة سواء من ناحية مضمون المادة أو طريقة العرض وهو أمر يستحق تهنئة كل القائمين علي اعدادها وتقديمها بهذه الصورة الجذابة كم يكون رائعا أن يجري اعداد حملة توعية الحجاج والمعتمرين بنفس هذا الاسلوب.
من جانب اخر فإنه يجعد امرا مهما وفعالا لعملية الالتزام بالضوابط السعودية ان تساهم وزارة الاوقاف في حملة التوعية من خلال أئمة المساجد الذين يكون لخطبهم واحاديثهم أكبر التأثير علي المواطنين بكل فئاتهم.
وحتي يتم ادراك خطورة عدم الالتزام بهذه الضوابط فإنه من الضروري العمل علي نشر أخبار ما تقوم به السلطات السعودية من اجراءات ضد المتخلفين بما في ذلك الغرامات الفادحة التي يتم فرضها بواقع خمسين ريالا عن كل يوم.
كم أرجو أن تؤدي الجدية في العمل المشترك من أجل تحقيق الانضباط في رحلات الحج والعمرة إلي وقف مهزلة تنظيمها عن طريق بعض الشركات المستهترة التي لا تقوم بواجباتها وتعاقداتها مع المواطنين.
في نفس الوقت فإنني اتمني أن يكون من نتائج الالتزام بالاجراءات الجديدة انهاء الصورة المؤسفة والمتكررة لانتشار بعض الحجاج المصريين أمام الحرمين المكي والنبوي وهم يستجدون المساعدة مما يعد مساسا بكرامة مصر والمصريين.
لا جدال ان عملية الزام المعتمرين والحجاج بالضوابط الجديدة مهمة صعبة ولكن لا مفر من بذل الجهد من أجل تطبيقها حتي نتعلم النظام خاصة في ادائنا لفريضة الحج أو سنة العمرة..
