Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

التدريب.. السياحى ليس ترفاً – 1

طالبت كثيراً بأن تتحول قضية التدريب إلى قضية قومية يلتف حولها الجميع – الحكومة والقطاع الخاص، وأن يتم مراجعة البرامج العقيمة والممارسات المتخلفة التي تحكم المؤسسات والهيئات المنوط بها القيام بهذه العملية التي تشهد تسيباً وترهلاً كبيراً يطيح بأموال كثيرة تنفق على تدريب لا طائل منه وفي مقدمته إعداد القادة والكوادر المهنية والإدارية وغيرها، وهو الأمر الذي يؤثر على سمعة العمالة المصرية بالخارج وضياع فرص عديدة لاستغلالها كرافد للدخل القومي وتضييق مساحة مشكلة البطالة التي تتفاقم كل يوم.. الأمر جد خطير ويحتاج لسرعة تحرك فالواقع يؤكد خلو سوق العمل الداخلي من المتخصصين والحرفيين المدربين على مستوى رفيع في الوقت الذي لا نكف فيه عن الحديث عن ارتفاع أرقام البطالة وهي بالفعل بطالة مقنعة..
وفي الوقت الذي ندق فيه ناقوس الخطر لما لحق بالمؤسسات التدريبية من التسيب واللارقابة واللا مسئولية وفي غياب كامل لأي استراتيجية أو تخطيط.. في الوقت الذي نعيش فيه هذا الواقع الحزين والمؤلم بعد أن أهدتني الكثير من مشاعر التفاؤل عندما تابعت تفاصيل برنامج تدريب العاملين في السياحة تحت عنوان “التدريب من أجل التميز” هذا المشروع الذي يعد الأضخم ويهدف إلى تدريب العاملين بقطاع السياحة والذي تصل تكلفته 66 مليون جنيه، وهو المشروع الذي ينفذه الاتحاد المصري للغرف السياحية وغرفة المنشآت الفندقية بداية من هذا الشهر ويستمر ثلاث سنوات، وتبدو ملامح أهداف هذا المشروع واضحة في إحداث تطور مهني وتقني للعاملين بقطاع السياحة والفنادق، والارتقاء بمستوى جودة الخدمات السياحية بهدف زيادة القدرة التنافسية.. إن هذا المشروع الضخم يتضمن حزمة من البرامج التدريبية من بينها تنمية المهارات القيادية للضيافة وبرامج سلامة الغذاء وبرامج أخرى لتنمية مهارات المكاتب الأمامية والتجهيز والتحضير والأغذية والمشروبات والإشراف الداخلي وغيرها..

وقد سعدت كثيراً عندما علمت أنه سيتم التركيز في هذا البرنامج على الجانب العملي والتطبيقي بنسبة 60% بغرض إكساب العاملين المهارات الأدائية وذلك من خلال برامج مكثفة ومصممة بدقة لتحقق مردوداً سريعاً لتحسين الأداء في مدة قياسية من 6 – 10 أيام لكل برنامج حيث يتم تنفيذ البرامج التدريبية في مواقع العمل ليمنح المتدرب في النهاية شهادة موثقة من المنظمة الأمريكية للفنادق المعروفة باسم (AHLA) كما ستعتمد هذه الشهادة من وزارة السياحة وغرفة المنشآت الفندقية.

ويقود هذا الجهد الخلاق شخصية إدارية وسياحية جديرة بالاحترام.. إنه حسين بدران وكيل أول وزارة السياحة الأسبق وهو أحد الخبراء المشهود لهم بالكفاءة ويتميز بالعمل دون جلبة فلا هو يهوى التصريحات الجوفاء أو الاستعراض والفهلوة مثل غيره ممن يتقلدون مناصب ويحصلون على امتيازات دون تحقيق نتائج.

يقول حسين بدران رئيس قطاع التدريب في الاتحاد المصري للغرف السياحية إن المجموعات التي تقوم بالعملية التدريبية اختيرت على أعلى مستوى تدريبي في العالم مع وجود تدريب مواز للشباب في فنادق الخمس نجوم لمدة ستة أشهر يتم بعدها توظيف المتدرب فور الانتهاء من برنامج التدريب الخاص به بتمويل من وزارة السياحة قدره نصف مليون جنيه.

ويضيف حسين بدران : إن الإقبال على هذه البرامج كبير جداً حيث يمر المتدرب على مجموعة اختبارات لقياس مدى قابليته للعمل في قطاع السياحة وقد تقدم لهذا البرنامج (700) شاب تم اختيار 280 منهم بدأوا التدريب بالفعل ويحصل المتدرب على بدل نقدي أثناء التدريب، وقد تم تعيين كل من تخرج من هذه الدروة في أكبر الفنادق في مصر، ويؤكد حسين بدران على ضرورة أن يكون هناك فترة ليست بالقليلة لفرض الأصلح على السوق السياحي وحتى يتم إحلال المتدربين الأكفاء بديلاً عمن تثبت عدم صلاحيتة – وتجدر الإشارة هنا إلى أن المنشأة الفندقية التي يعمل بها المتدرب لا تتحمل سوى 30 جنيهاً كاشتراك رمزي لجميع البرامج التدريبية.

وبعد.. فهذه ومضة أمل بدأ بها قطاع السياحة ولعل من أهم أسباب تفاؤلي هو معرفتي الجيدة ولسنوات طويلة بمن يقود هذه البرامج – فحسين بدران يحظى بتاريخ حافل وسجل زاخر من العمل بجدية وإخلاص وإنجاز..

ويبقى أن نقول : إذا كان قطاع السياحة قد بدأ فمن سيلحق به..
والله من وراء القصد

محمد مصطفى
[email protected]

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله