Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

] مطار القاهرة – سلبيات بالجمله [

من يتابع الدراما الحزينة التي تحدث في مطار القاهرة الدولي “الجديد” يشعر بالأسى والدهشة وتقفز عنده عشرات من علامات الاستفهام المريرة لهذه الصورة العبثية التي تتكرر كل يوم وتزداد تشوهها خلال موسم الصيف الذي يشهد تزاحماً كبيراً من الوافدين مصريين وعرب وأجانب..
تبدأ هذه الدراما الأليمة عند أول باب يعبر منه القادم للدخول حيث الصخب الكبير الذي يحدثه مجموعة من مختلف موظفي المطار يرفعون أصواتهم منادين على أسماء مختارة من القادمين “فلان بيه” أو “علان باشا”.. وهكذا وبعد العثور على هذا القادم المحظوظ تبدأ رحلة تسهيل إجراءات دخوله وسط استياء واستنكار باقي القادمين الذين لم يحظوا بهذه الخدمة غير الشرعية.. وأمام سير الحقائب حدِّثْ ولا حرج عن الفوضى والتزاحم للحصول على الأمتعة وسط عملية انتقائية “للزبون” يقوم بها الحمالون الذين يسعون لبقشيش أكبر من هذا الراكب أو ذاك..
وفي اللقطة القادمة أدعو السادة المسئولين بالمطار أن يتوقفوا للحظة يتأملون فيها عربة حمل الحقائب سيئة الصنع، وأتحدى من يشير إلى مثيل لهذه العربات الرديئة في أي مطار من مطارات العالم، وأقسم أنني شاهدت بنفسي واحدة من هذه العربات الرديئة تسير على ثلاث عجلات ـ بعد أن فقدت الرابعة ـ وتجرها سيدة مسنة مما تسبب في سقوط وبعثرة أمتعة الراكبة المسكينة، والغريب أن أحداً لم يهتم بإصلاح مثل هذه العربة وغيرها من تلك العربات التي عندما تدفعها إلى الأمام تتجه إلى اليمين أو اليسار لتتحول تلك العربات ومن صنعها ومن قبل أن تعمل في مطار القاهرة الدولي من عربات سيئة الصنع إلى عربات سيئة السمعة..

ومن هنا نطالب بوقفة لفحص هذه العربات التي تزينها إعلانات لشركات كبرى وكان يمكن بنصف قيمة هذه الإعلانات أن نصنع عربات جيدة مثل التي نراها في مطارات كثيرة لبلاد شقيقة ليست أكثر ثراءً من مصر، لكن أمر تلك العربات لابد أن وراءه حكاية تتعلق بالشفافية.. وقد يقول قائل هل تركت كل التغييرات والتحديثات والضخامة والفخامة والديكور والكافيتريات وغيرها من الإنشاءات ورحت تنتقد عربات حمل الحقائب !!؟ وهنا أقول إن أعمال الديكور وغيرها يمكن للأموال أن تدبرها وأن يصنعها من يملك هذه الأموال، أما مشكلتنا فهى بالتأكيد الإدارة والمتابعة والمراقبة ومقاومة الترهل والتسيب وغض النظر عن السلبيات .

ونحن لا نزال داخل قاعة الوصول نرصد ظاهرة سلبية تماماً ـ مع الأسف ـ وهي الأصوات التي تتعالى بين العاملين في المطار بلا سبب أو مناسبة ووجود عدد كبير من هؤلاء الذين يصيحون ويصرخون لا تعرف لهم هوية أو ترصد لهم مهمة فيختلط الشيالون مع عمال النظافة مع الموظفين أو غيرهم يعزفون ألحاناً نشاذاً من خلال أصواتهم المتداخلة، وقد شعرت بالخجل عندما سألني أحد الضيوف.. ما كل هذه الأصوات والصراخ والصخب الذي تشهده صالات المطار في بلدكم؟.. والواقع أنني لم أكن قد رصدت هذه الملاحظة قبل أن يلفت نظري لها هذا الصديق، فتابعتها ووجدت حقاً أن أصواتنا عالية بلا مناسبة.
ونصل إلى الباب الخارجي للمغادرة وهناك أيضاً نجد في انتظارنا سلبيات بالجملة، فعلى ما يبدو أن هذه المنطقة لا تعرف معنى الانضباط ولا تقع في دائرة انضمام أي مسئول لمراقبة العبث الذي يحدث خارج المكان وفي مقدمته سائقوا التاكسي الذين يتقاتلون على القادمين ويدخلون في مساومات هزلية معهم معتمدين على استسلام الزبون المرهق من السفر.. وفي هذه المنطقة تسمع حكايات كثيرة عن “كوته” يتقاسمها كثير من السائقين المنفلتين مع موظفي بعض الأجهزة مقابل غض النظر..

والحديث عن حالة دورات المياه في صالة انتظار القادمين مأساة أخرى تحتاج لزيارة قصيرة ومفاجئة من أحد المسئولين ليرى بعينيه ما قد يحرك ضميره لتعيين مراقب يمر على هذه الدورات ويتابع عملية تنظيفها خاصة في مواسم الذروة، فلن أكون مبالغاً إذا قلت إن رائحة هذه الدورات تزكم الأنوف على بعد أمتار وتتعاظم المرارة عندما نجد أكشاكاً تبيع المأكولات والمشروبات ملاصقة لهذه الدورات التي تنبعث منها الروائح إياها.

ولا تزال شكوى المواطنين من قضية الباصات التي تحملهم وأمتعتهم من أمام الباب الخارجي لصالة الوصول حيث يتكدس البشر والأمتعة في زحام مقيت في انتظار وصول هذه الباصات التي يختلط بداخلها الأمتعة والبشر في تزاحم مأساوي، رغم تكرار شكوى المواطنين خلال السنوات الماضية ووعود المسئولين بإيجاد حلول لتستمر هذه المعاناة المضافة إلى غيرها من السلبيات لتشكل فصول هذه الدراما الحزينة وتؤثر على معنويات المواطنين وسمعة مصر لدى ضيوفها.. وهنا تبرز قضية أهمية استكمال المنشآت الحضارية التي أنجزت في السنوات الأخيرة، والتي لا يمكن لأي منصف أن يتجاهلها أو يقلل من شأنها فالواقع يؤكد أن ميناء القاهرة الدولي قد شهد تطوراً حضارياً وإنشائياً كبيراً، لكن الحقيقة المؤكدة أن هذه الطفرة الإنسانية لم تواكبها طفرة أخرى إدارية، فتغيرت الجدران ولم يتغير الإنسان.
والله من وراء القصد.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله